المشاهد نت

لماذا قصف التحالف معسكر السوادية ؟

البيضاء – عصام صبري

مايزال الجدل محتدماً حيال ساحة السوادية الواقعة بمديرية الملاجم شمال محافظة البيضاء،بسبب قصف تلك الساحة من قبل مقاتلات التحالف العربي،حيث يعتبرها الأخير بأنها معسكر تنطلق منه عمليات عدائية ضدهم،لذا فإن قصفها مشروع وفقاً لقوانين الحرب الدولية،بحسب وجهة نظر التحالف، بينما تؤكد جماعة الحوثي بأن ساحة السوادية هي منفذ جمركي يُستخدم لأغراض تجارية مدنية بحتة، وأن قصف التحالف لها يُعد جريمة حرب مدانة، وبين تلك الاعتبارات يبحث”المشاهد”عن حقيقة الأمر.

الادعاء

استخدام جماعة الحوثي ساحة السوادية كمعسكر لتخزين الأسلحة وإطلاقها على المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.

الناشر

العربية نت

وكالة الأنباء السعودية “واس”

جريدة الأمة

الخبر المتداول

أعلن التحالف العربي، في الثالث من يناير الجاري، بدء ضربات جوية على معسكر السوادية في محافظة البيضاء، وذلك استجابة لما وصفه التحالف تهديد ومبدأ الضرورة العسكرية.

ونشرت وسائل إعلام تابعة للتحالف العربي،بياناً صادراً عن التحالف ،قالت فيه إن”جماعة الحوثي تستخدم معسكر السوادية للتخزين والإمداد، وأيضاً تستخدمه لإطلاق الأسلحة النوعية”.وأن “قوات التحالف اتخذت كافة الإجراءات اللازمة والمتوافقة مع القانون الدولي والإنساني بالعملية”.

لماذا قصف التحالف معسكر السوادية ؟

وأشار البيان إلى أنه “في ذات اليوم الذي قصف فيه التحالف ساحة السوادية استخدمت جماعة الحوثي الساحة لإطلاق صاروخين باليستيين من داخلها باتجاه محافظة شبوة، مما يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، خاصة فيما يتعلق باتخاذ المدنيين دروعاً بشرية”.

تحقق المشاهد

من خلال تحقق“المشاهد”،اتضح أن جماعة الحوثي حينما سيطرت على مديرية الملاجم بمحافظة البيضاء، جعلت من ساحة السوادية الشهيرة ساحة لاحتفالاتها ومعسكرًا لتجميع مقاتليها،وبعد أشهر من إحكام الجماعة السيطرة على مديرية الملاجم، استحدثت بجوار الساحة نقطة تفتيش البضائع والمسافرين القادمين من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.

حيث أكد عدد من المواطنين المنتمين لمنطقة الملاجم ،والذين رفضوا الكشف عن هويتهم خلال إفادتهم لـ“المشاهد”،بأن”جماعة الحوثي كانت تستخدم ساحة السوادية معسكرًا ومنطلقاً لتجمع المقاتلين منذ العام 2016،إلا أنها خلال العامين الماضيين حولت المكان إلى منفذ جمركي”.

 وبحسب ما أفاد لـ”المشاهد” عبدالعزيز الشيبة أحد المواطنين المنتمين لمنطقة الملاجم، كانت تلك النقاط الأمنية التابعة لجماعة الحوثي تُشد من قبضتها على المسافرين وتدقق في بياناتهم، وتعرقل دخول وخروج بعضهم لأسباب سياسية.

ويؤكد الإعلامي عارف علي العمري،المنتمي لمحافظة البيضاء،خلال حديثه لـ“المشاهد”،أن “مسلحي الحوثي كانوا يقومون خلال العام الفائت بنقل جزء من القاطرات والشاحنات الى ساحة السوادية بهدف التحرك بحرية داخل المعسكر الخاص بهم بجوار الساحة، بهدف استخدام القاطرات كدروع تحميهم من قصف مقاتلات التحالف العربي،في حال قيام الأخيرة بقصف المنطقة”.

وفي أواخر ديسمبر من العام الماضي هدد التحالف العربي بقصف ساحة السوادية بمحافظة البيضاء، حيث دعا المدنيين إلى إخلاء ما أسماه بالمعسكر وكذا إخراج جميع الشاحنات فورا،عقب ذلك التهديد أصدرت مصلحة الجمارك الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي بتاريخ 2 يناير الجاري، بياناً حذرت فيه من قصف الساحة،و نفت المصلحة من أن تكون ساحة السوادية مخزناً للأسلحة.

إقرأ أيضاً  فشل إعادة فتح طريق صنعاء -الضالع-عدن

وقالت المصلحة في البيان الذي اطلع عليه”المشاهد” إن”ساحة  السوادية هي ساحة جمركية قديمة تم إنشاؤها في منتصف العام 2019، و يتم استخدامها منذ ذلك الوقت كساحة جمركية، مع العلم أن هذا الموقع سبق وأن  تم إبلاغ مكتب الأمم المتحدة بصنعاء حال إنشائه وبدء العمل فيه بتاريخ 11 نوفمبر 2019″.

وحمل البيان، التحالف العربي والأمم المتحدة والمجتمع الدولي ما قد يلحق من العواقب والخسائر في أرواح المدنيين الذي تكتض ساحة السوادية بهم من سائقين ومواطنين وعمال وغيرهم ،وكذلك الخسائر في البضائع والممتلكات العامة والخاصة.

ووصف البيان الساحة بأنها من الأماكن  المدنية التي تُـستخدم لأغراض مدنية بحتة لما يخدم المجتمع اليمني بمختلف فئاته،وهي أماكن تُحرم وتُجرم استهدافها القوانين والمواثيق الدولية .

وعلى إثر ذلك وجهت المصلحة دعوة لوسائل الإعلام إلى النزول للساحة لكشف الحقيقة عن ما إذا كانت الساحة معسكر،أم منفذ جمركي.

وعقب قصف ساحة السوداية في الثالث من يناير الجاري،عقد نصر الدين عامر وكيل وزارة الإعلام في حكومة الحوثيين ،ومدير عام المركز الجمركي فهد هزاع مؤتمر صحفي،أكدا فيه أن الساحة التي تم قصفها من قبل مقاتلات التحالف ليست عسكرية وإنما هي منفذ جمركي.

في أغسطس 2017،أسست جماعة الحوثي منفذ عفار الجمركي، في ساحة السوادية،وبموجبه فرضت على المسافرين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية،رسوماً مالية باهظة ،كما يؤكد عبدالباسط السوادي أحد المنتمين لمحافظة البيضاء خلال حديثه لـ”المشاهد”،ويقول العمري،إن”مشكلة ساحة السوادية قريبة من مسرح العمليات العسكرية،حيث كانت تندلع معارك مسلحة بين القبائل ومسلحي الحوثي بين فترة وأخرى،خاصة في جبهة قانية،وكان الحوثيون يستخدمون المناطق القريبة من الساحة منطلقاً لمسلحييهم القادمين من ذمار وصنعاء”.

العميد عبدالناصر العزاني،الضابط المتقاعد في الجيش اليمني المنتمي لمحافظة البيضاء،أشار في حديثه لـ”المشاهد“،أن معسكر السوادية كان قديماً يسمى بمعسكر اللواء 56،وكان من ضمن القادة الذين عملوا في ذلك المعسكر الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور هادي بعد أحداث 13يناير1986 وهي الحرب الأهلية التي اندلعت بين فصائل وتشكيلات عسكرية جنوبية يمنية.

في مطلع الإعلان عن دولة الوحدة، كانت ساحة السوداية مقراً لألوية العمالقة إبان فترة قيادة اللواء علي بن علي الجائفي،،وعقب حرب صعدة بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي تم نقل قوة من الحرس الجمهوري اللواء 26ميكا حرس إلى ذات المعسكر.

السياق الزمني

يأتي تداول خبر قصف ساحة السوادية في يناير الجاري ،بالتزامن مع تحذيرات أطلقها التحالف العربي من وجود أسلحة داخل الساحة خلال شهر ديسمبر الفائت.

المصادر

مقابلات لـ”المشاهد“مع شهود عيان من أبناء البيضاء – إعلامي – وكالة “واس” السعودية –  مصلحة الجمارك التابعة للحوثيين- المركز الإعلامي لأنصار الله “الحوثيين” – ضابط سابق في الجيش اليمني

مقالات مشابهة