المشاهد نت

حزن الأطفال في العيد

التدهور المعيشي بفعل استمرار الحرب يسرق فرحة العيد من وجوه الأطفال

صنعاء – محمد النمر

لا تبدو الطفلة أشواق، 12 عامًا، مبتهجة بحلول عيد الفطر هذا العام. بالنسبة لها، المعنى الحقيقي للعيد هو الملابس الجديدة، والخروج إلى الحديقة، واللعب في المنتزهات. لم تشترِ أشواق ملابس جديدة بمناسبة العيد، ولن تخرج إلى الحديقة أو المنتزهات في صنعاء.

منذ اندلاع الحرب عام 2015، لم يعد العيد مناسبة تجلب الفرح والمتعة لكل اليمنيين. على الرغم من انحسار الأعمال القتالية في اليمن خلال الأشهر الماضية، لايزال ملايين اليمنيين يعيشون أوضاعًا معيشية واقتصادية صعبة، وعندما يحل العيد يظهر الحزن على ملامح الأطفال الفقراء، والعجز في وجوه الآباء.

تقول أشواق لـ”المشاهد”: “في هذا العيد لن أذهب إلى الحديقة، ولن أخرج من المنزل للعب مع زميلاتي، ولا يوجد معي ملابس جديدة أخرج بها إلى الشارع والمنتزهات”.

لا يختلف حال الطفل أيمن عبدالله عن أشواق، حيث يقول لـ”المشاهد”: “كيف أفرح بالعيد؟ ليس لدي ملابس جديدة، لأن والدي لا يستطيع أن يشتري لي كسوة العيد”.

ترتسم ملامح البؤس والحزن خلال أيام العيد على وجوه كثير من الأطفال الذين لا يحصلون على ملابس جديدة، ويشعرون بأن هذا اليوم لا يختلف عن  أيامهم العادية، بل أكثر حزنًا.

ويسعى الآباء أو الأمهات لإسعاد أطفالهم قدر الإمكان، ويحاولون رسم الابتسامة على وجوههم. تقول أم احمد، 40 عامًا، لـ”المشاهد”: “عندي أربعة أطفال، وفي أول يوم من العيد سوف نجلس في المنزل حتى انتهاء أيام العيد، لأن أطفالي لا يملكون ملابس جديدة، إذ اضطررت إلى شراء ملابس قديمة لهم من أسواق الملابس المستعملة (الحراج)”.

إقرأ أيضاً  من طقوس العيد.. «الحناء الحضرمي» صانع بهجة النساء

انقطاع الرواتب

سالم فاروق، صاحب محل للملابس بشارع جمال في صنعاء، يقول إن هناك ارتفاعًا في سعر الملابس في ظل تراجع مصادر دخل الملايين من المواطنين. يضيف فاروق لـ”المشاهد” أن فرض الإتاوات من قبل سلطة الأمر الواقع في صنعاء، تسبب في ارتفاع الأسعار، وارتفاع الأسعار أسهم في ركود السوق.

إبراهيم بعثر، موظف حكومي في صنعاء، يقول لـ”المشاهد”: “نذهب إلى السوق ولا نستطيع أن نشتري شيئًا؛ كل شيءٍ ارتفع سعره، ولهذا، نحن لا نستطيع إدخال مشاعر فرحة العيد إلى قلوب أطفالنا، بسبب سوء حالتنا المادية”.

تسبب انقطاع رواتب أكثر من مليون موظف حكومي منذ 2016، بالتدهور الاقتصاديّ، وتفاقم الفقر، وحرمان ملايين الأطفال من التعليم، إذ تقدّر الأمم المتحدة أن  أكثر من 22 مليون شخص يمني بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، من بينهم 11.3 مليون بحاجة ماسة إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة.

سامر خصروف، 40 عامًا، يعيش، في صنعاء، وضعًا معيشيًّا قاسيًا، ويقول إنه لا يجد من المال ما يساعده على شراء ملابس العيد لأطفاله. ويضيف خصروف لـ”المشاهد”: “الحرب أفقرتني؛ لم يعد في إمكاني الذهاب إلى السوق، لأشتري لأطفالي كسوة العيد، لأن أسعارها غالية. حالتي المادية لا تسمح،  ولا أملك شيئًا، لا أشعر أنه عيد”.

مع حلول العيد، يأمل المواطنون في صنعاء وعموم اليمن أن يكون هناك حل شامل وقادر على استعادة الحقوق المنهوبة وإنهاء الصراع، وتأمل الطفلة أشواق أن ترتدي الملابس الجديدة، وتقضي وقتًا في الحديقة خلال أيام الأعياد، بعيدًا عن الحرب والحرمان.

مقالات مشابهة