المشاهد نت

خطر الأدوية الشعبية على الصحة

أدوية تحضر شعبيا تسبب مضاعفات صحية

صنعاء-خديجة خالد

بعد أشهر من المعاناة بسبب البواسير، قرر الحاج أحمد محمد شراء منتج مستخلص من الأعشاب من أحد المحال بصنعاء للتخلص من الألم بطريقة سريعة وآمنة. وبعد استخدام المنتج، تضاعفت شدة الألم، وتم إسعافه إلى أقرب مركز صحي للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.

يكثر بيع منتجات الدوائية المصنوعة من الأعشاب في العديد من المدن اليمنية، ويزعم البائعون أنها تقضي على الكثير من الأمراض، ولا تتسبب بأعراض جانبية. ولهذا السبب، يقبل بعض المرضى على شراء تلك المنتجات التي قد تخلق المزيد من الألم والمشكلات الصحية.

عندما وصل الحاج أحمد إلى المركز الصحي بصنعاء، تعامل الدكتور وهاج المقطري، استشاري أول طب الحالات الحرجة والعناية المركزة، مع تلك الحالة، وقال ل “المشاهد”: “وصل المريض وهو في حالة ألم لا يطاق، وعند الكشف عليه، كان المستقيم في حالة تفتت وتقرح، وكأنه رش له أسيت خام. وبعد عمل الإسعافات الأولية للمريض، ثم إحالته للعمليات ومنها للعناية المركزة، وتبين من أحد أقربائه أنه أخذ أعشاب لعلاج البواسير من أحد المحلات”.

يشير المقطري إلى أن العملية التي كان يحتاج إليها المريض لإزالة البواسير لا تكلف أكثر من مئتي ألف، ولكن بعد الجروح التي تسبب بها المنتج الذي استخدمه المريض، قد يصل قيمة العلاج والرقود إلى أكثر من مليون ريال.

منتج دون فعالية

أطباء: خلطات الأعشاب الطبيعية التي تحضر بطريقة غير علميه غير آمنة للاستخدام

فاطمة محمد، 50 عاما، ربة منزل في صنعاء، تقول إن منتجات الأعشاب التي تباع كدواء ليست كلها فعالة، وقد تخلق للمريض المزيد من الألم. في إحدى المرات، اشترت فاطمة دواء مصنوعا من الأعشاب بهدف التعالج للألم الذي شعرت به في المفاصل.

تضيف ل “المشاهد”: “شعرت بتحسن حالتي في المرة الأولى، لكن بعد أيام من الاستخدام، ظهرت لي تقرحات جلدية، فذهبت إلى طبيبة جلد بحث عن علاج، وصارت مفاصلي تؤلمني أكثر”.

عبد الله محمد، ضابط مرور في صنعاء، يرى أن الترويج للمنتجات المصنوعة من الأعشاب كدواء فعال نوع من الخداع والتزييف. يقول ل “المشاهد:” اشتريت للأسنان دواء مصنوعا من الأعشاب، فتسبب لي بالتهابات شديدة في اللثة ونزيف، واشتريت علاجات بأكثر من خمسين ألف ريال “. يضيف:” عندما ذهبت إلى مكتب الصحة لتقديم شكوى قالوا لي إن الشكوى والأدلة يمكن تقديمها للمحكمة، أما الصحة غير مسؤولة، ولم ترخص لهم “.

إقرأ أيضاً  موقع القضايا التاريخية في الدراما اليمنية 

صالح محمد، ناشط اجتماعي، يرى أن الفقر وانقطاع الرواتب، والحرب والحصار وانقطاع الطرقات، وغلاء الفحوصات الطبية والعلاجات تسببت بانتشار الترويج للأدوية المصنوعة من الأعشاب. بحسب، صالح، المريض يفكر بالحصول على العلاج الرخيص، وهذا يجعله ضحية للخداع.

التحضير بطريقة عشوائية

لا يتبع المصنعون معايير طبية أو علمية عند إنتاج الأدوية المستخلصة من الأعشاب، الأمر الذي يجعل هذه المنتجات خطرا كبيرا على صحة المستهلك، بحسب أطباء.

يقول الدكتور المقطري:” يقوم العطارون بتحضير خلطاتهم العشبية بطرق عشوائية غير مدروسة من حيث نسبة الأعشاب الموجودة في الخلطة، لأنهم يجهلون المواد الفعالة وغير الفعالة في العشب، ما يجعل تلك الخلطات خطرا على المستهلك “.

الدكتور مجيد الضحياني ، إخصائي مسالك ومعالجة العقم، يوضح أن مصطلح” أعشاب طبيعية “الذي يستعمله العطارين للترويج لخلطاتهم لا يعني أنها آمنة، أو أنها لا تؤدي إلى أضرار صحية عند الاستخدام.

يؤكد الضحياني لـ” المشاهد “:” العديد من الأعشاب قد تكون سامة بسبب بنيتها الكيميائية، وتسبب آثار جانبية مثل التليف في الكبد أو الفشل الكلوي، والعقم أو السرطان، كما تضر بالجهاز الهضمي والأوعية الدموية “.

عمران الجسري ، صيدلي بصنعاء، يقول ليس للأشخاص غير المؤهلين أن يصنعوا المنتجات الدوائية من الأعشاب لعدم استطاعتهم على تقديم الدراسات العلمية والشهادات التي تثبت فعالية وسلامة أدويتهم التي يبيعونها في محالهم.

الدكتور خالد الدولة، مدير إدارة الرقابة على المنشآت الخاصة بوزارة الصحة بصنعاء، يقول لـ” المشاهد “:” وزارة الصحة لم تعط أي تراخيص لبائعي أدوية الأعشاب، وقد تم إغلاق عدد من هذه المنشآت وملاحقة الباعة في الأسواق، لكنهم عاودوا للعمل من جديد “.

وعن المخاطر التي يتعرض لها المواطنون بسبب استهلاك هذه المنتجات، يوضح الدولة: “أي مخاطر تلحق بمتعاطي هذه المنتجات، لا دخل لوزارة الصحة فيها، وإنما تدخل ضمن الجرائم الجسيمة التي ترفع للنيابة مباشرة ثم للمحكمة”.

مقالات مشابهة