تعز – فهمي عبدالقابض :
وجهت أمريكا وبريطانيا فجر الجمعة الماضية ضربة جوية مباغتة استهدفت مقرات وقواعد ومناطق عسكرية تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) على خلفية تهديد الجماعة للملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ولاقت الضربة ردود أفعال مختلفة، حيث قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي موسى المقطري لـ”المشاهد” إن الضربات الأمريكية البريطانية على اليمن ليست حدثًا منفصلًا عن التطورات التي حدثت في اليمن منذ استيلاء جماعة الحوثي على السلطة في العام 2014م.
وأضاف أن هذه الضربات لن تجد القبول من اليمنيين لأسباب تخص السيادة وترتبط أيضًا بمدى جدية الأمريكان والبريطانيين في إسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية.
وأشار “إلا أن هذه الضربات في الميزان العسكري ليست ذات جدوى لافتقادها لعنصر المفاجأة، واستهدافها لمواقع تمتلك قوة رمزية فقط دون أن تكون ذات أثر حقيقي في التأثير بمجريات الأحداث في البحر”.
واعتبر المقطري أن هذا الصراع من شأنه أن يزيد الأوضاع سوءًا، وسيضيف المزيد من الأعباء على اليمنيين.
من جانبه قال مدير مركز العاصمة للدراسات والإعلام الصحفي عبدالسلام الغباري لـ”المشاهد” إن الغارات التي نفذها الطيران الأمريكي البريطاني على مواقع للحوثيين قد تضاعف من الزخم الشعبي للحوثيين في المحافظات التي تسيطر عليها الجماعة.
وأكد على أن التدخل الخارجي في الأراضي والأجواء اليمنية مرفوض من كل أبناء اليمن بكل فصائلهم.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي لم تتأثر بتلك الضربات الخاطفة كونها تمتلك خبرة سابقة للتعامل مع قصف الطيران حد تعبيره.
من جهته قال الناشط السياسي عبدالواسع الفاتكي إن الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن ستلقي بظلالها على الوضع في اليمن سياسيا واقتصاديا وعسكريا سيما مع استمرار تهديد الحوثيين للملاحة البحرية .
وأضاف أن تصعيد الحوثيين بتهديد الملاحة البحرية سيحرف مسار الأمم المتحدة في التوصل لخارطة طريق في اليمن والوصول لتسوية سياسية تنهي الحرب .
وعن تأثير هذه الضربات على المستوى الاقتصادي، قال الفاتكي إن تكلفة الشحن للموانئ اليمنية ارتفعت وهو ما فاقم من أسعار المواد التموينية الأمر الذي ضاعف من الوضع الإنساني الصعب لملايين اليمنيين.
وأكد أن هذه المعاناة ستشمل الدول المشاطئة للبحر الأحمر أيضًا.
وأوضح أن الغرب سيجدون في تهديد الحوثيين للملاحة البحرية ذريعة للتدخل العسكري الأمريكي والبريطاني في اليمن، وعسكرة المياه الإقليمة اليمنية وتحويل اليمن لساحة صراع دولية تُنتهك فيه سيادتها وأمنها وهو ما يرفضه كل اليمنيين.
وكانت جماعة الحوثيين، وعلى لسان المتحدث باسمها نصر الدين عامر لقناة “الجزيرة” أمس، قد توعدت برد قوي وفعال في أقرب وقت على الضربات الأمريكية الأخيرة.
