المشاهد نت

الوجبات الشعبية مصدر دخل لبعض الأسر في الحديدة

الكدرو هو خبر من الذرة السمراء ويعد وجبة يمنية شعبية قديمة - متناقلة

الحديدة – وفاء أحمد :

تستيقظ الأربعينية فاطمة سالم من سكان مديرية الحالي بمدينة الحديدة غرب اليمن لتبدأ يومًا جديدًا لكسب رزقها من بيع وجبة “الكدر والكبان” والكدر هي وجبة شعبية تقليدية عبارة عن فطير من الذرة الشامية والذرة البيضاء تخبز بشكل مدور والكبان يتكون من الدجرة والثوم والحقين والكمون ويعد الكدر والكبان من الوجبات الشعبية في محافظة الحديدة.

صوت فاطمة وهي تمر في الأحياء الشعبية بمديرية الحالي بزيها الشعبي التهامي وهي تردد “كبان كبان …الكدر والكبان.. صبوح صبوح” أصبح طقسًا صباحيًا اعتاد عليه سكان هذه الأحياء.

مصدر دخل

مثل فاطمة هناك العشرات من النساء في محافظة الحديدة يعملن في مهنة بيع “الكدر والكبان” سهام أحمد( 30) عامًا، من سكان مديرية الجراحي جنوب مدينة الحديدة هي الأخرى تكسب متطلبات معيشتها وأسرتها المادية من بيع الكدر والكبان كما تقول فهي من تعول إخوانها الخمسة (ثلاث بنات وولدين) بعد وفاه والدها ووالدتها.

وتشير سهام في حديثها لـ”المشاهد” إلى أنها تعلمت وتمارس هذه المهنة التي تعتبر مصدرًا رئيسيًا لكسب العيش وهي مازالت في سن مبكرة فقد كانت تقوم بمساعدة والدتها التي كانت تبيع الكدر والكبان حتي أجادت طريقة تحضير هذه الوجبة الشعبية بشكل متميز.

تقول سهام إن وضعهم المادي هي وإخوتها تدهور بعد وفاة ولدها ووالدتها فكان بيع الكدر والكبان هو الوسيلة الاقتصادية لتجاوز مشكلتها المعيشية وكان عمرها كما تؤكد 15 سنة وتضيف “ساعدني في الاستمرار بالمهنة شقيقتي التي تقوم بجلب الحطب لتحضير الكدر والكبان”.

وجبة شعبية

تعد وجبة الكدر والكبان من الوجبات الشعبية في محافظة الحديدة حيث يفضل الكثير من سكان الحديدة وجبة الكدر والكبان كما يعتبرها الكثير أنها وجبة غذائية  مهمة تجعلهم لايشعرون بالجوع لأكبر وقت ممكن حسب تعبير الكثير منهم كون مكوناتها حبوب وهي وجبة ثقيلة.

طريقة التحضير

وعن طريقة تحضير الكدر تقول سهام “أطحن جزءًا من مكونات الكدر المتمثلة بالذرة عن طريق  “حجر الرحى” (حجرة تستخدم لطحن أنواع الحبوب والقهوة)، جزء منها يتم عن طريق الطاحونة_ الهدف من طحن كمية من المكونات بحجرة الرحى هو أنه يجعل العجينة متماسكة.

ليس بيع وجبة الكدر والكبان هي المهنة التي تعتبر مصدر دخل اقتصادي للكثير من النساء في محافظة الحديدة فهناك أيضًا بيع اللحوح والملوج وهي من أنواع الخبز الشعبي في اليمن

وتضيف أن الخطوة الثانية من تجهيز الكدر “أقوم بتجهيز العجينة مع كمية من الخبز الجاف بعد بله بالماء في الليل وفي الصباح أتفقد العجينة، في حال كانت غير متماسكة أضع  قليلًا من دقيق الذرة الشامية ومن ثم أشعل التنور الترابي وبعد تجزئة العجينة إلى أقسام متساوية، على شكل كروي ثم فرد كل واحدة بمفردها، أضعها على جدران التنور”.

إقرأ أيضاً  أسعار الذهب والصرف
الوجبات الشعبية مصدر دخل لبعض الأسر في الحديدة

وحول طريقة تحضير الكبان تشرح فاطمة ذلك “الكبان هو عبارة عن سائل أبيض ( جامد) يميل قليلًا إلى الاصفرار  يتم طحن الدجرة بعد تبليلها مع فصات من الثوم والكمون، وتركه يتخمر حتى الصباح وفي الصباح يتم غلي كمية من الحليب أو مشتقاته ووضع المكونات عليه ومن ثم تحريكه حتى يفور ويصبح جاهز ).

مشاريع منزلية

ليس بيع وجبة الكدر والكبان هي المهنة التي تعتبر مصدر دخل اقتصادي للكثير من النساء في محافظة الحديدة فهناك أيضًا بيع اللحوح والملوج وهي من أنواع الخبز الشعبي في اليمن وفي  هذا السياق تقول ماريا حمدي وهي ناشطة في مجال حقوق الانسان في حديثها لـ” المشاهد” “إن تزايد هذه الأعمال النسائية هو بسبب  الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وضيق الحال للكثير من الأسر” حسب تعبيرها.

وتضيف:”أصبحت كثير من النساء يطمحن في البحث عن فرص عمل تساهم في تحسين دخل أسرهن لأن الظروف المادية أصبحت متعبة عند الكثير خاصة مع إنتشار الفقر وهو الأمر الذي دفع الكثير منهن إلى اللجوء للعمل في بيع  المأكولات أو المهن الحرفية”.

وتعتبر ماريا بيع المأكولات الشعبية من قبل النساء غير مربحة وهي بالكاد تغطي الأسر التي تعمل في هذا المجال متطلبات المعيشية الأساسية.

وفي السياق نفسه أوضح  الخبير الاقتصادي رشيد الحداد في حديثه لـ”لمشاهد” أن فكرة هذه المشاريع بدأت خلال العام 2016 والعام 2020.

وعزا الحداد أسباب تزايد المشاريع المنزلية إلى تراجع معدلات دخل الأسرة اليمنية نتيجة الصراع وتوقف المرتبات في مناطق صنعاء إلى جانب أن فرص الكثير من العاملين في القطاع الخاص تراجعت بعد أن فقدوا مصادر دخلهم الأمر الذي دفع العديد من النساء لابتكار مشروعات منزلية تتمثل في المخبوزات وغيرها، هذا ما قاله الخبير الاقتصادى رشيد الحداد حسب تعبيره.

ولفت الحداد إلى أن مثل هذه المشاريع النسائية في محافظة الحديدة لم تحظ بدعم حكومي أو من قبل المنظمات من أجل تحويل هذه المشاريع إلى معامل متوسطة وصولًا إلى صناعة غذائية  محدودة.

واختتم حديثه لـ”المشاهد” أن النساء يواجهن تحديات كثيرة في طريق أن يكون لديهن مشاريع متوسطة وهي أن الكثير منهن لا يستطعن الحصول على تراخيص للعمل من الجهات المختصة”.

مقالات مشابهة