المشاهد نت

اتساع ظاهرة التسول في رمضان

أسر بكاملها تعيش على التسول وتزداد الظاهرة أكثر خلال رمضان

صنعاء- سعاد طاهر

تزداد ظاهرة التسول في شهر رمضان في العديد من المحافظات اليمنية، بخاصة العاصمة صنعاء،  حيث يتوزع العشرات من الأطفال، النساء، والرجال في الشوارع والأسواق التجارية والجوامع، وبالقرب من منازل التجار. الجميع يبحث عن المساعدات المالية لتوفير متطلبات رمضان. 

يقدم معظم التجار على توزيع الصدقات في رمضان بسخاء بهدف تحقيق الأجر من هذه الأعمال الخيرية. يرى المتسولون أن رمضان فرصة للفوز بتعاطف التجار، وهذا الأمر يدفعهم إلى الخروج في الشوارع والانتظار في المساجد أو أماكن أخرى بحثا عن المال. 

التسول مشهد مألوف في اليمن، وأصبحت هذه الظاهرة بمثابة الوظيفة للعديد من الأشخاص الذين لا يفكرون بالتخلي عن هذه الطريقة لكسب لقمة العيش، حتى وإن كانوا قادرين على العمل في مجالات أخرى. 

منذ عامين، أشارت دراسة أجراها مركز الدراسات الاجتماعية وبحوث العمل  إلى أن عدد المتسولين في العاصمة صنعاء وحدها «مليون ونصف المليون شخص»، أغلبهم من النساء والأطفال. وقدر المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في صنعاء عدد الأطفال الذين يمتهنون التسول بأكثر من 10 آلاف طفل وطفلة في مدينة صنعاء فقط.

هناك أساليب متعددة للتسول، مثل استغلال الأطفال لاستعطاف الناس، والتظاهر بالمرض والجوع، واستخدام التقارير الطبية الزائفة. 

وسيلة للعيش

أشجان بجاش، صحافية يمنية، تقول ل “المشاهد”: “تعتبر ظاهرة التسول من الظواهر الاجتماعية المتفشية في اليمن ،وهي ترتبط بالظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها البلد. ويعد الفقر المدقع أحد أبرز الأسباب التي تدفع الكثير إلى التسول كوسيلة للبقاء على قيد الحياة، وتوفير أساسيات العيش”. 

محمد حفيظ، مواطن في صنعاء، يقول إن بعض الأسر تنتشر بكل أفرادها بهدف التسول في رمضان، لأن المساعدات والأعمال الخيرية تزيد خلال هذا الشهر. 

إقرأ أيضاً  تسجيل إصابة بالكوليرا في لحج

يضيف: “هناك من يتخذ التسول مهنة، وحتى إن وصلوا للاكتفاء الذاتي، لن يتوقفوا عن التسول، وبعض الأفراد يكونوا قادرين على العمل، لكنهم لا يحبون ذلك، ويستغلون النساء والأطفال في رمضان أو طوال السنة”. 

تشير دراسات إلى أن الفقر يعد السبب الرئيس للتسول، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل تدني فرص العمل، والاتكالية على الآخرين وضياع التعليم للفئات المتسولة. 

استغلال تعاطف المجتمع

أم خالد، ربة بيت في إحدى الحارات الواقعة على أطراف صنعاء، تقول ل “المشاهد” إن نصف السكان في حارتها ينتشرون في رمضان، ولا يعودون إلى منازلهم إلا منتصف الليل، حيث يعملون في التسول، ويجمعون المال، والمواد الغذائية ، وكسوة العيد.

تضيف أم خالد: “الإنسان بطبيعته عطوف، وبالتالي يستغل المتسولون هذا الجانب للحصول على المال أو مساعدات غذائية وملابس”. 

الحاج محمد، مواطن من مدينة صنعاء، يؤكد تزايد أعداد المتسولين خلال رمضان، حيث ينتشرون في العديد من التقاطعات الكبيرة في العاصمة، مثل جولة الرويشان، و جولة ريماس، و جولة الحباري، وتمثل مثل هذه الأماكن نقاط تجمع المتسولين.

تحاول بعض المنظمات والمؤسسات أن تحد من انتشار ظاهرة التسول من خلال المشاريع التي تعمل على تأهيل المتسولين ودمجهم في المجتمع، لكن البعض منهم يأخذ الدعم من تلك المنظمات، ويعودون لممارسة التسول في الشوارع، بحسب الحاج محمد. 

يحل رمضان، ويبتهج الناس لأسباب مختلفة، فالبعض يفرح بالصيام، وآخرون يفرحون بالزيارات العائلية والإجازات، أو الصفقات التجارية، لكن المتسولين يفرحون بالمساعدات والهبات التي يحصلون عليها في هذا الشهر، ولهذا ينتشرون في العديد من المدن اليمنية. 

مقالات مشابهة