نشر موقع وكالة سبأ نسخة الحوثيين ومواقع إخبارية أخرى، في تاريخ 24، 25 أغسطس الجاري 2023، خبرا ادعت فيه أن قصف مدفعي للقوات الحكومية المعترف بها دوليا- في محافظة تعز، أدى إلى استشهاد وإصابة 17 مواطنا معظمهم نساء وأطفال.

وجاء في سياق الخبر أن مصدر محلي- لم يتم تسميته- أوضح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ (نسخة الحوثيين) أن ثلاثة مواطنين استشهدوا بينهم طفلان وأصيب 14 بينهم ثمان نساء وأربعة أطفال، إثر قصف مدفعي للقوات الحكومية استهدف منطقة الاخدوع في مديرية مقبنة، بتعز.

تحقق المشاهد

تحقق “المشاهد” من الخبر المتداول ووجد أن القصف حصل في 24 أغسطس 2023 بقذيفة مدفعية، حسب مدير عام مديرية مقبنة حميد الخليدي، في حديث لـ”المشاهد.

وقال الخليدي إن قذيفة أطلقتها قوات جماعة الحوثي تسببت في سقوط 17 مدني بين قتلى ومصابين، في قرية الغوشاء التابعة لعزلة أخدوع أسفل بمديرية مقبنة.

وأضاف الخليدي إلى أن المنزل الذي استهدفته قذيفة الحوثي، للمواطن: فيصل محمد مقبل”، وكان في منزله وجواره مدنيين.

المنزل الذي استهدفه القصف يقع في خط التماس بجبهة مقبنة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي.

وقال الخليدي الذي يمثل وجهة نظر الجانب الحكومي “أن جماعة الحوثي اتهمت القوات الحكومية بالقصف لتغطية ماوصفها بـ “الجرائم ضد الإنسانية”، والتي تقوم بارتكابها بين الحين والآخر من قصف لمنازل المدنيين.”

نمط القصف العشوائي بالقذائف لمواقع وأعيان مدنية يؤيد رواية المسئول الحكومي، حسب تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي الأخير الذي صدر في فبراير الماضي.

إقرأ أيضاً الأسر المنتجة تسعد الفقراء في العيد

وحسب التقرير فإن عمليات قصف من جانب قوات الحوثيين في 13 مايو الماضي، لمناطق سكنية في مديرية صبر الموادم بتعز قد أدت إلى مقتل طفل، في الخامسة من عمره وإصابة والديه.

وقال التقرير “يواصل الحوثيون شن هجمات عشوائية على المدنيين والاعيان المدنية في إنتهاك للقانون الدولي الإنساني.”

مضيفا أن الفريق حقق في خمس هجمات شنتها قوات جماعة الحوثي على مدنيين وأعيان مدنية في تعز ومأرب وشبوة.

من جهتها نفت قوات الجيش في تعز، خلال تصريحات إعلامية، اتهامات جماعة الحوثي بالوقوف وراء القصف الأخير الذي استهدف مدنيين في مقبنة، غرب تعز. وقال ناطق محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، إن قوات الجيش بتعز لم تنفذ أي عملية قصف مؤخراً، وأن قوات الجيش تراعي القانون الدولي الإنساني وقواعد الاشتباك بشكل صارم.

وأضاف البحر، أن “قوات الجيش تلقت عدد من القذائف الثقيلة قبل ثلاثة أيام من جماعة الحوثي على مواقعها والقرى الآهلة في مقبنة لكنها لم ترد كون مرابض المدفعية الحوثية كانت جوار أعيان مدنية.

ويرى المحامي والناشط الحقوقي مختار الوافي، أن حادثة قصف منزل المواطن فيصل مقبل في مقبنة، تعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، والقوانين والمواثيق الحقوقية المحلية والعالمية.

وأضاف المحامي الوافي خلال حديثه لـ”المشاهد“، أن حوادث استهداف المدنيين خاصة النساء والأطفال خلال فترة النزاع المسلح، تعد جرائم حرب، ولا تسقط بالتقادم بل يجب تقديمها إلى محكمة العدل الدولية، ومحاسبة مرتكبيها أين كان.