المشاهد نت

فنانة تشكيلية في مدينة لا تهتم بالريشة والرسم

ذمار – ضياء حسن:

“الفن نافذتي التي أنظر بها للعالم بشكل مختلف” هكذا ترى الفنانة التشكيلية العنود علي الجدوم (20 عامًا) أناملها وهي تشكل العالم كما تريد وكما يحب الناس أن يشاهدوه.

العنود التي تبذل جهدًا في دراسة عامها الأخير بقسم التربية الفنية في جامعة ذمار الحكومية، بدأت أناملها الإمساك بالألوان وهي في سن الثانية عشر من عمرها.

فنانة تشكيلية في مدينة لا تهتم بالريشة والرسم

وعندما وصلت إلى المرحلة الثانوية كانت متمكنة تمامًا من استخدام خامات مختلفة وألوان متعددة، والتشكيل والنحت الذي أجادته على الخشب والطين والجص، والرسم على الملابس والزجاج.

الفتاة التي أمضت 8 سنوات في فن الرسم بمدينتها ذمار (100 كلم إلى الجنوب من العاصمة صنعاء) حولت كاسات الشاي التي تستخدمها أسرتها ونوافد منزلها وصحون المطبخ إلى لوحات فنية كما تروي لـ”المشاهد”.

“الجوكندا” للفنان ليناردو دافنشي، كانت أولى تجاربها بالألوان الزيتية على القماش، يومها حضت بتشجيع من أسرتها ومعلماتها وصديقاتها، لتشق منذ ذلك الحين طريقها باتجاه التشكيل والألوان.

“مارست الفن بشغف لا ينقطع وحب لا ينضب” تقول العنود، وبلغة فسلفية تحدثت عن قدرة الفنان التشكيلي في البوح للعالم بالقول: “جميع الألوان التي تسقط على اللوحة هي نتاج اندفاع مشاعر داخليه للفنان التشكيلي”.

وتلخص تجربتها الفنية في مواضيع عن الواقع المحيط بها، عن الحزن الذي خلفته الحرب على اليمن، وقليل ما ترسم لوحات خارجة عن الوضع خارج بلدها، “أحيانًا تدفعني بعض المواقف المؤثرة التي أراها في الواقع إلى تصويرها في لوحه فنيه مثل (الفقر، النزوح، المجاعة، والدمار)”.

إقرأ أيضاً  شراء الملابس المستعملة للاحتفال بالعيد

وفي تقدير العنود، يمثل الفن نافذةً للفنان التشكيلي، يستطيع من خلاله الخروج من واقعه لينعزل ويعيش حياة مزهرة وعالمًا مختلف، الفن نافذة يتنفس من خلالها الفنان ويعبر عن مشاعره، لأن الفنان في الحقيقة هو كومة من المشاعر والاحاسيس حسبما تقول.

فنانة تشكيلية في مدينة لا تهتم بالريشة والرسم

الفن لغة التخاطب المشتركة مع كل البشر “تستطيع لوحة فنية بألوانها الممزوجة بالحزن أن توصل للعالم رسالة عما يريد الفنان” تقول العنود، مضيفة: “ولوحة أخرى تخبرهم بألوانها الزاهية عن دلالتها على الحب والسعادة وأخرى تخبرهم عن حب الوطن”.

لكن المشكلة في نظر العنود، هي تضاؤل عدد المعارض والمسابقات الفنية، الأمر الذي انعكس على واقع الحراك التشكيلي في محافظة ذمار، ولا تعتقد الفنانة التشكيلة أن البيئة اليمنية عمومًا ومحافظة ذمار على وجه التحديد قد تحتضن فنانًا تشكيليًا وتدعمه وتشجعه لأسباب ثقافية، منها أن المجتمع الذي نعيش فيه لا يفهم كثيرًا معنى الفن، ولا يعرف قيمته، وأيضًا وضع البلد غير المستقر، ما يجعل الفنان التشكيلي داعمًا لنفسه مادياً، ومعنويًا كما تقول.

مقالات مشابهة