المشاهد نت

صنعاء.. مدينة تفتقر لدورات مياه عامة

صنعاء – نبيل شايع:

كان هاني راشد، 25 عاما، متواجدا في سوق القات بمنطقة الحصبة بصنعاء قبل أسابيع، وشعر بالحاجة إلى دخول الحمام للتبول. لكنه لم يجد حمامات عامة في السوق، وأضطر إلى المشي إلى مكان آخر حيث توجد حمامات عامة.

لم يستطع راشد أن يتصرف كما يفعل الكثير الذين “يتبولون” بالقرب من محطات وقوف الحافلات، أو تحت الجسور، ويرى أن هذا التصرف غير حضاري. قد توجد حمامات عامة في بعض الأسواق في العاصمة صنعاء، لكنها تفتقر إلى النظافة وأحيانا لا يوجد بها ماء.

يقول راشد لـ “المشاهد”: “دخلت أحد الحمامات العامة، وكانت رائحته كريهة المنبعثة، وأرضية الحمام غير نظيفة، وأقسمت حينها ألا أدخل أي حمام عمومي في أي سوق أو ميدان من ميادين العاصمة صنعاء”.

في كثير من المدن في الدول الأخرى، تتواجد العديد من الحمامات العامة في الشوارع الرئيسية والأسواق، ويعد هذا من مظاهر التحضر والرقي. لكن الأمر في صنعاء مختلف، إذ يشكو المواطنون والمقيمون فيها من عدم وجود حمامات عامة كافية، كما أن غالبية الحمامات الموجودة تفتقر للنظافة، ولا تبدو مناسبة للاستخدام.

يرى المواطن الأربعيني محمد بعثر أن مشكلة انعدام الحمامات في بعض الشوارع والأسواق في أمانة العاصمة، صنعاء، من القضايا التي يجب على السلطات الاهتمام حتى لا يلجأ الناس إلى الأماكن المفتوحة للتبول، وتشويه المدينة.

يعمل بعثر في توصيل طلبات المطاعم السريعة لمنازل المواطنين في حارات صنعاء، ويشكو من عدم وجود حمامات عامة في كثير من الحارات، وعندما يحتاج الذهاب إلى الحمام، يقطع مسافة طويلة حتى يصل إلى الحمامات التي يعرفها.

في كل مرة يدخل بعثر الحمام، يدفع 100 ريال، ويقول لـ “المشاهد”: “المشكلة ليست في دفع 100 ريال مقابل الدخول إلى الحمام، لكن المشكلة في عدم الاهتمام بالنظافة من قبل القائمين على إدارة الحمامات العامة، ومعظم الحمامات العامة في صنعاء لا يوجد فيها ماء، وأبوابها مكسرة، وليس فيها مغاسل”.

سعيد عبد الله، 40 عاما، يعمل على إدارة أحد الحمامات العامة في منطقة هائل وسط صنعاء، يؤكد أن أعداد الحمامات العامة في أمانة العاصمة قليلة، وهذا الأمر يتطلب من الجهات المعنية العمل على النظر في هذه المشكلة.

إقرأ أيضاً  الضالع.. إصابة أطفال بانفجار مقذوف ناري

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول عبد الله إن المترددين على الحمامات العامة يتصرفون بطريقة “همجية”، ويكسرون صنابير المياه، ويتركونها مفتوحة، وفي بعض الأحيان يقومون بسد المراحيض بقنينات المياه المعدنية والمناديل، بدلا من وضعها في سلة المهملات “.

يوضح عبد الله إلى أن غالبية الحمامات العامة في صنعاء يتم استئجارها من قبل تجار، والمستأجر يتولى توفير النفقات التشغيلية لها من خلال توفير المياه وأدوات النظافة، كما أن القائمين على إدارة معظم الحمامات العامة يدفعون مبالغ مالية كإيجارات لأمانة العاصمة والمجلس المحلي ومكاتب الأشغال العامة شهريا.

سلطات غير مهتمة

بحسب تقارير أممية، يفتقر ما يقرب من نصف سكان العالم، أو 3.5 مليار نسمة، إلى مرافق صحية مأمونة. ويموت يوميا نحو 1000 طفل دون سن الخامسة بسبب أمراض الإسهال الناجمة عن غياب النظافة الصحية أو سوء مرافق الصرف الصحي أو مياه الشرب غير المأمونة.

لكن عدم تواجد الحمامات ودورات المياه ليست مبررا لقيام المواطنين بالتبول تحت الجسور وبالقرب من أسوار المستشفيات والوزارات والمدارس، وأرصفة الشوارع، بحسب الناشط المجتمعي بشير الغبسي.

في حديثه لـ” المشاهد، يقول الغبسي بإنه سعى مع مجموعة من الناشطين وأعضاء في المجالس المحلية إلى لفت أنظار السلطات المحلية في العاصمة صنعاء بضرورة الاهتمام بهذه المشكلة. ويضيف:” السلطات المحلية ليست مهتمة بمشكلة عدم وجود حمامات، ولا بنظافة الحمامات الموجودة، كما أنها ليست مدركة للمخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن هذه المشكلة، وهذه السلطات مهتمة فقط بجباية الأموال من التجار ومن الناس “.

أتخذ الطائر الطنان رمزا لليوم العالمي لدورات المياه، إذ يقوم الطائر الطنان ما في وسعه لمحاربة الحريق الكبير، حاملا فقط قطرات من الماء في منقاره. ورغم أنها خطوات صغيرة، إلا أنها تساعد في حل مشكلة كبيرة، بحسب الأمم المتحدة. تستخدم قصة الطائر الطنان لإلهام الناس لاتخاذ إجراءات شخصية للمساعدة في تحسين دورات المياه وأنظمة الصرف الصحي.

مقالات مشابهة