المشاهد نت

الكشف المبكر..السلاح لمواجهة سرطان الثدي

الكشف المبكر عن سرطان الثدي يسهل من السيطرة على المرض وعلاجه

تعز – مجاهد حمود 

بعد ظهور ورم في ثديها الأيسر، ذهبت حورية، 50 عامًا، إلى عدد من المستشفيات للفحص والعلاج. في كل مرة، كان يُقال لها إن كيسًا دهنيًا تسبب لها بالورم. لكنها لم تكن واثقة من تلك الإجابات التي تحصل عليها من الأطباء. 

تقول حورية لـ “المشاهد”: “ذهبت إلى أحد الأطباء لإجراء استئصال للورم الذي قيل عنه إنه كيس دهني. لم تتم العملية، وبعد فترة قصيرة عدت إليه، لكنه اكتشف أني مصابة بالسرطان، وأن المرض ما زال مبكرًا، وقال يجب استئصال الثدي”. 

ظلت حورية في صدمة غير مسبوقة، وشعرت أن الموت الموت بات قريبًا. رفضت عملية استئصال الثدي، وكانت تعتقد أن الاستئصال أو العلاج لا يستطيع إيقاف مرض السرطان. 

تضيف حورية: ” تمكن أولادي وزوجي من إقناعي  بإجراء العملية، وخضعت للعملية، وأخذت العلاج اللازم حتى تماثلت للشفاء. الآن صحتي جيدة، ولم أعد أعاني من السرطان، وهذا هو الحال منذ خمس سنوات”. 

يعد الكشف المبكر للسرطان وإجراء العمليات الجراحية في وقت مبكر الطريقة الناجعة والحل الأمثل لمواجهة مرض السرطان والتعافي منه. يقول أطباء إن إهمال الفحوص الطبية المبكرة يقود إلى تضاعف خطورة المرض، ويصبح الشفاء منه أمرًا صعبًا أو مستحيلًا. 

تشير منظمة الصحة العالمية إلى حدوث أكثر من 2.3 مليون حالة إصابة بسرطان الثدي سنويا على مستوى العالم، مما يجعله أكثر أنواع السرطان شيوعا بين البالغين.

الكشف المبكر..السلاح لمواجهة سرطان الثدي
تسليم جهاز التصوير الشعاعي بالأشعة السينية إلى مستشفى الجمهوري في صنعاء، والذي يستخدم للكشف عن سرطان الثدي-منظمة الصحة العالمية-2020

الدكتور أمين قاسم، إخصائي أورام بمركز الأمل لعلاج الأورام بتعز، يقول إن الكشف المبكر للورم يمكن المريض والطبيب من السيطرة على المرض ومنع انتشاره في الجسم. يشير قاسم إلى أن حورية استطاعت استعادة صحتها من خلال التدخل الجراحي فقط، دون الحاجة للعلاج الهرموني أو العلاج الكيمائي. 

يؤكد قاسم على أهمية التوعية بسرطان الثدي، وضرورة الفحص المنتظم بعد سن البلوغ. يضيف: “عندما تجد المرأة كتلة في ثديها أو خروج مادة لزجة من ثديها غير الحليب أو ألم أو تغير لون الثدي أو زيادة حجم ثدي واحد دون الآخر، يجب أن تبادر للكشف ومعرفة السبب”. 

إحصائيات عن السرطان بتعز

الكشف المبكر..السلاح لمواجهة سرطان الثدي
إنفوجرافيك يوضح عدد الإصابات بسرطان الثدي في تعز

يقول المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، مختار المخلافي، إن تخفيف معاناة مرضى السرطان يتطلب تعاون ودعم الجميع، مشيرًا إلى أهمية تضافر الجهود لإنجاح الحملة للتوعية بسرطان الثدي، وتحقيق الأهداف المرجوة. 

إقرأ أيضاً  تضييق الخناق على السلفيين في شمال اليمن 

تؤكد نجاح الشامي، مديرة إدارة تنمية المرأة في تعز، أهمية حملة للفحص المبكر للسرطان الثدي، لأن الكشف المبكر يحد من انتشار المرض، وتوضح أن أن حملة التوعية تستهدف المدارس والجامعات. 

 نقص الأدوية

أحمد شملان، الأمين العام للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان بصنعاء، يقول لـ “المشاهد” إن أعداد مرضى السرطان تتزايد  بين اليمنيين بشكل كبير، ويرى عددًا من العوامل لحدوث تلك الزيادة، منها الحرب والظروف المعيشية والاقتصادية وزيادة الفقر الذي تسبب في عدم تمكن الكثير من تلقي العلاج، الأمر الذي يفاقم انتشار هذه الحالات بشكل كبير .

بحسب شملان،  المركز الوطني لعلاج الأورام في صنعاء يعد  الوحيد حيث يوفّر لهم الأدوية الكيماوية والعلاج الإشعاعي، وغيرها من المتطلبات للمرضى، لكن المركز يواجه صعوبات تتمثل في نقص الأدوية، وشحة الدعم المادي، وعدم تسلم الكوادر الطبية مستحقاتها.

الدكتور مختار سعيد، مدير مركز الأمل لعلاج السرطان بتعز، يقول لـ “المشاهد” إن المركز يستقبل مرضى السرطان من محافظة تعز، ومن خمس محافظات مجاورة، مؤكدًا أن ما يقارب 200 حالة يوميًا تأتي إلى المركز في ظل  ضعف الإمكانات التشخيصية والدوائية والتشغيلية، الأمر الذي يزيد من معاناة المرضى الذين يعانون من ظروف اقتصادية سيئة. 

عوامل الإصابة

قالت دراسة طبية أخرى عن عوامل الإصابة بسرطان الثدي في وادي وصحراء حضرموت إن معدل الإصابة بالمرض يرتفع في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وأضافت: “عدم إرضاع الطفل رضاعة طبيعية من الأم، وارتفاع ضغط الدم، والتاريخ العائلي من الأورام الخبيثة، تمثل عوامل رئيسية للإصابة بالمرض بين النساء في اليمن”. 

بحسب دراسة عن سرطان الثدي في اليمن،  نُشرت في 2012، فإن هذا النوع من السرطان هو الأكثر شيوعًا لدى النساء في اليمن. أشارت الدراسة إلى أن أن معدل الإصابة بسرطان الثدي أقل في البلدان النامية العربية منه في البلدان الغربية، إلا أن المرض يمكن تشخيصه لدى النساء العربيات في سن مبكرة بعكس السيدات في البلدان الغربية.

تتزايد أعداد حالات سرطان الثدي في اليمن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتدهور القطاع الصحي، نظرًا للصراع الذي تشهده البلاد منذ تسع سنوات. لكن الكشف المبكر لا يكلف كثيرًا، ومن خلاله تستطيع المصابة إيقاف انتشار المرض واستئصاله.

مقالات مشابهة