المشاهد نت

ما هي نظرة العرب لمستقبل الوحدة اليمنية؟

ماهي نظرة اليمن لمستقبل الوحدة اليمنية ؟
ماهي نظرة اليمن لمستقبل الوحدة اليمنية ؟

عدن – نبيل شايع:

مضت ثلاثة عقود على إعلان الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه، وأصبحت أراضي الجمهورية اليمنية مهددة بالتفكك أكثر من أي وقت مضى، بسبب استمرار الحرب التي أشعل فتيلها جماعة الحوثي العام 2014، وبسبب هذه الحرب أيضًا، ولأسباب أخرى، ظهرت بقوة أصوات تنادي بإعادة الوضع إلى ما قبل العام 1990، وتُرجمت تلك الأصوات بتحركات ميدانية في الجنوب، تعمل على بدء خطوات ما تسميه قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي فك الارتباط، وما يسميه اليمنيون الانفصال. ومع حلول الذكرى الثالثة والثلاثين لإعلان الوحدة اليمنية، يترقب الكثير من اليمنيين إلى أين يتجه الساسة بدولتهم المنشودة، سياسيون وصحفيون وأكاديميون وباحثون عرب يتحدثون لـ”المشاهد”، عن آرائهم حول واقع ومستقبل الوحدة اليمنية في ظل المستجدات الراهنة.

مخاطر التفكك

يرى الصحفي بالتلفزيون العمومي الجزائري بلال بلغدوش، أن دولة الوحدة اليمنية اليوم تواجه مخاطر جمة، وأن على اليمنيين مواجهة تلك المخاطر بالطريقة التي يرون أنها مناسبة لهم بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
ويقول بلغدوش لـ”المشاهد”: “كانت الوحدة العربية حُلمًا منشودًا لكل العرب الذين استبشروا بوحدة اليمن التي تمثل قوة لكل العرب، لكن اليوم لم تعُد الوحدة أولوية بسبب الأوضاع السيئة التي يعانيها كل بلد عربي”.
يشاطره في الرأي الصحفي بجريدة الشروق المصرية عصمت فتح الله، إذ يرى في حديثه لـ”المشاهد”، أن وضع الوحدة اليمنية لا يبشر بالخير في الوقت الراهن، حيث تزايدت وتجلت في الآونة الأخيرة المطامع الإقليمية والدولية بسبب الموقع الاستراتيجي لليمن وثرواته المتنوعة.
ووفقًا لهذه الأطماع يرى فتح الله أن تمويل وتزويد أطراف النزاع المحلي في اليمن بالسلاح للحصول على النفوذ السياسي والعسكري، متسع ومستمر من قبل تلك الدول الطامعة، والتي لا يهمها استمرار الوحدة اليمنية.
وتحذر الأستاذة في جامعة القاهرة دكتورة نجوى كامل، من مخاطر تفكك اليمن، لأن خطر ذلك -من وجهة نظرها- سيمتد لباقي الدول المجاورة لليمن وباقي الدول العربية، كما تقول لـ”المشاهد”.
يؤيدها الكاتب والباحث التونسي توفيق المديني، الذي يؤكد أن القوى الإقليمية ترفض بناء دولة يمنية موحدة وقوية في منطقة الخليج، مشددًا على أنه في ظل غياب التسوية السياسية بين الأطراف الإقليمية و الدولية الفاعلة في الأزمة اليمنية المستمرة منذ أكثر من 12 سنة، فإنَّ اليمن مهدد بالتفكك إلى دويلات طائفية وقبلية ومناطقية، وأن المشهد في اليمن أصبح جليًا أن دولة الإمارات تدعم بشكل مباشر وقوي مشروع الانفصال في الجنوب، وأن السعودية وعمان تعارضان مشروع الانفصال، لأنَّ ذلك سيكون سابقة خطيرة، ومقدمة لتفكيك الدول الخليجية مستقبلًا.

إقرأ أيضاً  استمرار التوتر في جبهات القتال

دعم تفكيك الوحدة

يخالف الأكاديمي والسياسي الإماراتي عبدالخالق عبدالله التوقعات المتشائمة حيال انفصال جنوب اليمن عن شماله، نافيًا في سلسلة تغريدات كتبها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن انفصال الجنوب سيؤثر على دول الخليج، متوقعًا عكس ذلك، إذ يقول بأن الإمارات ستكون من بين أكثر الدول حرصًا على اسقرار واستقلال الدولة الجديدة في جنوب اليمن، وأن يمنًا مستقرًا، وجنوبًا عربيًا مستقلًا يصبان في صالح أمن واستقرار دول الخليج العربي.

تفاؤل بالمستقبل

يتفاءل الصحفي الفلسطيني إبراهيم محمد، بشأن مستقبل الوحدة اليمنية، على الرغم من تسارع وتيرة الوقائع والخطوات التي توحي بقرب إعلان انفصال الجنوب عن الشمال. وفي حديثه لـ”المشاهد” يشير إبراهيم إلى ضرورة إعادة تفعيل دور الأحزاب السياسية اليمنية لمنع ما سماها الأيادي الخفية التي تصنع الفتة في اليمن، إضافة إلى تحديد مصالح البلد من خلال الجلوس والاتفاق على رؤية ترضي جميع أطراف النزاع وكافة فئات ومكونات المجتمع اليمني شمالًا وجنوبًا.
محمد الموسوي، الإعلامي في تلفزيون العراقية، يتمنى في حديثه لـ”المشاهد” أن يأخذ الشعب اليمني تجربة الشعب العراقي كدرس وتجربة للاستفادة منها لعدم الوقوع في الأخطاء والهفوات التي أدت بالمجتمع العراقي إلى متاهات لم يخرج منها إلا بعد سنوات طويلة.
يشاطره الرأي الصحفي العراقي حيدر حسين علي، الذي يرى أن أية محاولة لشق الوحدة وإعلان الاستقلال عن الدولة الواحدة في أي إقليم أو محافظة في اليمن، ستنتهي لأنها ستفرض بقوة السلاح الآنية، ويستشهد بما حدث في العراق خلال سقوط محافظة نينوى وإعلانها إمارة داعشية مستقلة وظلت لثلاثة أعوام بيد الدواعش الإرهابيين، فماذا كانت النتيجة؟ عادت لحضن العراق بعد تحريرها.
يقول حيدر: “ما أقصده أن أية قوة مسلحة لن تسطيع تفكيك الوحدة اليمنية، لأن اليمنيين موحدون نسبًا وعرقًا وثقافة وقلبًا”.

مقالات مشابهة