المشاهد نت

“عزان” شبوة.. يوميا 21 ساعة انقطاع للكهرباء  

ربط معامل المياه المعدنية في مديرية حبان بخطوط كهرباء مديرية ميفعة التي تتبعها عزان زاد من تدهور الكهرباء في المنطقة-تصوير خالد باديان- خرائط جوجل

شبوة – إدريس قاسم 

تعاني مدينة ميفعة عزان بمحافظة شبوة (جنوب اليمن)، من تردٍ حاد في الكهرباء منذ عدة سنوات؛ أثّر بشكل كبير على حياة السكان المحليين، الذين تعطلت مصالحهم في المجالات المعيشية والاقتصادية والتجارية، وقطاعات التعليم والصحة، خاصة وأن المدينة تعرف بأنها مدينة اقتصادية.

وينقطع التيار الكهربائي لمدة 21 ساعة، ويتم تشغيله لمدة 3 ساعات فقط في اليوم؛ ما يتسبب في مشاكل جمّة للمواطنين، حيث يعيشون تحت ظروف قاسية ويواجهون صعوبات في القيام بالأعمال اليومية الأساسية.

عبث بالخدمات 

أحد المواطنين المتضررين من انطفاء الكهرباء المستمر في عزان، أحمد لصور، قال لـ”المشاهد”: “عزان، المدينة الاقتصادية، تشكو من انخفاض ساعات تشغيل التيار الكهربائي الذي يأتي من عاصمة شبوة، مدينة عتق.

ويضيف: يتم تشغيل الكهرباء في مدينة عزان لمدة 3 ساعات في اليوم، وتلك جريمة بحق المدينة الاقتصادية، حد قوله.

ويتساءل لصور عن أسباب غياب دور السلطات المحلية بالمحافظة والمديرية وقياداتها والقائمين على إدارة كهرباء عتق، تجاه ما يحصل من تهميش لهذه المدينة الاقتصادية من خدمة التيار الكهربائي.

وذكر أن كل طرف من تلك الأطراف يجد مبررات لنفسه، مثل قلة الديزل أو الخلل في الشبكة الكهربائية، حتى صارت الكهرباء اليوم ”مهزلة وعبث” بحق خدمات أساسية ذات أولوية، كما يصفها لصور.

وعود لا تنفذ 

أبو سالم الموحلي، أحد سكان مديرية ميفعة، في حديثه، لـ “المشاهد”، أعرب عن استياء المواطنين من تدهور الكهرباء في المنطقة منذ بداية فصل الصيف.

وقال الموحلي أن الأهالي بإرسال عديد رسائل إلى المسؤولين في المحافظة، والمحافظ الشيخ عوض بن الوزير، الذين قدموا وعودًا، ولكنهم لم يرَوا أي تحسن عملي في الواقع. 

ويضيف الوحلي أنه وعلى الرغم من اقتراب نهاية فصل الصيف، لا تزال مديرية ميفعة تعاني من انقطاع الكهرباء وتعيش في حالة تشبه ”الموت السريري”، ولا تزال المشكلة قائمة”.

ويتابع: ”قدم السكان بلاغات وشكاوى بما يعانونه في مديرية ميفعة ومدينة عزان، خاصة فيما يتعلق بخدمة الكهرباء التي تعاني الإهمال و تفتقر للجودة المطلوبة”.

وأشار إلى أن إدارة كهرباء شبوة لم تولِ اهتمامًا لمديرية ميفعة، رغم أنها تعد واحدة من أكبر المديريات في شبوة من حيث عدد السكان والمشاريع الحيوية المتوفرة فيها.

حيث يُصنف مستشفى عزان العام كواحدٍ من أهم المشاريع في المديرية، حيث يخدم معظم المديريات الجنوبية من شبوة، وتحتضن أيضًا ثاني أكبر سوق تجاري،  بعد أسواق العاصمة عتق، ويسهم هذا السوق بشكل كبير في النمو الاقتصادي للمحافظة.

ضعف التيار 

وفيما يتعلق بمشاكل الكهرباء في مديرية ميفعة، بحسب المرحلي، فإنها تشمل ضعف التيار الكهربائي؛ الذي يتسبب في تلف الأجهزة، مثل المكيفات والثلاجات وأجهزة التلفاز؛ ما يؤثر على راحتهم وصحتهم العامة. 

بالإضافة إلى ذلك، يتعذر على الأهالي الاستفادة من تقنيات الاتصال الحديثة مثل الإنترنت والهواتف الذكية خلال هذه الفترة؛ مما يحد من فرصهم في التواصل والحصول على المعلومات وغيرها.

كما أن هناك تدهورًا للشبكة الكهربائية الرئيسية والفرعية التي يعود تأسيسها إلى عام 1985، وتعاني المدن والقرى في المديرية من عدم توازن الأحمال، على الرغم من أن إدارة كهرباء شبوة تعلم بهذه المشاكل، إلا أنها تتجاهلها ولا تعمل على حلها، بحسب لصور.

إقرأ أيضاً  اقتصاديون يُعلِقون على قرار «مركزي عدن» الأخير

تدهور التيار 

يعد احد أبرز مشاكل الكهرباء، بحسب الموحلي، هي ربط مصانع المياه المعدنية في مديرية حبان بخطوط الكهرباء التابعة لمديرية ميفعة، بدلاً من الاتصال بها من خلال الخط الرئيسي المخصص لمديرية حبان.

هذه المشكلة، بحسب الموحلي أدت إلى تدهور التيار الكهربائي القادم من الخط العام الرابط العاصمة عتق بمديرية ميفعة، والتي لم يتم ربطها من خط المديرية المقامة عليها تلك المشاريع؛ ما أضعف التيار الكهربائي، وحرم الخط العام الرابط من العاصمة عتق إلى مديرية ميفعة من الصيانة.

وتابع الموحلي، نرجو من محافظ محافظة شبوة الشيخ عوض بن الوزير العولقي أخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار ونأمل الإسراع في حل مشكلة مديريه ميفعة مع إدارة كهرباء شبوة والتي ما تزال تزال قائمة.

وضع صعب 

الكهرباء في مديرية ميفعة تعاني من وضع صعب جدًا، وتواجه أزمة حقيقية، هذا ما قاله الناشط الشبابي أيمن باكركر، أحد سكان المنطقة في حديث لـ”المشاهد”.

ويشير إلى أن الكهرباء في المنطقة تعتبر مشكلة جوهرية تؤثر على حياة السكان اليومية، لافتًا إلى أن المواطنين باتوا يستيقظون ويفكرون في سبيل الحصول على مولدات كهربائية لتأمين الطاقة في منازلهم.

وأضاف باكركر أن انقطاع التيار الكهربائي يصبح أمرًا سهل النسيان، خاصةً إذا كان هناك عجز في حل هذه المشكلة من قِبَل الجهات المسؤولة. 

وأعرب عن استيائه من عدم وجود تغيير حقيقي في هذا الصدد، حتى عندما يتحرك الأفراد ويتخذون إجراءات فردية للتعامل مع هذه المشكلة، مستنكرًا ترك المواطنين وحدهم يعانون ويتألمون دون تدخل الجهات المعنية.

باكركر قال إن الكهرباء في منطقة عزان تشكل مشكلة كبيرة يعاني منها سكان المنطقة لفترة طويلة، ورغم ذلك لا تبدو أن هناك حلولًا جدية من الجهات المسؤولة. 

داعيًا الجهات المعنية إلى الاضطلاع بمسؤوليتها تجاه المجتمع، والعمل على حل هذه المشكلة بشكل فوري، نظرًا للمعاناة التي يتعرض لها السكان بسبب تقصيرهم في حل هذه المشكلة الحيوية.

عدم تجاوب 

مراسل “المشاهد” تواصل مع مسؤولي إدارة الكهرباء ومنهم مدير إدارة الكهرباء في ميفعة وعزان، باعلوي عاطف والقائم بأعماله موسى باعلوي ومهندس في إدارة الكهرباء خالد بالهم؛ للحديث حول وضع الكهرباء في مدينة عزان، ولكنهم يستجيبوا.

أضرار وخسائر

تأثير انقطاع الكهرباء المستمر صنع وضعًا مأساويًا يعيشه المواطنون ويعطل الأعمال ويوقف الإنتاج، ويتأثر به القطاع التجاري والصناعي بشكل كبير في مدينة عزان.

وتتعرض الشركات والمحلات التجارية لخسائر مالية جسيمة نتيجة لعدم القدرة على تشغيل أجهزتها وتقديم خدماتها بشكل مستمر.

المواطنون في عزان طالبوا السلطات المعنية في المحافظة بالتدخل العاجل لحل مشكلة انقطاع الكهرباء المستمر في عزان، وإرغام الشركة المسؤولة عن توزيع الكهرباء بتحسين البنية التحتية للشبكة الكهربائية.

مقالات مشابهة