المشاهد نت

عودة وشيكة للكهرباء الحكومية في مدينة تعز

محطة عصيفرة الكهربائية بتعز

تعز- عبد الله المخلافي :

لم يعد للحكومة اليمنية دورا في توفير خدمة الكهرباء للمواطن في العديد من المحافظات اليمنية، بما في ذلك محافظات تعز. منذ اندلاع الحرب عام 2015، توقفت محطات توليد الكهرباء الحكومية، الأمر الذي دفع تجار في القطاع الخاص إلى العمل على توفير خدمة الكهرباء برسوم عالية.

شكلت رسوم الكهرباء عبئا كبيرًا على العديد من المواطنين وأصحاب المشاريع الصغيرة في ظل التحديات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وتدهور العملة الوطنية، وتراجع فرص العمل. في تعز، انطفأت الكهرباء الحكومية في السنة الأولى من الحرب، ومنذ ذلك الوقت، يشكو الملايين من المواطنين من الأسعار الباهظة التي تفرضها الشركات العاملة في توفير خدمة الكهرباء، حيث يصل سعر الكيلووات الواحد إلى ما يقارب الدولار الواحد، 1500 ريال يمني تقريبا.

يعتبر الكثير من السكان والتجار الذي يحصلون على كهرباء من المؤسسات التجارية أن هذه المؤسسات تمارس ضد مشتركيها استغلالًا كبيرًا في ظل غياب الرقابة والتدخل الحكومي لإيجاد حلول لهذه الأزمة.

بعد سنوات من الصمت، بدأت حملة إعلامية محلية بالمطالبة بتوفير الكهرباء الحكومية بتعز، واستمرت الحملة عدة أيام. كانت النتيجة مثمرة، حيث بدأت الجهات الحكومية في الأيام الماضية العمل على إعادة الكهرباء في المحافظة.

نائف الوافي، قائد الحملة الإعلانية المطالبة بعودة الكهرباء الحكومية، يقول لـ “المشاهد”: “هناك جهود مبذولة من المواطنين، وكذلك من السلطة المحلية ممثلة بالوكيل خالد عبد الجليل، واهتمام من الرئاسة لإعادة الكهرباء الحكومية في مدينة تعز”.

يضيف: “ما يحصل في محطة عصيفرة حاليا دليل هو تضافر الجهود التي تبذلها فرق الصيانة وفرق الجرد، وفرق النظافة بعد سنوات من توقف محطات توليد الكهرباء. حتى اليوم، أدخلنا كمية من الماء ومن الديزل من أجل إعادة تشغيل المولد الأول في المحطة بقدرة 6 ميجا وات، وسيتم تشغيل المولد عما قريب”.

يحث الوافي السلطة المحلية، وإدارة محطة كهرباء عصيفرة، والحكومة اليمنية، والمواطنين في مدينة تعز على العمل والتعاون على تحقيق عودة الكهرباء الحكومية، وذلك للتخفيف من معاناة المواطن والموظف الذي أصبح راتبه يذهب مقابل الحصول على الكهرباء التجارية.

إقرأ أيضاً  ضحايا الابتزاز الإلكتروني من الفتيات

احتكر ملاك محطات الكهرباء التجارية خدمة توفير الكهرباء، وتم تقسيم المدينة إلى مربعات، حيث يعمل كل تاجر في منطقة معينة، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع سعر الكيلو وات إلى أكثر من ألف ريال، بالإضافة إلى رسوم اشتراك يدفعها المواطن شهريا حتى وإن لم يستهلك كهرباء.

أمين أحمد الحاج، رئيس لجنة الدفاع عن كهرباء تعز، يقول لـ “المشاهد”: “هناك خطوات جادة من وكيل محافظة تعز من أجل تشغيل محطة كهرباء عصيفرة، ونحن نبذل جهود بالتعاون مع الناشطين ووكيل المحافظة، وأعضاء نقابة كهرباء تعز، وموظفين محطة كهرباء عصيفرة لإعادة الإنارة للمدينة”.

بحسب الحاج، الحل الوحيد لإعادة الكهرباء الحكومية لمدينة تعز هو إعادة تشغيل محطة عصيفرة لأنها تحتاج إلى معدات قليلة وخطوات بسيطة من أجل إعادة التشغيل، وسيعمل المولد الكهربائي الذي سيتم تشغيله في المرحلة الأولى لتوفير الكهرباء لجزء من مدينة تعز، وستتوسع الخدمة بعد إصلاح المولد الثاني.

الكهرباء تخلق فرص عمل

تعرض المؤسسة العامة للكهرباء بتعز للنهب والتدمير طوال سنوات الحرب، حيث تشير تقارير إلى تدمير أو نهب أكثر من 120 مولد كهربائي خاصة بالمؤسسة العامة للكهرباء. تسبب غياب الكهرباء بتوقف العديد من الأعمال أو تأثرها بارتفاع أسعار الكهرباء التجارية.

صلاح الرحال، مواطن في مدينة تعز، يرى أن عودة الكهرباء الحكومية ستعمل على توفير فرص العمل لا سيما في تلك المجالات التي تحتاج إلى الكهرباء للقيام بالمهام اليومية مثل الثلاجات المركزية والطواحين وغيرها.

يقول الرحال لـ “المشاهد”: “الكهرباء التجارية مكلفة، ولو تم استعادة الكهرباء الحكومية، سيعتمد الكثير من المواطنين وأصحاب الأعمال عليها، وستزدهر المشاريع، ولهذا السبب عودة الكربهاء خطوة مهمة للغاية في تعز، وبقية المحافظات اليمنية”.

مقالات مشابهة