المشاهد نت

غروندبرغ يؤكد رفض الحوثي لمقترحه الأخير

المبعوث الأممي في أحد زيارته السابقة الى اليمن

تعز -منال شرف:

أكد المبعوث الأممي إلى اليمن رفض جماعة الحوثي مقترحه الأخير بشأن الفتح التدريجي للطرق، والذي شمل فتح أربعة طرق في تعز كمرحلة أولى، ثم فتح الطرق الرئيسية في تعز والمحافظات أخرى في مرحلته الثانية.

وقال المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم، في إحاطته لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: “كنت أؤمن بصدق أنه، بحلول هذا الوقت من الهدنة، سيكون الطرفان قد توصلا إلى اتفاق لفتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى، من المؤسف لنا جميعًا أن العديد من الطرق لا تزال مغلقة للعام السابع على التوالي”.

وأكد غروندبرغ استمرار جهوده للتوصل إلى حل تفاوضي، مشجعًا الأطراف على الانخراط بشكل بناء في جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق بشأن فتح الطرق، ومذكرًا إياهم بالتزامهم بالاجتماع للاتفاق على فتح الطرق، بموجب شروط الهدنة.

وأشار غروندبرغ إلى إعلان جهات مختلفة عن تحرك أحادي لفتح الطرق، وأن ذلك “يمكن أن يكون خطوة في الاتجاه الصحيح، مشددًا على أهمية الاتفاق من كلا الجانبين، “لأن فتح الطرق يتطلب التنسيق والاتصال المستمر، ولضمان الأمن والاستدامة للممر المدني”.

وحذر غروندبرغ من استمرار الخطاب التصعيدي المشكك في فوائد الهدنة الذي شهده من قبل الأطراف في الأسابيع الماضية، مطالبًا الأطراف بالامتناع عن هذه “الخطوة الخطيرة”.

وقال غروندبرغ إن الأطراف شددت، في مناقشاته معها، على أهمية البناء على الهدنة لتحقيق مجموعة أوسع من الأولويات الاقتصادية والأمنية، وعدم فقدان فرصة السلام، منوهًا إلى أن الهدوء النسبي الذي أتاحته الهدنة سمح باستئناف بعض الأشغال العامة، وشجع الاستثمارات الدولية، في ضوء ارتفاع أسعار الوقود والوضع الاقتصادي العالمي.

وأضاف غروندبرغ: “بعد ثلاثة أشهر ونصف من الهدنة، ما زلنا منغمسين في تفاصيل تنفيذها، هذا مهم، لكنه يعني أننا لم نتمكن من الاستثمار بقدر كبير في مهمة توطيد وتوسيع الهدنة من أجل تقديم المزيد من الفوائد للسكان، ووضع اليمن على الطريق نحو تسوية سياسية دائمة”.

إقرأ أيضاً  وفد من مكتب المبعوث يختتم زيارة إلى عدن

وأكد غروندبرغ استمراره، في الأسابيع المقبلة، في استكشاف إمكانية تمديد الهدنة لفترة أطول مع الطرفين، مشيرًا إلى أن ذلك سيوفر الوقت والفرصة لبدء مناقشات جادة حول المسارات الاقتصادية والأمنية، ومعالجة القضايا ذات الأولوية، ومطالبًا الأطراف بالمشاركة فيها بشعور من الإلحاح والمرونة. 

وأوضح غروندبرغ أن من أولوياته مشاركة مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة اليمنيين، بما في ذلك النساء والشباب والمجتمع المدني، “لضمان أن تكون التسوية السياسية مستدامة، وتلبي التطلعات والمطالب المشروعة لرجال ونساء اليمن”.

وتحدث غروندبرغ عن صمود الهدنة لأكثر من ثلاثة أشهر، وانخفاض عدد الضحايا المدنيين بمقدار الثلثين مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقت بدء الهدنة، مشيرًا إلى أن الخسائر المدنية المرتبطة بالنزاع تعود حاليًا إلى الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في الغالب.

وقال غروندبرغ إنه تم السماح لسبع سفن وقود تحمل ما يقرب من 200 ألف طن متري من منتجات الوقود المختلفة بدخول ميناء الحديدة منذ تجديد الهدنة، وإن آلية التحقق والتفتيش التابعة للأمم المتحدة (UNVIM) لعبت دورًا محوريًا في تسهيل الاستيراد السلس لسفن الوقود إلى الحديدة، وفقًا لتكليف من مجلس الأمن.

وأشار غروندبرغ إلى نقل 15 رحلة طيران تجارية ذهابًا وإيابًا ما يقرب من 7.000 راكب بين صنعاء وعَمّان منذ بدء الهدنة، مؤكدًا استمرار عمله عن كثب مع السلطات المصرية لتسهيل الرحلات الجوية المنتظمة من وإلى القاهرة، وضمان أن الجدول المنتظم للرحلات يمكن أن يفي بشكل كامل بوعود الهدنة وتوقعات الشعب اليمني.
 
وأوضح غروندبرغ دعم مكتبه للأطراف في إنشاء قنوات اتصال لمساعدتهم على إدارة الحوادث المزعومة بطريقة سلمية، وأنه عقد، الأسبوع الماضي، الاجتماع الثالث للجنة التنسيق العسكرية المكونة من ممثلين عن الأطراف، بالإضافة إلى قيادة القوات المشتركة للتحالف.

ونوه غروندبرغ إلى أن الدعم المتضافر للتنفيذ الكامل للهدنة وتمديدها والمضي قدمًا سيكون أمرًا حيويًا للأسابيع القادمة، مؤكدًا أن الهدنة تمثل أفضل فرصة لإحلال السلام في اليمن منذ سنوات.
 

مقالات مشابهة