المشاهد نت

مواقع التواصل الاجتماعي…نافذة اليمنيين للأخبار والجدل

مواقع التواصل الاجتماعي...نافذة اليمنيين للأخبار والجدلالمشاهد – خاص :
مع تزايد حالات القمع والترهيب في اليمن الذي يواجهه الصحفيين ووسائل الإعلام وحرية الرأي والتعبير بشكل عام، من قبل مسلحي الحوثي وعناصر الأخرى تحول الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى إلى منصات للأخبار وتبادلها وخصوصاً الأخبار العاجلة، كما تحولت هذه المنصات في الوقت نفسه وخصوصاً الفيس بوك إلى ساحة للتعبير والنقد والتراشق في الرأي والتعليقات.
تجد اليمنيون مع تفاقم حالات القمع وأزمة الحرب التي تشهدها البلاد يتخذون من المنصات الاجتماعية الشهيرة كالفيس بوك وتويتر والانستغرام منابراً رئيسية للتنفيس والتعبير وتناقل الأخبار الأنية ونشر الصور والتعليقات وفضح الجرائم وكشف الحقائق وإن كان احياننا بأسماء وحسابات لشخصيات غير حقيقية تجنبا للمضايقة والقمع.
“منذ بداية عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 كنا نسمع قصف الطيران ولا نعلم أين حدث, كانت أقرب الوسائل لمعرفة الأماكن التي أستهدفها القصف هي (الواتس آب أو الفيس بوك)، فأتت فكرة إنشاء صفحة “وين الانفجار الأن؟” كما يقول مؤسس الصفحة ابراهيم الثور في حديث لموقع المشاهد.
ويواصل” أنا وزملائي مدراء صفحة “وين الانفجار الآن” نتحقق على مدار الساعة مما يتم نشره، من قبل الأعضاء، من مواد خبرية وفيديوهات وصور تم تسجيلها غالباً من قبل شهود عيان في أماكن الأحداث” ويوضح المتحدث أن “إدارة المجموعة تقوم بحذف أي منشورات أو صور أو فيديوهات لا يتم التحقق من صحتها”.
عدد متابعي صفحة “وين الانفجار الأن” كبير على الفيس بوك وتويتر والانستغرام, لكن هناك معارضين يتهموننا بالخيانة وكعملاء للعدوان لأننا نقوم بنشر أخبار عن أماكن القصف وهل حققت هدفها أم لا, في حين يؤيد البعض الأخر فكرة تحديد أماكن القصف كي يطمئنوا على الأهل والأصدقاء”.
وفي المقابل يقول مؤسس أشهر قنوات اليوتيوب في اليمن “روابط ” إن فكرة تأسيس القناة التي انطلقت عام 2012 عقب ثورة الشباب، جاءت بهدف توجيه الطاقات الإبداعية للشباب اليمنيين لإنتاج إعلام جديد وتطوير الإعلام اليمني.
مؤسس قناة “روابط” عبد الرحمن الجميلي بقول لموقع “المشاهد” في حديث سابق إن قناته “تعتمد في طرحها على النقد الساخر للواقع وتشهد المواد المقدمة ردود فعل واسعة، وقد يصل عدد متابعي بعض المواد المنشورة أكثر من مليوني متابع”.
منابر للتعبير وساحات للجدل
مع تزايد الاهتمام من قبل اليمنيين بمواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيس بوك بظل ازمة الحرب وحالات التغييب الكلي لوسائل الإعلام التقليدية التي تعرضت لحملات شعواء من إغلاق وتخريب ومصادرة من قبل المليشيات الحوثية التي استولت على السلطة الشرعية في صنعاء منذ ما يقرب من عامين، ففي الوقت الذي كانت تقتصر مساحات التعبير في وسائل الإعلام التقليدية كالقنوات لتلفزيونية والإذاعات والصحف للصحفيين والكتاب والناشطين والنخب السياسية والاجتماعية جاءت مواقع التواصل الاجتماعي لتفتح المجال أمام الجميع للتعبير والنقد والنشر فبدلاً من أن تنتقل المعلومات من الأعلى أي من النخب إلى الجمهور العام أصبح سريان التدفق للمعلومات يسير بالاتجاه التصاعدي من الأسفل إلى الأعلى بشكل أكبر فتجد مثلاً وصول المعلومات عن حادث اني وقع قبل لحظات يكشفه النشطاء من العامة في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يعلن عنه من قبل الجهات الرسمية “بظل الحرب مثلت وسائل التواصل الاجتماعي المنصات الرئيسية للإعلام والمعلومات والشائعات بنفس الوقت”، كما يرى الصحفي انيس حمود .
تهديد وقمع
ولا تكاد تكون عدوى الانتهاكات والمضايقات مقتصرة على الصحفيين ووسائل الاعلام التقليدي بل اتسع نطاق هذه المضايقات والانتهاكات إلى مواقع التواصل الاجتماعي مع سيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة في اليمن بعد الاطاحة بالرئيس الشرعي عبده ربه منصور هادي في 11 من سبتمبر/ ايلول من عام 2014م، فقد يكون منشوراً على ظهر إحدى صفحات الفيس بوك سبباً في قتل شخص أو اعتقاله أو مضايقته كما تثبت كثير من الوقائع والانتهاكات الحاصلة بحق حرية التعبير في اليمن.

إقرأ أيضاً  وفاة وإصابة 16 شخصًا بحادث مروري في ريمة

الناشط الاعلامي في مواقع التواصل الاجتماعي عبدالحفيظ الحطامي والذي يدير عدد من صفحات التواصل المتخصصة بنشر الأخبار على الفيس بوك والتلغرام ، وتحظى صفحاته بمتابعة جيدة من قبل الآلاف من المتابعين كصفحة “الحطامي، عاجل”، يشير إلى انه قد تلقى تهديدات متعددة بالتصفية كما لم يقتصر الامر عند ذلك بل انه قد تعرض للملاحقة وحالات اطلاق نار وتهديد مباشر بالقتل.
في حين قال مؤسس أشهر قنوات اليوتيوب في اليمن “روابط ” عبد الرحمن الجميلي لموقع “المشاهد” في حديث صحفي أن مقر قناته تعرضت بعد الاطاحة بالحكومة الشرعية لعملية اقتحام من قبل جماعة الحوثي وقاموا بنهب ومصادرة تجهيزات القناة كما تعرض مقر القناة للإغلاق غير القناة وبإصرار من مؤسسها واصلت عملية البث والنشر ولا تزال مستمرة حتى الان رغم تلك المضايقات.
جمهور متباين
يظل جمهور ومتابعي وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فيس بوك متباين المواقف، فهناك من يرى أن تلك الوسائل تمثل أداة لأثارة الفتنة وساحة لجدل عبثي ومضيعه للوقت كما تمثل هذه المنصات من وجهة اصحاب هذا الرأي وسائل لترويج الشائعات والأخبار الكاذبة، فيما يرى أخرون أنها مصدرً مهم لمعرفة الحقائق صورها شهود عيان من اماكن الاحداث واحياننا لحظات وقوعها ناهيك عن أهميتها كمنصات للتعبير عن الرأي والنقد البناء وكشف قضايا الفساد والفاسدين المتورطين في ارتكاب تلك القضايا.
ففي هذا السياق يقول الناشط الاعلامي عبد الكريم سلطان أنه يجد في الإعلام الاجتماعي البديل المناسب للإعلام التقليدي في ظل التضييق والملاحقة التي يواجها الإعلام التقليدي”.
ويضيف في حديثه لموقع” المشاهد” الإعلام الجديد لا تحكمه قيود وقوانين لذلك فهو يستطيع أن يقدم آراء ووجهات نظر مختلفة حتى وإن كان بهذه الآراء والأخبار قدر من المبالغة”، ويقول إنه يعتمد في معرفة الأخبار على صفحات الاصدقاء الموثوق بهم في الفيس بوك وتويتر والمجموعات الإخبارية في الواتس آب.
فيما يعتبر الناشط بديع العبسي تجربته في التعامل مع وسائل الإعلام الاجتماعي بمثابة اكتشافه كنز أستطاع من خلاله التعرف على عالم بديل ومتكامل ” من خلال تكوين شبكة أصدقاء في مختلف الأماكن يمكن معرفة الحقائق المجردة لكثير من الأحداث، بل يمكن أن يستغني المرء عن الصحف والتلفاز”.

مقالات مشابهة