المشاهد نت

قرى الطوير غرب تعز .. تتحول إلى أطلال

قرة الطوير بمديرية مقبنة بتعز

تعز – محمد الحاجبي :

في شهر مارس 2021 صارت منطقة الطوير، وهي قرية ريفية تتبع مديرية مقبنة غرب مدينة تعز شمال غرب اليمن، أطلالًا مهجورةً بعد أن تحولت المنطقة التي كانت تضج بالحياة إلى ساحة لمعارك الكر والفر بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، ونزوح مئات الأسر من القرية إلى منطقتي الرحبة والبيرين في مديرية المعافر وهي مناطق آمنة بعيدة عن المواجهات العسكرية.

يقول عبدالعزيز شمسان أحد سكان منطقة الطوير، لم يكن أهالي منطقة الطوير حين اندلعت المواجهات العسكرية عام 2021 يفكرون في أي شيء سوى النجاة من الموت والخروج من المنطقة.

وأضاف في حديثه لـ”المشاهد” أن السكان الذين غادروا المنطقة كانوا يعتقدون أنهم سوف يعودون إلى منازلهم بعد أيام قليلة حين تنتهي المواجهات العسكرية، غير أن هذا الأمل حسب شمسان لم يتحقق منذ ثلاث سنوات فقد أصبحت المنطقة منطقة تماس عسكرية خطيرة وأطرافها مزروعة بالألغام.

نزوح وتهجير

يروي عبد العزيز شمسان، قصة نزوحه مع أسرته “أجبرنا على الخروج من بيوتنا بصمت خوفًا من القنص والقذائف التي كانت تمطر منازلنا، وكنا نتنقل من مكان لآخر متخفين ومختبئين، خوفًا من الموت، وجدنا أنفسنا في وضع صعب، اضطررنا فيه أن نفترش الأرض وأن نلتحف السماء”.

وفي يوم وليلة وفي ظرف ساعات يقول عبد العزيز إن أكثر من 500 أسرة أصبحت منازلهم غير آمنة بعد أن طالتها القذائف والرصاص وأصبحوا وسط المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي.

توقفت الحياة في منازل السكان في قري الطوير الأعلى والطوير الأسفل، والحقب، والكويحة، والقبيب، والقحيفة بمديرية مقنبة والتي تتبع إداريًا محافظة تعز، وتحولت إلى مساكن مهجورة والبقاء فيها حسب شمسان يعني الموت بالقنص من قبل مسلحي جماعة الحوثي.

أكثر من 500 أسرة أصبحت منازلهم غير آمنة بعد أن طالتها القذائف والرصاص وأصبحوا وسط المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي.

أضرار وخسائر جسيمة

الحاج سعيد علي، الذي نجا من الهجمات والقذائف التي شنتها جماعة الحوثي على المنطقة يقول في حديثه لـ”المشاهد”: “كنت أعيش في منزلي ومنطقتي آمنة وثابتة، نشعر فيها بالاطمئنان والأمان، حتى ذلك اليوم الذي دمرت فيه جماعة الحوثي المنطقة بشكل عنيف، وما تزال مناطقنا في خطر يطالها القصف والقنص بشكل مستمر”.

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

ويصف سعيد واقع الحال نتيجة الحرب أنها “دمرت حياتهم وجردتهم من ممتلكاتهم، ومزارعهم ومواشيهم، ودفعت به وغيره من سكان منطقة الطوير إلى جحيم المعاناة”، حسب تعبيره.

ويضيف “منذ ثلاث سنوات نكتوى بنار الحرب التي أجبرتنا على النزوح من منازلنا، بعد سنوات من العمل في الزراعة، والرعي، وتربية، المواشي، والنحل، أصبحنا بلا مأوى، لا أغنام ولا أبقار بعد أن كانت مصدر معيشتنا”.

معاناة النزوح

وحول عدد النازحين من منطقة الطوير في مديرية مقبنة وأين استقروا بعد هروبهم من المواجهات العسكرية يقول رئيس الوحدة التنفيذية للنازحين في مخيم الرحبة عبد العليم مشوره، إن عدد الأسر التي نزحت من مختلف قرى منطقة الطوير يزيد عن 500 أسرة يتوزعون ضمن مخيمات منطقة الرحبه، ومخيم الراجحي، ومخيم الاشروح، ومخيم الضبات، ومخيم الحصن غرب مدينة تعز مخيم الحصن.

وأكد أن الأوضاع الاقتصادية للأسر النازحة صعبة وأغلبهم ليس لديهم مصدر دخل أو عمل متواصل.

إحصائيات

وحول الانتهاكات الإنسانية للسكان في مختلف مناطق التماس بمحافظة تعز أكد تقرير حقوقي سابق صادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان توثيق سقوط 366 ضحية نتيجة استهدافهم من قبل مسلحي جماعة الحوثي بالقنص من المدنيين بينهم أطفال ونساء وكبار في السن خلال الفترة بين مارس 2015 وحتى أغسطس 2020.

وأوضح التقرير أن عدد الأطفال الذين قتلوا برصاص قناصة جماعة الحوثي 130 طفلًا، إضافة إلى إصابة 236 آخرين وذلك في 16 مديرية في محافظة تعز، خلال ذات الفترة.

لا تنتهي أمنيات أهالي الطوير بالعودة، ولا تجف انتظاراتهم، يقول منير مقبل: “كل ما نتمناه هو أن يتم تطهير منطقتنا من الألغام وتجنيبها الاستهداف، تعبنا من النزوح”،
مقفلًا بحديثه أبواب الكلام، على سؤال واحد فقط، هو متى تنتهي الحرب، ويعود النازحون إلى بيوتهم؟!

مقالات مشابهة