صنعاء-ابراهيم يحيى
بعد أداءه لصلاة الفجر في جماعة، يتجه محمد الظاهري، 65 عاما، موظف حكومي متقاعد، الى حديقة الثورة، شمال مدينة صنعاء، لأداء التمارين الصباحية في الهواء الطلق مع مجموعة من أصدقائه وبعض الأشخاص من سكان مدينة صنعاء، كطقس يومي ضمن فريق بدأ بعدد قليل من الأشخاص كما يقول وكل يوم يزداد العدد.
يقول الظاهري في حديثه لـ” المشاهد “أن فكرة البدء في عمل تمارين رياضية في الهواء الطلق جاءت من دافع صحي قبل سنتين وشجعه في ذلك أن مجموعة من الأشخاص كانوا قد بدأوا في التمارين الرياضية الصباحية فانضم الى الفريق قبل عامين.”
وأضاف “أن التمارين الرياضية الصباحية في الهواء الطلق من بعد صلاة الفجر تستمر لمدة ساعتين بشكل يومي وشعر بتحسن كبير صحيا،” حسب تعبيره.
تأسيس الفريق
فكرة الرياضة الجماعية الصباحية في مدينة صنعاء بدأت بشكل منظم تحت مسمى ” احسن فريق “. يقول المهندس ناجي ابو حاتم، 73 عاما، مؤسس “احسن فريق” في حديثه لـ” المشاهد” أن تأسيس احسن فريق كان عام 2017م تحت شعار ( رياضة مستدامة.. صحة وحياة).
ويضيف في متابعة حديثه عن بداية الفكرة، ” كنت انا وصديقي عبدالله القيضاني مدير عام سابق في وزارة التربية والتعليم نمارس رياضة الجري يوميا وسط استغراب عدد كبير من الناس كيف لكبار في السن يمارسون رياضة الركض في الشارع فحاولت إقناع عدد من جيراني وأصدقائي بالانضمام الينا لممارسة رياضة الجري وهنا جاءت الفكرة بتأسيس احسن فريق”
لم يكن يتوقع ان يتحول احسن فريق من اشخاص يمارسون الرياضة على عدد أصابع اليد الى اقبال كبير من الناس،” كما يقول.
كان مكان التجمع لممارسة الرياضة الصباحية حديقة الثورة بمدينة بصنعاء والبداية كانت بفريق أصبح اليوم كما يقول 15 فريقا في في مدينة صنعاء موزعة على الحدائق والساحات العامة والنوادي.
الفكرة لاقت استحسان واعجاب الكثير من خارج مدينة صنعاء حسب المهندس ناجي أبو حاتم. وتم تأسيس احسن فريق في العديد من المحافظات اليمنية شملت: الحديدة، إب، حجة، المحويت، و مديرية مناخة، محافظة صنعاء بعدد إجمالي 800 رياضي من مختلف الاعمار كبار السن وشباب وحتى الأطفال ما زال العدد في تزايد حسب تأكيده.
الجد والحفيد
الحضور الرياضي ضمن أحسن فريق كان في البداية من كبار السن. لكن اليوم أصبح يضم الشباب والصغار. الحاج حسين الصبري، 70 عاما، متقاعد عسكري يقول في حديثه لـ” المشاهد” انه يذهب الى الحصة الرياضة الصباحية مع حفيده نسيم، سبع سنوات، لممارسة الرياضة خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي الخميس والجمعة.
وليس الجد من يشعر من خلال ممارسة الرياضة الصباحية بتحسن صحي بدني. حفيده نسيم في حديثه لـ” المشاهد” يقول “اتمرن مع جدي في أحسن فريق وأشعر بالسعادة والنشاط كما أن لدي أصدقاء في نفس عمري نمارس التمارين مع بعض”.
وحول النتائج التي وجدها الصبري من ممارسة الرياضة الصباحية يقول ” بعد التقاعد والجلوس في البيت لفترة طويلة اصبحت اشعر بالقلق والخمول وعدم الراحة ولكن بعد أن التحقت بأحسن فريق تغيرت حياتي للأفضل حيث شعرت بالسعادة والنشاط بشكل كبير بسبب ممارستي للرياضة بشكل يومي “
كما أن من نتائج ممارسة الرياضة انها تغير من نفسية الشخص حسب تعبيره. لافتا كما يصف ان معاملته مع اسرته وابنائه تغيرت للأفضل.
وليس هذا فقط كما يتابع الصبري حديثه فقد كون صداقات جديدة مع اشخاص اخرين من نفس الفريق .
والاجمل حسب الصبري في الانضمام لأحسن فريق حسب تعبيره ” اللمة ” أي الاجتماع، يقول “نقوم بتناول طعام الإفطار بشكل جماعي كما نقوم برحلات الى ضواحي مدينة صنعاء”.
التوسع إلى المحويت
فكرة احسن فريق في محافظة المحويت يسردها احمد الزيادي، تاجر، 53 عاما. يقول للمشاهد “أول مرة نشاهد مثل هذه الظاهرة الجميلة في محافظة المحويت حيث وجدنا إقبال كبير من مختلف الأعمار على ممارسة الرياضة.”
ووصف الزيادي الرياضة الصباحية مع نسائم الفجر أن ” لها احساس رائع ويجعل الرياضيين يشعرون بالنشاط طوال اليوم”
خالد المساوى، 25 عاما، يقول “انضممت الى احسن فريق العام الماضي حيث امارس الرياضة بشكل يومي في ملعب الوحدة جنوب صنعاء مع العشرات من كبار السن والشباب حيث تغيرت حياتي الى الأفضل.”
مضيفا “كنت قبل التحاقي بالفريق انام حتى الظهر واقوم وانا متعب ولكن الان اقوم قبل شروق الشمس لأداء صلاة الفجر تم اذهب الى النادي لممارسة التمارين الرياضية.”
رياضة 365 يوما
بدوره يقول محمد خليل، مهندس مدني، 42 عاما، في حديثه لـ” المشاهد” ان التمارين التي يقومون بها ضمن التمارين الصباحية 32 تمرينا من رياضة الجمباز السويدي بشكل يومي حيث تستهدف جميع أجزاء الجسم وهي تمارين معمول بها عالميا.”
ويضيف “يتم اجراء التمارين طوال أيام العام حتى في شهر رمضان والأعياد يعني 365 يوما دون أي انقطاع “
ويقول خليل أن ما يميز ” احسن فريق ” الابتعاد الكامل عن السياسة وجميع المنتمين إليه من مختلف شرائح المجتمع اليمني من الأطباء والمهندسين والأساتذة والإعلاميين والضباط وغيرهم”.
العمر مجرد رقم
وفي ذات السياق، يقول محمد الشليلي، متقاعد، 83 عاما، الأكبر سنا في أحسن فريق “أن من هم في سنه مصابين بالأمراض المزمنة لا يجب عليهم ان يظلوا في منازلهم مستسلمين للأمراض وتتدهور حالتهم النفسية بشكل سئ مضيفا يمكن تجاوز كل ذلك من خلال ممارسة الرياضة كطقس صباحي يومي بدون توقف.”
وعلق الشليلي “أن العمر مجرد رقم طالما والإنسان قادر على أن يحافظ على صحته من خلال الرياضة فكثير من الأشخاص حسب تعبيره كبار في العمر لكن صحتهم جيدة واشكالهم كانهم شباب، نتيجة ممارستهم للرياضة واهتمامهم بنظامهم الغذاء السليم والصحي.”
تعارف اجتماعي
فضل سلامة، معلم، 55 عاما، يقول للمشاهد “نقوم كل آخر خميس من كل شهر باجتماع جميع فرق احسن فريق بشكل دوري بدءا من أول فريق وحتى الفريق الخامس عشر من احسن فريق من اجل تعارف جميع الفرق وخلق روح الأخوة والوئام ما بين جميع أعضاء احسن فريق حيث اصبح اعضاء الفريق اسرة واحدة فنحن نلتقي في الافراح والاتراح.”
الدكتور ضيف الله يحيى، استشاري امراض القلب والقسطرة في المستشفى السعودي الألماني بصنعاء يقول للمشاهد بأن الرياضة تساعد في الحفاظ على لياقة الجسم كما تساعد وبشكل كبير على الوقاية من الأمراض حيث تعزز مناعة الجسم كما تعمل على وقاية كبار السن من الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والجلطات واكبر دليل على ذلك أن آباءنا لم يكن لديهم أمراض مزمنة بسبب عملهم في الحقول من الصباح وحتى بعد العصر.
ويقول ضيف الله “أن عضلات الجسم تضعف بعد سن الاربعين وكل ما تقدم الانسان في السن ضعفت العضلات وهذا يؤدي الى ضعف الجسم ويصبح غير قادر على القيام بواجباته اليومية وأن الرياضة هي العلاج الوحيد للحفاظ على قوة العضلات وزيادة الكتلة العضلية للمتدربين وعليه انصح الجميع وبالأخص كبار السن الى ضرورة ممارسة الرياضة بشكل يومي.”
