المشاهد نت

نوران.. رفض القيود المجتمعية 

شاركت نوران النقيب في مسلسلات يمنية وتطمح لتقديم المزيد محليا وعربيا

تعز- اياد الشرعبي 

ترفض غالبية الفتيات في اليمن العمل في التمثيل أو المشاركة في المسلسلات التلفزيونية نظراً للقيود التي يفرضها المجتمع بسبب العادات والتقاليد. وبرغم التحديات التي تواجهها النساء أثناء العمل كممثلات، إلا أن بعضهن استطعن التفوق في هذا المجال، وحققن نجاحات عديدة منذ الانطلاقة في عالم التمثيل. 

نوران النقيب، ٢٢ عاماً، إحدى الفتيات اليمنيات اللواتي استطعن إثبات وجودهن في العديد من الأعمال الدرامية اليمنية خلال السنوات الأربع الماضية، حيث ظهرت في أدوار مختلفة بطريقة نالت استحسان العديد من المتابعين. 

 نشأت نوران في مديرية “المظفر”، وسط مدينة تعز، ولأن شخصيتها لا تخشى الظهور والتعامل مع الجمهور، فقد اختارت تخصص الإعلام، الأمر الذي أسهم في صقل موهبة التمثيل لديها، والبدء بخطواتها الأولى في هذا المجال.

الخطوة الأولى 

في العام ٢٠١٩، بدأت نوران رحلتها في التمثيل، عندما كانت تدرس سنة أولى في الجامعة. انضمت إلى فرق شبابية لتقديم فقرات مسرحية في حفلات التخرج والمناسبات الصغيرة. في البداية، قدمت أدوارًا صغيرة وعملت بجد على تطوير مهاراتها التمثيلية. بعد ذلك، بدأت مشاركتها كممثلة في الأفلام القصيرة ذات الطابع التوعوي ومشاريع التخرج. 

ومع مرور الوقت، استطاعت نوران اكتساب المزيد من مهارات العمل في المجال الدرامي. في أكتوبر 2022، ظهرت نوران في مسلسل “العالية” الذي عُرض خلال أيام رمضان  على شاشة قناة يمن شباب. 

تقول نوران لـ “المشاهد”: “بعد وفاة والدي عندما كنت في العاشرة من العمر، بقت والدتي إلى جانبي، ورأت فيني موهبة التمثيل، وشجعتني على متابعة حلمي في هذا المجال”. 

إقرأ أيضاً  أزمة غاز منزلي جنوبي تعز

تضيف: “كانت هناك معارضة من بعض الأقارب، ولكن بفضل الدعم المستمر والتحفيز من والدتي، تمكنت من تجاوز التحديات والصعوبات التي واجهتني، وكانت والدتي الحصن المنيع الذي ساندتني وشجعتني في كل خطوة، وهذا ما دفعني نحو الاستمرار وتحقيق النجاح في عالم التمثيل منذ البداية”. 

تجاهل سخرية المجتمع

متابعو المسلسلات الرمضانية في اليمن ينتقدون كثيرا أداء الممثلين والممثلات، ويتحولون من مشاهدين إلى نقاد، وقد يصل الأمر أحيانا إلى الاستهزاء بالعاملين في مجال التمثيل، وتصبح مواقع التواصل الاجتماعي ساحة للتنمر.

تتحدث نوران لـ “المشاهد”، وتقول: “تعرضت للكثير من السخرية والتنمر من قِبَل صديقاتي، وذلك بحجة مخالفة للعادات والتقاليد، بالإضافة إلى الكثير من الانتقادات السلبية من بعض المتابعين في صفحتي الشخصية على “فيسبوك”، عندما أنشر مقاطع فيديو تمثيلية أو صور”. 

لكن نوران لم تتأثر أو تشعر بالإحباط ، كونها ترى أنها لم ترتكب أي شيء خاطئ في عملها، وتؤكد أنها تؤدي أدوارًا تهدف إلى المساهمة في عرض مشكلات المجتمع، وتقديم حلول لقضايا مختلفة من منظور درامي هادف. 

تدرس نوران حاليًا في المستوى الرابع، وتقترب من تحقيق حلمها بتخرجها في قسم الإعلام بتعز، وتقول إنها ستعمل بعد تخرجها على الاستمرار في مجال التمثيل، وتطوير مهاراتها وموهبتها في العمل الدرامي. 

تختم حديثها، وتقول: “لن أتراجع أمام أي صعوبة أو تحد يعترض طريقي المهني، وسأواصل مسيرتي الفنية بكل قوة وعزيمة لكي أكون ممثلة على مستوى الوطن والعالم العربي”. 

مقالات مشابهة