المشاهد نت

خسائر مزارعو الرمان في صعدة

محصول الرمان في صعدة

صنعاء – محمد النمر:

عبدالله سفيان، 35 عامًا، مزارع بمحافظة صعدة، شمالي اليمن، كان يحلم بتحقيق أرباح كبيرة من محصول الرمان هذا العام. تلاشى ذلك الحلم بعد موجة الأمطار العزيزة والرياح الشديدة التي نجم عنها أضرار كبيرة بمحصول الرمان.

يقول سفيان لـ”المشاهد”: أكثر من 75% من محصول الرمان الموسمي تعرض للتلف. لم أكن أتوقع هذه الخسارة الجسيمة، حيث كنت أبيع السلة الرمان بتسعة آلاف ريال، لكن بعد أن ضربت البرد المحصول هبط السعر كثيرًا نتيجة لتعرض الرمان إلى تلف كبير، وتمزقت الفاكهه”.

في صعدة، تكثر زراعة الرمان في مديريات سحار والصفراء ومجز، وتزرع بنسبة أقل في مديريات كتاف والبقع وباقم.

شهدت محافظة صعدة أمطارًا خفيفة منذ بداية أغسطس هذا العام، وزاد هطول الأمطار بعد الأسبوع الأول من الشهر، مصحوبًا بتساقط كميات ضخمة من حبات البَرَد. مقبل العظم، 30 عامًا، مزارع في صعدة، يقول إن ثلثي محصول الرمان في مزرعته تعرض للتلف.

في حديثه لـ”المشاهد”، يقول العظم: “الخسارة التي تعرض لها مزارعو الرمان في صعدة كبيرة  وغير مسبوقة. المزارع يبذل أقصى جهده في زراعة الرمان لمدة تصل إلى ستة أشهر، وفي لحظة مباغتة يحصد الخيبات والخسارة”.

يضيف:” في السنوات السابقة، كنت أبيع السلة الواحدة من الرمان بما لا يقل عن ثمانية آلاف ريال. أما في هذا الموسم، أبيع السلة بثمن بخس، لا يكفي حتى لسداد قيمة الأسمدة والمبيدات التي أنفقت على فاكهة الرمان حتى تصبح ناضجة. وأنفقت أيضًا مبالغ على الأيدي العاملة، وكل هذه الخسائر يتكبدها المزارع”.

مسعد الصعدي، مزارع في صعدة، يقول إنه تخلص من كميات كبيرة من الرمان التالف، بسبب الأحوال الجوية التي أفسدت محصول الرمان الموسمي. في حديثه لـ”المشاهد” يقول الصعدي: “وصلت خسارتي هذا العام إلى أكثر من 12 مليون ريال. لقد كان مؤلمًا أن تذهب شهور من التعب والجهد والعمل دون فائدة. حبات البرَد قضت على المحصول، وكأن السماء سقطت بكل قوتها على الأرض، وطمرت المحصول تحتها”.

إقرأ أيضاً  عادات وتقاليد العيد في المحويت

معوقات التصدير

منذ بدء الحرب في اليمن عام 2015، أصبح التصدير عملية شاقة، إذ واجه المزارعون الكثير من المشاكل، مثل الطرق وبُعد المسافة وزيادة التكاليف؛ وذلك بسبب إغلاق المنافذ البرية.

تصدر محافظة صعدة الرمان إلى العديد من المحافظات وبعض الدول الخارجية مثل العراق، والإمارات والسعودية، بحسب مزراعين. يقول مزارعون إن تصدير الرمان هذا العام توقف بنسبة تصل 70% سواءً للأسواق المحلية في اليمن أو لبعض الدول.

تقول مصادر إعلامية في اليمن إن حكومة صنعاء منعت تصدير الرمان إلى خارج البلاد، الأمر الذي تسبب بكساد كبير لهذه الفاكهة. تشير المصادر إلى أن الجماعة احتجزت منذ مطلع الأسبوع الجاري، عشرات الشاحنات المحملة بالرمان، ومنعتها من المرور في نقاط أمنية بين محافظتي صعدة والجوف.

لكن السلطات في صنعاء لم تصدر تعميمًا صريحًا بهذا الأمر.

تعطل المنظومات الشمسية

يقول سعد مطهر إن معداته الزراعية والمنظومة الشمسية تعرضت لأضرار جراء الرياح الشديدة التي ضربت العديد من المناطق بمحافظة صعدة. ويضيف لـ”المشاهد”: “هبت رياح عاتية وعاصفة قوية، بالإضافة إلى تساقط البَرَد التي غطت الشوارع وأسطح المنزل حتى تحولت الأرض إلى ساحة بيضاء. تسببت البَرَد بإحداث عدة ثقوب عميقة في الألواح الشمسية، حتى أصابتها أعطال، وباتت الألواح خارج الخدمة تمامًا”.

تضرر الألواح الشمسية للمزاعين في صعدة بسبب الرياح الشديدة

تُعد محافظة صعدة الأكثر إنتاجًا للرمان في اليمن، حيث بلغت المساحة المزروعة في العام 2020م، 1650 هكتارًا، وكمية الإنتاج 19.598 طنًا، بحسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2020.

تشير إحصائيات وزارة الزراعة بصنعاء إلى أن إنتاج اليمن من فاكهة الرمان في العام 2019، بلغ نحو 27 ألفًا و567 طنًا، من مساحة مزروعة قدرها 2630 هكتارًا. وبلغت إنتاجية محافظة صعدة 19 ألفًا و214 طنًا من مساحة زراعية بلغت ألفًا و618 هكتارًا.

مقالات مشابهة