المشاهد نت

صانعو المحتوى في اليمن يلجؤون إلى برامج المسابقات والترفيه

تعبيرية

حضرموت – علي ناصر:

منذ أن بدأ الصراع العسكري في اليمن عام 2015، أصبح الحديث عن الأوضاع السياسية والعسكرية أمرًا لا يخلو من المخاطر. تراجعت حرية التعبير، وتخلى الكثير عن الكتابة أو الكلام الذي قد يستفز أطراف الحرب.
بدلًا من الحديث عن القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية، اتجه العديد من صناع المحتوى إلى التركيز على البرامج الترفيهية والمسابقات، وحققوا شهرة واسعة وعائدات مادية من خلال برامجهم في اليوتيوب ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي.
الشاب زكريا بابعير، من مدينة المكلا بحضرموت، مثال واحد للمئات من اليمنيين الذين استطاعوا تحقيق نجاح لافت برغم الصعوبات التي واجهها في بلاد تغرق في الصراع منذ ثمانية أعوام.

بداية شاقة

بدأ بابعير رحلته في صناعة المحتوى في العام 2013. كانت البداية مع البرامج المسابقاتية التي تم تصوريها في أحياء وحارات المكلا. وعقب تخرجه من قسم الصحافة والإعلام بجامعة حضرموت، عام 2017، ضاعف زكريا نشاطه في مواقع التواصل الاجتماعي، ونجح محتواه في تحقيق مليوني مشاهدة في قناته على اليوتيوب.
وصل عدد المشتركين في قناته على اليوتيوب إلى 28.7 ألف مشترك و111 ألف‏ ‏متابع في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
يتحدث بابعير عن الصعوبات التي واجهها في البداية، ويقول لـ”المشاهد: “كنت أعاني كثيرًا في الحصول على معدات تقنية ذات جودة عالية تنافس ما يتم إنتاجه في الوطن العربي. المعاناة كانت أيضًا على مستوى إضافة الفيديو الذي كنت أصنعه ،حيث كان الفيديو الواحد يحتاج لأكثر من 24 ساعة حتى تتم إضافته على قناتي، وفي بعض الأحيان كانت الكهرباء تنقطع، ونرجع من الصفر، وهكذا كنا نعاني”.
لم يكن بابعير يحصل على الدعم لبرامجه، وكان التجار يرفضون حينها تقديم الدعم لصناع المحتوى على اليوتيوب. يتذكر دخوله إلى عالم صناعة المحتوى، ويقول: “عندما بدأ صانعو المحتوى في اليمن اللجوء إلى اليوتيوب، لم يكن التجار ورجال المال مهتمين برعاية برامج اليوتيوب المحلية أو الإعلان عن منتجابتهم فيها بسبب قلة أعداد المتابعين للبرامج التي كانت تُنتج، لكن اليوم الوضع قد اختلف”.

إقرأ أيضاً  جمود القطاع السياحي بتعز في زمن الحرب

مسابقات تصنع السعادة

في رمضان الماضي، قدّم بابعير العديد من المسابقات داخل المحلات والمؤسسات التجارية بعد اتفاق مسبق مع أصحاب تلك المؤسسات على توزيع جوائز عينية ومالية لزبائنهم. ويشير إلى أن أصحاب المؤسسات التجارية يستفيدون من تلك المسابقات من خلال الترويج لبضائعهم للناس، كون هذه المسابقات من وسائل الإعلان والترويج للشركات التجارية.
يؤكد بابعير أن إنتاج برامج المسابقات وصناعة المحتوى على اليوتيوب في اليمن بشكل عام أخذ في التطور بفضل الجهود التي يبذلها صناع المحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي، وأن المنافسة في هذا المجال أصبحت أقوى في الوقت الحاضر.
يشعر بابعير بالسعادة عندما يتذكر الصعاب التي تغلب عليها منذ أن اختار بدء العمل في هذا المجال، والشيء الآخر الذي يمنحه البهجة هو عندما يرى فرحة الناس المحتاجين الذين يفوزون في المسابقات التي يقدمها.

مقالات مشابهة