المشاهد نت

موسم فاكهة “الخرمش” في ريمة

بلغ إجمالي إنتاج اليمن من الفواكه التي تشمل الخرمش، الكمثرى وغيرها قرابة 96 ألف طن في 2021

ريمة- محمد النمر -تصوير -فؤاد الشاوش

تشهد محافظة ريمة، شمال غرب اليمن، موسم  فاكهة” الخرمش” أو ما تسمى محلياً بالسفرجل” خلال شهر يوليو من كل عام، وتعتبر من الفواكه المحلية  في الأسواق. خلال موسم هذه الفاكهة تعيش أسواق ريمة حركة تجارية كبيرة وسط تداولها بشكل كبير، وتباع في الأسواق وعلى الأرصفة. حيث يقوم الأهالي هناك ببيع هذه الفاكهة من أجل لقمة العيش وسد احتياجاتهم اليومية. ويشتري بعض الزبائن هذه الفاكهة اعتقادا منهم أنها  تعالج بعض الأمراض حسب ما قاله عبد الباري أحد بائعي هذه الفاكهة في ريمة.

وعربيا تعرف هذه الفاكهة بأسماء متعددة منها “القشطة”، “غوانابانا”، “شيريمويا”، “السرسب” وثمرة شجرة “الجرافيولا”، فيما يسميها اليمنيون “الخرمش”.

في كل حي وشارع في مدينة ريمة تجد الباعة الجائلين يجرون عربات الدفع الخاصة بهم والمحملة بأكوام فاكهة ” الخرمش” الموسمية، والتي يقبل على شرائها أبناء المدنية بنهم شديد جراء ندرة الحصول عليها في باقي الشهور من العام حسب بائعين.

يضيف الباري في حديثه لـ”المشاهد” أنه يتأهب كل صباح قبل بزوغ الشمس مع وعائه المخصص بجمع قدر كبير من الفاكهة، حيث يقوم بقطفها من شجرتها في الصباح الباكر. تأخذ منه عملية القطف من ساعة إلى ساعات حسب الكمية المرادة  بحيث يمتلئ ثلاث إلى أربع سلات.

 وبعد إكمال رحلة القطف يتجه عبدالباري مع بضاعته صوب سوق “الخنسة” في مركز المحافظة  ويعتبر هذا السوق هو أحد الأسواق الذي تباع فيه هذه الفاكهة.

في موسم فاكهة الخرمش،  يحتشد المئات من الباعة في هذا النشاط  للتكسب منها كمصدر دخل يوفر دخل يسد فيه احتياجاتهم اليومية لهم ولأسرهم.

فاكهة “مطرية”

أتخذ فؤاد الحديدي (30 عاما) مهنة الأتجار بهذا الصنف من الفواكه كونه يُدر له بمقابل مالي يعتاش منه هو أسرته .

يقول الحديدي لـ”المشاهد” قطف وبيع هذه الفاكهة غير مكلف مقارنة بأصناف الفواكه الأخرى التي تكلفتها باهظة في السوق ولا تحصل منها على مردود يفي بالغرض.”

مضيفا “هذه الفاكهة تنمي على ضفاف الأودية وفي سهول الجبال بكثافة، ولا تحتاج إلى جهد او أهتمام حتى تثمر.”

سالم محمد، بائع أخر لهذه الفاكهة في حديثه لـ” المشاهد” قال بأن الربح جيد نوعا ما إلى أن هذه الفاكهة لان تكلفة شرائها ميسور ، لأنها تعتمد بدرجة اساسية على مياه الأمطار.”

إقرأ أيضاً  الأسر المنتجة تسعد الفقراء في العيد

يوسف الريمي أحد المزارعين في ريمة تحدث لـ” المشاهد” بأن موسم هذه الفاكهة  يشكل لهم مصدر رزق ويستفيد منها الأهالي وتعيد عليهم بمردود مالي يساعدهم على سد احتياجاتهم اليومية خاصة مع تراجع سوق العمل و الأشغال في اليمن جراء الحرب .

مضيفاً” الحياة باتت بائسة في اليمن، ولم يعد هناك أي دخل يساعدنا على تأمين  لقمة العيش سوى هذه الفاكهة، رغم المردود الزهيد.”

وبحسب كتاب الإحصاء الزراعي الصادر عن وزارة الزراعة والري في حكومة صنعاء فقد وصل إنتاج محافظة ريمة من الفاكهة إجمالا 7,263 طنا في 2021 على مساحة 500 هكتار. وبحسب كتاب الإحصاء فقد انخفض إنتاج ريمة للفاكهة من  نحو,تسعة  آلاف طنا في 2017 إلى 7,263 طنا في 2021.

وبلغ إجمالي إنتاج اليمن من الفواكه الأخرى التي تشمل الخرمش، الكمثرى، البرقوق، السفرجل، التين، والجوافة نحو 96 ألف طنا في 2021، حسب كتاب الإحصاء الزراعي.

لكن المساحة المزروعة بالخرمش في اليمن، تمثل مساحة بسيطة مقارنة ببقية  الفاكهة الأخرى في اليمن، حسب علي محرز، مرشد زراعي يقيم في صنعاء في حديث للمشاهد.

 فوائد صحية

فاكهة القشطة ” الخرمش” قد تُستخدم كنكهة في صناعة الحلويات، أو كعصائر، وهي من الفواكه التي تحتوي على كميّةٍ عاليةٍ من الكربوهيدرات؛ وخاصة الفركتوز ، وتحتوي على كميّةٍ مرتفعةٍ من الفيتامينات؛  مثل فيتامين ب1، وفيتامين ب2، وفيتامين ج، بالإضافة إلى مجموعةٍ من المعادن؛ مثل: الكالسيوم، والمغنيسيوم، والزنك، والبوتاسيوم، والفوسفور بحسب حديث محمد الجهني، رئيس قسم التمريض بمستشفى العلياء الدولي لـ” المشاهد”

يقول الجهني ً: تتميز هذه الفاكهة بقيمتها الغذائية العالية، لأنها تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن، ولها مذاق لذيذ.”

 ويقول  الجهني أنها “مصدراً غنيّاً بمضادات الأكسدة؛ إضافةً إلى تقليل خطر التعرّض للإجهاد التأكسديّ، ويمكن للنظام الغذائيّ الذي يحتوي على مضادّات الأكسدة بشكلٍ كبيرٍ أن يُقلّل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما فيها أمراض القلب، والسرطان، والسكري، وقد تكون هذه المضادّات من الموادّ الغذائيّة، مثل: فيتامين ج الذي يتوفر في فاكهة ” الخرمش”.

مقالات مشابهة