المشاهد نت

هل تكون سلطنة عمان بوابة لحل سعودي مع جماعة الحوثي ؟

تعز– أحمد عبدالله:

تواصل سلطنة عمان تحركها من أجل حل الأزمة في اليمن التي بدأت قبل قرابة خمسة أعوام، والقيام بدور الوسيط بين الحكومة والحوثيين، ومؤخراً بين الطرف الأخير والمملكة العربية السعودية بشكل متزايد.

أبرز اللقاءات التي كانت في إطار ذلك، تمت مؤخراً بين سلطان عمان قابوس بن سعيد، والأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي، الذي توجه إلى مسقط برفقة رئيس هيئة أركان الجيش السعودي الفريق الأول الركن فياض الرويلي، وسفير الرياض لدى اليمن محمد آل جابر.

وكان مصدر مقرب من الحوثيين، كشف لوكالة الأنباء الألمانية عن محادثات سرية تجري بينهم ومسؤولين سعوديين رفيعي المستوى في مسقط.

عزز ذلك ما نقلته وكالة فرانس برس عن مسؤول سعودي تحدث عن إجراء مفاوضات بين الجماعة والحكومة لإنهاء الحرب.

و جاءت تلك التحركات في مسقط، عقب أيام من توقيع اتفاق الرياض من قِبل الحكومة وما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي”، وهي الاتفاقية التي رحبت بها الخارجية العمانية وتأمل بأن تمهد للوصول إلى تسوية سياسية شاملة تنهي الأزمة الحالية في اليمن.

وضمت مسقط طوال فترة الحرب لقاءات عدة بين الأطراف اليمنية، بينهم وفد الحكومة الذي التقى مسؤولين عُمانيين، كما تستضيف كذلك وفد الحوثيين في المفاوضات.

و كثيراً ما بحث مسؤولون في سلطنة عُمان آفاق الحل السياسي في اليمن مع كثير من الدول، بينها المملكة المتحدة البريطانية، وجمعت بين مسؤولين حوثيين وآخرين من دول عديدة بينها ألمانيا.

يُذكر أن الحوثيين قدموا مؤخراً مبادرة تهدف إلى حل الأزمة في اليمن، وكانت موجهة بدرجة رئيسية للسعودية التي قالت إن ما يهمها هو انعكاس ذلك على أرض الواقع في إشارة إلى إيقاف الحوثيين إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.

اتفاق ثالث

عن آفاق ذلك الاتفاق الذي جاء في هذا التوقيت الذي يكتنف الغموض فيه المشهد اليمني، يقول أستاذ إدارة الأزمات والصراعات نبيل الشرجبي، إن بلادنا اليوم أمام حقيقية تشظي أو تجزء الحل، فهناك اتفاق استكهولم في الساحل الغربي، واتفاقية الرياض لتنظيم العلاقة بين الحكومة والانتقالي.
واستطرد في تصريحه لـ”المشاهد” بيد أننا في الأيام القادمة أمام اتفاق ثالث بين السعودية أو الحكومة اليمنية والحوثيين، وستظهر بوادر ذلك قريباً جداً، خاصة أنه وفي الفترة السابقة كانت هناك العديد والكثير من الزيارات للسفراء الغربيين المعتمدين في صنعاء إلى عُمان، ومقابلة الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبدالسلام، والذين صدر عنهم عقب تلك اللقاءات تصريحات إيجابية إلى حد ما.

إقرأ أيضاً  شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد

وفي اعتقاد الشرجبي فإن زيارة الأمير خالد لسلطنه عمان تسير في ذلك الاتجاه لإتمام صفقة الاتفاق الثالث، وخاصة أن بن سلمان هو من يتولى إدارة الملف اليمني، كما أن عُمان تلعب دوراً مهماً في ذلك الاتجاه.

وتوقع أن تكون السلطنة البوابة التي سيمر من خلالها الحل السعودي مع الحوثيين، كما أنه لم يستبعد أن تحمل تلك الزيارة أفكاراً أولية لطبيعة إنهاء الأزمة، ستقدم للطرف العماني الذي بدوره سيجري مناقشات معمقة مع الإيرانيين وتلك الجماعة حول ذلك.

وهو ما يعنى أن تلك الزيارة ربما توحى بإذابة الكثير من الجليد في طريق الحل الثالث أو الاتفاق الثالث للصراع في اليمن، بحسب الشرجبي.

واقعٌ جديد

بالنظر إلى الوفد المرافق للأمير خالد وبيان الخارجية العُمانية، يرى الباحث في الشؤون الإيرانية عدنان هاشم أن الزيارة متعلقة بالمفاوضات الخلفية بين الحوثيين والسلطات السعودية، متوقعا أنها تُحقق تقدماً كبيراً.

ويعتقد هاشم الذي تحدث لـ”المشاهد” أن ذلك اللقاء سيخرج بهدنة دائمة على الأقل أو “حل شامل”، مشيراً إلى أن الأخير هو ما يريده الحوثيون في الوقت الحالي، غير مستبعد أن تستجيب السعودية لذلك إذا ضمنت خروج تلك الجماعة من العباءة الإيرانية على الرغم من أن قياس ذلك سيكون صعباً.

وعن حجم تأثير اتفاق الرياض على مجريات الأمور في البلاد، أفاد هاشم أنه خلق مرحلة جديدة في الحرب اليمنية، كما فعل استهداف الحوثيين لمعملي “بقيق وخريص” التابعين لشركة أرامكو النفطية في منتصف سبتمبر الذي فرض واقعاً جديداً في اليمن والمنطقة عموما.

الجدير ذكره أن مسقط تتمتع بعلاقة تُوصف بـ”المستقرة” مع طهران، التي تشترك معها بالإشراف على مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يمر عبره أغلب نفط دول الخليج، وهي تقف على مسافة واحدة من جماعة الحوثي والحكومة اليمنية.

مقالات مشابهة