المشاهد نت

اليمن.. سلام تصنعه المصالح

تشجع أمريكا على خروج السعودية من اليمن مقابل حكم طائفي يوقف اعتداءته على الجيران

عدن- سامي عبدالعالم

حراك ديبلوماسي اممي دولي نشط بشأن الملف اليمني بعد فترة ركود. وفد الوساطة العمانية زار صنعاء للمرة الثانية منتصف الاسبوع الثاني من شهر يناير الجاري والتقى قيادة جماعة الحوثي (أنصار الله). وفي 16  يناير 2023  وصل المبعوث الأممي الى صنعاء بعد جولة شملت الرياض وسلطنة عمان.

تزامنت تلك التحركات مع جولة للمبعوث الأمريكي ليندركنج الى السعودية ولقاءاته المتعددة مع قيادات المجلس الرئاسي اليمني والجانب السعودي.

هذا الحراك النشط وان كان هدفه إحياء الهدنة واحياء مسار السلام الا أنه باعث على مخاوف واسعة. فالحوثيين يصرون على مجموعة مطالب ابرزها رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة ودفع رواتب موظفي الدولة بمن فيهم مقاتلي الجماعة. ليس ذلك فحسب، فإنهاء مشروعية تدخل التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية هو الهدف الأساسي لجماعة الحوثي ومن ورائها إيران وتحت لافتة رفع الحصار، حسب أحاديث ساسيين للمشاهد.

مشروع أمريكي لإنهاء تدخل التحالف

اليمن.. سلام تصنعه المصالح
المبعوث الأممي في لقاء مع وزير الخارجية السعودي-18 يناير 2023

   يقول السياسي اليمني عبده سالم ” إن المشروع الأمريكي… يرتكز على قاعدة انهاء مشروعية دول التحالف في اليمن ونقل الامر برمته الى شرعية الأمم المتحدة، وربما حمل في جنباته بعض المفردات مثل: التمسك بمضمون القرارات الدولية الصادرة، والحفاظ على الوحدة اليمنية، والحيلولة دون عسكرة السياسة، واستخدام المساعدات الأنسانية لتفكيك الحلقات الاجتماعية المغلقة في المناطق الخاضعة للحوثيين، والوصول الى الا نتخابات، ويلتقي مشروع السلام الأمريكي مع رغبة الحوثيين  في انهاء دور التحالف في اليمن ويفترق معه في الامور الأخرى.”

ينظر الى انقسام مجلس القيادة الرئاسي كنقطة ضعف قد تدفع السعودية بشكل منفرد للسعي نحو تفاهمات مع الحوثيين بعيدا عن حلفائها “الشرعية” وهو مسار تمضي فيه الرياض من خلال الوساطة العمانية النشطة وعقد مفاوضات و لقاءات مباشرة بين السعودية وجماعة الحوثي خلال الفترة الماضية

 من خلال تطورات الملف اليمني ودور ايران يتجلى بوضوح الهدف الاول لايران والتي تطالب بإنهاء دور التحالف في اليمن.

وبينما يتطلع الخليجيون والمجتمع الدولي ان تثمر وساطة عمان في تمديد وتوسيع الهدنة في اليمن واستئناف مفاوضات حل سياسي شامل ينهي الحرب،  تريد ايران فقط خروج السعودية والامارات وانهاء دور التحالف العربي ورفع الحصار كليا. وهو امر يقود الى تساؤلات عن هدف طهران من وراء تشديد الضغط بهذا الاتجاه، فالطلب الرئيسي لايران ان تغادر السعودية والتحالف العربي اليمن وان تنهي الرياض ما تسميه طهران “الحصار على اليمن كليا.”

، حيث قال وزير خارجية ايران، أمير عبداالهيان خلال زيارته الى مسقط نهاية ديسمبر الماضي إنه” ينبغي رفع الحصار عن اليمن لضرورة انسانية ملحة حتى يتاح لليمنيين التنعم بظروف معيشية طبيعية”  واضاف انهم أي الايرانيون ” مستمرون في دعم اليمنيين للدفاع عن حقوقهم.”

يتخوف كثيرون من مثل هذه التصريحات، إذ تبرز رغبة ايرانية بالانفراد باليمن اكثر مما مضى ومواصلة استثمار الملف اليمني في مختلف الملفات الايرانية لابتزاز المجتمع الدولي واستكمال مشروع ايران للهيمنة على المنطقة واستخدام اليمن ضمن قواعد بسط نفوذ ايران على دول المنطقة.

موقع الحكومة الشرعية

اليمن.. سلام تصنعه المصالح
المبعوث الأممي في لقاء مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي-عمان-29 نوفمبر 2022

  والى جانب المشروع الأمريكي يرى السياسي عبده سالم ان :” هناك مشروع سلام إقليمي يتردد أنه يعطي اهمية للأمن الاقليمي، ومشروع سلام حوثي تمليه مشروعية الصواريخ والطائرات المسيرة.. الحكومة “الشرعية” هي التي ليس لها مشروع للسلام حتى الان رغم اختفاء مشروع الحرب شكليا.”

ينظر الى موقف “الشرعية” ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، باعتبارها تمثل عدة أطراف تعيش فيما بينها حالة من الصراعات والمماحكات لم تستطع التغلب عليها بعد، والتركيز على بلورة سياسة موحدة، كما توصف من قبل البعض بانها انعكاس لأولويات الأطراف الداعمة لمكونات الشرعية وهما بدرجة رئيسية السعودية والإمارات.

عبده سالم: تريد ايران فقط خروج السعودية والامارات وانهاء دور التحالف العربي ورفع الحصار كليا. وهو امر يقود الى تساؤلات عن هدف طهران من وراء تشديد الضغط بهذا الاتجاه، فالطلب الرئيسي لايران ان تغادر السعودية والتحالف العربي اليمن

وينظر الى انقسام مجلس القيادة الرئاسي كنقطة ضعف قد تدفع السعودية بشكل منفرد للسعي نحو تفاهمات مع الحوثيين بعيدا عن حلفائها “الشرعية” وهو مسار تمضي فيه الرياض من خلال الوساطة العمانية النشطة وعقد مفاوضات و لقاءات مباشرة بين السعودية وجماعة الحوثي خلال الفترة الماضية وفقا لتصريحات رئيس وفد الجماعة محمد عبدالسلام.

كما أن الرياض تجد تشجيعا مستمرا من جانب الأمريكيين والبريطانيين ينطلق من فكرة إمكانية فصل الحوثيين عن ايران واستقطابهم الى جانب السعودية أو على الأقل تحييد خطرهم على السعودية والامارات والتوصل الى اتفاق معهم يكفل وقف اي هجمات لهم خارج حدود اليمن.

ومع استمرار  المفاوضات السعودية مع الحوثيين، تخشى القوى المناهضة للانقلابيين الحوثيين الوصول الى وضع تتخلى فيه الرياض عن حلفائها في الشرعية لصالح الحوثيين.. ويؤكد النهاري أن “السعودية أصبحت بحاجة ملحة إلى الخروج من نفق الحرب في اليمن ولكن ليس الخروج الكامل، بل ضمان أمنها الوطني من جهة، وأمن ممرات النفط والتجارة الدولية.

ويبدو أن الشرعية قد أصبحت عبئا على السعودية وأصبحت فاعل ضعيف في المعادلة الداخلية، لكن السعودية ساهمت في الوصول إلى هذا الحال سابقا، وعينها على ضمان أمنها الوطني، من قبل الحوثيين، ولكن ذلك غير واقعي، إذ كيف ستلتزم مليشيا طائفية تخضع لإملاءات طهران بأية ضمانات.

وحسب تقرير مجموعة الأزمات الدولية الأخير، فإن التفاوض مع الحوثيين دون شراكة الشرعية مضر باستحقاقات الشعب اليمني، ومن شأنه أن يهتم بمصالح السعودية واولوياتها فقط دون الأطراف اليمنية، وبالرغم من تعاطف بعض الفاعلين الدوليين مع الحوثيين إلا أن نظرتهم إلى ذلك لا يتعدى رغبتهم في أهمية الشراكة السياسية الحوثية في أي مشروع تسوية قادم.”

وفي هذا الجانب يقول الصحفي سامي نعمان في حديث للمشاهد ” إن السعودية هي أكثر دولة واعية للخطر الإيراني، وهي تدرك مصالحها وما يحيط بها من أخطار وتدرك خطر ايران على المنطقة والعالم، وهي منفتحة على الحوار اذا كان هناك حوار جدي يمكن ان يفضي الى سلام واستقرار في المنطقة.

ونوه نعمان أن المفاوضات بين الجانبين مستمرة منذ محادثات ظهران الجنوب في السعودية.

 “من حقها (السعودية)  كدولة أن تقترب بشكل مباشر من الأطراف لتعرف كيف تفكر الأطراف وحدودهم هذه أمور هامة لأي دولة، لكن لا اعتقد انها ستساوم في الملف اليمني لأنه نه سينعكس مباشرة على أمنها ولا يوجد ضمانات مع الحوثيين وايران فهم لا يؤتمنون مطلقا وتكتيكاتهم معروفة ولا يوجد اي ضمان للوصول الى تسوية في اليمن باستثناء التمسك بالمرجعيات الثلاث كاساس لأي تسوية وحل سياسي شامل ينهي الحرب.”

تسليم المنطقة لإيران

 عن هذه المقاربة الغربية يقول الصحفي والكاتب نبيل البكيري ل ” المشاهد ” إن ” المقاربة التي تقول بإمكانية استقطاب الحوثيين وإبعادهم عن إيران، مقاربة سطحية للغاية لأنها تتجاوز حقائق وواقع تشكل على مدى عشرة أعوام، واقع جديد إيران فيه هي اللاعب الأول والأخير وما جماعة الحوثي إلا مجرد أداة لا تمتلك قرارها ولا مصيرها.”

ويضيف البكيري : ” بالنسبة للقائمين على هذه المقاربة من الغربيين تحديداً هي ليست سطحية منهم بقدر ما هي مخطط واضح المعالم باتفاق مع إيران، وهو جزء من تسليم المنطقة كلها رهنا لإيران وإن ظهروا أنهم مختلفون معها. لكن هذه الفكرة تتضح أكثر كما هو الحال في العراق التي يتعايش فيه المشروعان الأمريكي والإيراني جنباً الى جنب.”

وحول خطورة المقاربة الغربية، يقول عبدالحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمؤتمر الشعبي العام ل” المشاهد” أنه ” بالرغم من التنسيق والتسهيلات اللوجستية العسكرية والاستخباراتية والتقنية التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية منذ بداية الحرب، إلا ان أمريكا تقارب الملف اليمني بصورة مغايرة للسعودية سواء من قبل إدارة الجمهوريين أو الديمقراطيين.”

إقرأ أيضاً  عادات وتقاليد العيد في المحويت

مضيفا:  وفي ارتباط الصراع بإيران وبالملف النووي يتعاطى الأمريكيون والأوروبيون بنفس السياسة المرنة وطويلة النفس ومراعاة عدم الصدام مع إيران بالرغم من التحريض السعودي الإسرائيلي.”

بالرغم من صعوبة فصل الحوثيين عن ايران يقول النهاري ل” المشاهد ” إن الرهان على ذلك لا يقتصر على الغرب وحده بل ان السعودية نفسها تراهن على فكرة فصل الحوثيين عن ايران.

عبدالحفيظ النهاري: إن الحرب في اليمن عندما اتخذت عنوانا طائفيا تناغمت مع الأهداف الاستعمارية في المنطقة لتكريس انقسام المنطقة إلى معسكري صراع؛ سني وشيعي بما يحقق الاستراتيجيات الغربية غير المعلنة، لذلك فإن استمرار الحرب في اليمن جزء من مشروع تغذية الصراع الطائفي بقيادة إيران من جهة والسعودية من جهة أخرى لاستنزاف قدرات الأمة العربية.

ويوضح النهاري ذلك قائلا إنه ” بخلاف الموقف السعودي الذي قد يكتفي بتأمين ذاته من اعتداءات الحوثيين دون اكتراث لشراكة جميع الأطراف الداخلية بحسب التقدير الغربي. كما يرى الغرب بأن السعودية لا تكترث لتسوية تؤسس لاستعادة الثقافة الديمقراطية في اليمن بقدر اهتمامها بوضع اليمن تحت تحكمها بلاعب واحد أو بصراع متعدد.. السعودية مستعدة لتقديم حوافز للحوثيين للقبول بهدنة طويلة تحافظ على حالة اللاسلم واللاحرب، طمعا في الاستفادة من الوقت لعزل الحوثيين عن إيران وبناء مصالح جديدة معهم، وإذن فليس الغرب وحده يراهن على عزل الحوثيين عن إيران، بل السعوديون أيضا.”

بدوره يرى الصحفي سامي نعمان أن الحديث عن تقريب الحوثيين الى السعودية وابعادهم عن إيران ” هراء وأوهام، فالأمر تكتيك مرحلي، كما انه من جانب اخر يظهر الحوثيين كمرتزقة تارة يعملون مع هذا الطرف او ذاك، فيما هم أداة لمشروع طائفي ايراني مثلهم مثل جماعات طائفية اخرى بالمنطقة كحزب الله في لبنان.”

مضيفا “بالنسبة للغربيين قد يمثل حزب الله خطرا محدودا على اسرائيل اما بالنسبة للحوثيين فإن الغربيين لا يرون فيهم خطر او تهديدا لمصالحهم، لكن مستقبلا اذا تمكن الحوثيون أكثر فإنهم سيشكلون خطرا على الأمن العالمي، حتى تهديدات الحوثي للملاحة الغربيين يعتبرونها ردة فعل من الجماعة لا أكثر.”

استثمار عسكري غربي

  ويرى النهاري انه ” بالرغم من موقف أمريكا المبدأي من عدم السماح لإيران بحيازة السلاح النووي إلا أنها لا تضع المصالح المشتركة في ميزان واحد مع الأمن القومي السعودي، ويبدو سلوك الأمريكيين كما لو أن النفط العربي، والأمن العربي لم يعد يهمهم، بينما هم في الواقع إقرب إلى إيران في العراق وأقرب إلى عدم تصادم المصالح المباشرة مع إيران هناك.”

ويقول: من خلال رصد ثمان سنوات من الحرب فإن الإدارة الأمريكية  وأوروبا لملف الحرب في اليمن سعى إلى تحقيق أكبر استثمار عسكري من خلال بيع الأسلحة لدول الخليج، لكن تراكم تبعات الحرب الأخلاقية والقانونية وانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن وتعاظم ضحايا الحرب وآثارها التدميرية للأرض والإنسان دون إنجاز نتائج واضحة وضع الإدارة الأمريكية وقيادات الدول الغربية في موقف حرج أمام شعوبها، الأمر الذي دفعهم للانسحاب من الواجهة، وتحميل التحالف العربي بقيادة السعودية مسؤولية آثار الحرب ونتائجها، وبدأت تسويق إيقاف صفقات بيع الأسلحة والتسهيلات اللوجستية المباشرة، لكنها استمرت في بيع الأسلحة بطرق أخرى..”

 مشروع إبقاء الصراع الطائفي

“تنظر الولايات المتحدة والغرب إلى الانفراد السعودي بالملف بريبة وتحرص على عدم خروج السعودية عن دائرة حدود الصراع المطلوب، فتتحكم فيها متى شاءت وتثبط أية انتصارات أو تقدم للشرعية، ولا أدل على ذلك من اتفاق ستوكهولم، والدور الأممي والأمريكي في حماية كيان الحوثيين، هذا يتم خارج مفهوم الشرعية اليمنية أو مصلحتها وخارج الأمن القومي السعودي والعربي. تنظر الولايات المتحدة إلى المملكة العربية السعودية في تحكمها باليمن باعتبارها وكيلا ثانويا لا يصح أن يتصرف وفقا لأولو ياته، حد قول النهاري.

ويضيف” إن الحرب في اليمن عندما اتخذت عنوانا طائفيا تناغمت مع الأهداف الاستعمارية في المنطقة لتكريس انقسام المنطقة إلى معسكري صراع؛ سني وشيعي بما يحقق الاستراتيجيات الغربية غير المعلنة، لذلك فإن استمرار الحرب في اليمن جزء من مشروع تغذية الصراع الطائفي بقيادة إيران من جهة والسعودية من جهة أخرى لاستنزاف قدرات الأمة العربية، وتكريس هيمنة إقليمية من خارج الوطن العربي عبر تركيا وإيران.”

وطالما بقيت الحرب في حدود منضبطة لا تخل بالاستراتيجية الأمريكية فلا قلق من استمرارها، من المنظور الأمريكي، يؤكد ذلك إمساك امريكا والغرب بالعصا من المنتصف، والحفاظ على قوة الحوثيين كعامل من عوامل استمرار الصراع.

و يقول الصحفي سامي نعمان ل” المشاهد ” إن”الامريكيين الديمقراطيين والأوروبيين سياساتهم مختلفة تجاه الحوثيين وايران. هذه السياسة لا تضع اي اعتبار للخطر الإيراني الذي يهدد دول المنطقة، فهي سياسات تتجاهل النزعة العدائية الطائفية التي تغذيها إيران وتؤججها لاشعال دول المنطقة، بل قد يكون ذلك السلوك الايراني في المنطقة مرضي عنه غربيا لأن تلك الدول لا تتعامل بشكل جاد مع ما تمثله ايران كدولة ارهابية عنصرية تقوض أمن واستقرار المنطقة.”

ويجد الصحفي سامي نعمان ان سياسة الغرب ” تنظر لايران والحوثيين وباقي الجماعات الشيعية المتطرفة باعتبارهم الطرف النقيض الأكثر امنا للغرب خلافا لتنظيم القاعدة السني مثلا وهذه رؤية غربية ظلامية ان تحسب القاعدة او داعش على السنة، متى هاجمت هذه التنظيمات ايران، معظم قيادات وعناصر هذه التنظيمات نشأت في ايران ودول اسلامية ودول غربية واليمن عانى منهم اكثر من أي طرف آخر .. هذه المقاربات تعمق الخطر الإيراني.”

 تسويق الحوثيين دوليا بواسطة عمان

اليمن.. سلام تصنعه المصالح
وفد جماعة الحوثي في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني-مسقط-29 ديسمبر 2022

يقول عبدالحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمؤتمر الشعبي العام إن ” إيران تسعى من خلال عمان إلى تسويق الحوثيين دوليا، وتسويق دعاواهم الكاذبة للسلام، وفي الجوهر من ذلك تخفيف العزلة الدولية عن الحوثيين، وتكريس شرعية الأمر الواقع، على حساب الحكومة الشرعية، مستغلة حاجة السعودية والتحالف إلى الهدنة، بما يتفق بعد ثمان سنوات من الحرب التي لم تحقق أهدافها المعلنة، بل ورطة الخليج في خيار تجني إيران ثماره.. أما بلوغ الهدنة فلا تنظر إليها إيران إلا فرصة تكليفها لصالح الحوثيين، إلى حين التقاط الأنفاس والإفادة من فك العزلة اقتصاديا وسياسيا، إلى جانب توظيف ذلك في المساومة بشأن الملف النووي والحصار الاقتصادي.. وستظل الحركة الحوثية الذراع التي لن تتخلى عنها إيران بالنظر إلى فاعليتها في إفزاع الخليج، ولا يهمها انعكاسات ذلك على الشعب اليمني.”

وحول الوساطة العمانية، يرى الصحفي والكاتب نبيل البكيري أنه ” لا يمكن للأخوة في عمان أن يتحركوا من تلقاء أنفسهم وبدون ضوء أخضر إيراني، هم يتصرفون بموجب رغبة إيرانية جامحة بتمرير مشروع الحوثي وتوطينه في اليمن من خلال الحديث عن إمكانية فصله عن إيران، في استعادة لنفس اللعبة التي تمت عشية إسقاط صنعاء من قبل الحوثيين حيث كان مخططهم مع بعض الأطراف الخليجية هو الدخول لصنعاء وتصفية حسابات مع الإصلاح وجامعة الايمان والفرقة الاولى مدرع، وحينما وصلوا صنعاء ذهبوا بعيدا عن ذلك الاتفاق والتهموا الدولة اليمنية كلها، وتبين دورهم الحقيقي كاداة ايرانية ومصدر تهديد لدول الجوار الخليجي ومنصة لإطلاق الصواريخ والمسيرات ايرانية الصنع نحو السعودية والامارات .”

من جهته  يرى الصحفي سامي نعمان “أن الوساطة العمانية تحاول إمساك العصا من المنتصف وهي جهود مقدرة لكنها غير مجدية مع جماعة عنصرية ترفض المواطنة المتساوية وتحارب التعليم وتختطف الناس من الشوارع وتعتقل النساء وتفرض عليهن قيودا في الملبس اسوأ مما تفعله طالبان وممارسات الحوثيين ضد الشعب اليمني، هذه جماعة واجهتها الحوثيين وباطنها ايران ومن المحال التوصل معها الى تسوية سياسية مهما حاول المجتمع الدولي.”

مقالات مشابهة