المشاهد نت

تدابير متدنية لمكافحة انتشار حمى الضنك بحضرموت

تسجيل سبع حالات مؤكدة بحمى الضنك ووفاة حالة اشتباه خلال أكتوبر في حضرموت

حضرموت – إكرام فرج

 تشهد محافظة حضرموت، شرق اليمن، انتشارًا واسعًا لأوبئة الحميات باختلاف أنواعها، منذ مطلع الشهر الماضي، وسط مناشدات مستمرة للجهات المختصة باتخاذ التدابير اللازمة للوقاية.

وحمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل إلى البشر عند تعرضهم للسعات البعوض الحامل لهذه العدوى. وتشمل النواقل الرئيسية للمرض أنثى البعوض المعروفة الزاعجة المصرية، وبدرجة أقل، الزاعجة المرقطة، حسب منظمة الصحة العالمية.

ومنذ أكثر من شهر ومواطنو مدينة المكلا يشكون من تفشي الحميات بمختلف أنواعها من حميات فيروسية وحالات اشتباه بحمى الضنك تتشابه أعراض الإصابة بها.

أسباب الانتشار

حسب صحيين في طوارئ مستشفى باشراحيل للأمومة والطفولة بالمكلا، فإن معظم الحالات المرضية التي تصل إلى المستشفيات في المدينة، هي ارتفاع بدرجات حرارة الجسم وصداع وآلام في المفاصل، وغيرها من الأعراض المرضية المصاحبة.

ويتم تسجيل عشرات الحالات اليومية مصابة بالحميات المختلفة، تستقبلها عيادات ومستشفيات مدينة المكلا، إذ باتت تتفشى بين سكان المدينة بمختلف فئاتهم وأعمارهم، وبشكل كبير وغير مسبوق، وأصبحت تشكل هاجسًا يؤرق المواطنين.

تقول مديرة إدارة الترصد الوبائي بساحل حضرموت، الدكورة رولا باضريس، في حديث لـ”المشاهد”، إنهم يواجهون أعدادًا كبيرة من الحميات، ومن بينها العديد من الحالات المشتبهة بحمى الضنك، وتعتبر موسمية، وخصوصًا في ظل توطن وانتشار فيروس حمى الضنك بين المواطنين.

وتختلف الحميات من حمى فيروسية، والحمى الناتجة عن الأنفلونزا الناتجة عن تقلبات  حالات الجو، وحمى بسبب الالتهابات التنفسية العلوية.

وتتحدث باضريس عن تعرض المحافظة وبشكل سنوي لموجات موسمية ينشط فيها البعوض الناقل للحمى خلال موسمين؛ الأول من شهر فبراير إلى يوليو، والموسم الآخر من أكتوبر إلى نهاية العام، وذلك لانخفاض درجات الحرارة، والذي يشكل بيئة مناسبة لتوالد البعوض.

وتضيف أنه في خلال أكتوبر تم تسجيل 139 حالة اشتباه بحمى الضنك، من بينها 55 حالة مؤكدة عبر أجهزة الفحص السريع. تم تأكيد 7 حالات منها في المختبر المركزي، وسجلت حالة وفاة مشتبهة بحمى الضنك بمديرية الشحر.

وتشمل المديريات التي أكدت فيها الحالات المصابة بحمى الضنك، مدينة المكلا ومديرية الديس الشرقية.

معاناة البحث عن العلاج

ليس هناك علاج موضعي لحمى الضنك، ولكن الرعاية الطبية من قبل أطباء وممرضين من ذوي الخبرة بتأثيرات وترقي المرض، يمكن أن تنقذ الأرواح، وتؤدي إلى خفض معدلات الوفيات من نسبة تزيد على 20% إلى أقل من 1%، حسب منظمة الصحة العالمية.

إقرأ أيضاً  شركات ترفض البطاقة الشخصية "الذكية" في مناطق سيطرة الحكومة

وتقول المنظمة إن “الحفاظ على كمية سوائل جسم المريض عامل حاسم في تدابير الرعاية المتعلقة بحمى الضنك الوخيمة”.

لكن بالنسبة للسكان في حضرموت، خصوصًا من النازحين، فإنهم يعجزون عن الذهاب للوحدات الطبية بسبب تدني المستوى المعيشي.

“عوز الحال جعل من زيارة الطبيب بالنسبة لنا أمنية نترقبها”،  تقول أم رائد لـ”المشاهد”، وهي نازحة من محافظة الحديدة تعيش في حضرموت.

أم رائد تتجول كل يوم في شوارع مدينة المكلا، باحثة عن من يساعدها أو يقدم لها ولو الشيء اليسير لتتحمل علاج ابنها البالغ من العمر 7 سنوات، والمصاب بحمى الضنك.

تقول إنه ظل يعاني منها لقرابة 10 أيام، إذ كان يشتكي من آلام شديدة في المفاصل مع حرارة مرتفعة مصحوبة بضعف شديد في الدم، وذلك بعد تأكدها منه بعد الفحص بمشفى من مشافي العاصمة المؤقتة عدن أثناء عملية نزوحها.

تتخوف الأم من سوء وتدهور حالة ابنها الصحية نتيجة لعدم تلقيه الرعاية والاهتمام الصحي اللازم للتخفيف عنه من أوجاع الحمى التي يعاني منها.

ضعف تدابير الوقاية

مواطنون في أحاديث لـ”المشاهد” عبروا عن استيائهم تجاه مكتب الصحة لغياب حملات الرش للبعوض الناقل للحمى، وخصوصًا مع انتشاره في الفترة الأخيرة.

واقع الحرب ظهر جليًا بتدني خدمات القطاع الصحي الحكومي، لاسيما تدابير مكافحة الحميات الشائعة كالحميات الموسمية، ومنها حمى الضنك.

حمى الضنك في اليمن

لا يقتصر تفشي حمى الضنك على حضرموت وحدها، فقد سجلت في محافظة تعز 7283 حالة، توفت منها 5 حالات منذ بداية العام الجاري حتى نهاية سبتمبر الماضي، حسب حديث للمشاهد مع مسؤول صحي محلي في تعز عن حمى الضنك.

تعتمد الوقاية من حمى الضنك ومكافحتها على اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة نواقلها. ويمكن أن يؤدي إشراك المجتمع باستمرار في مكافحتها، إلى تعزيز جهود مكافحة نواقلها إلى حد كبير، حسب منظمة الصحة العالمية.

مقالات مشابهة