المشاهد نت

كرة القدم و التحصيل العلمي للطلاب

منتخب الناشئين-اليمن-أرشيفية

صنعاء- علاء الدين الشلالي

كرة القدم لعبة يهواها الكثير من الأطفال والشباب في اليمن، وتنتشر المباريات في العديد من المدن والأرياف، ويقضي الكثير من اليمنيين ساعات طويلة في مشاهدة وممارسة هذه اللعبة كل يوم

يعد اهتمام المجتمع بالرياضة أمرا إيجابيا، لكن تربويون يحذرون من إدمان طلاب المدارس كرة القدم، ويعتبرون ذلك سببا لعزوف الطلاب عن المدرسة وإهمالهم لواجباتهم المدرسية.

عباس الماخذي، معلم في إحدى المدارس الحكومية بصنعاء، يقول لـ “المشاهد” إن الكثير من الطلاب يتغيبون عن دروسهم من أجل مشاهدة مباريات كرة القدم تبث في أوقات متأخرة من الليل أو في الفترة الصباحية.

يؤكد الماخذي أن الكثير من العائلات في صنعاء تشكو من إدمان أبنائها لمشاهدة مباريات كرة القدم الدولية، حيث يتم عرض تلك البطولات الكروية في بعض الاستراحات عبر شاشات عملاقة، وأصبح من الصعب منع الأبناء من متابعة تلك الأحداث الرياضية.

منذر الخطابي، مواطن في صنعاء، يقول لـ “المشاهد” إن نجله محمد، البالغ من العمر أربعة عشر عاما، أصبح مدمنا على متابعة المباريات الأوروبية والسعودية، ويعترف أن هذا الأمر أصابه بالقلق، لأن التحصيل العلمي لنجله تراجع، ولم يتمكن من النجاح في سنته الدراسية العام الفائت، ويخشى أن يتكرر هذا الإخفاق هذا العام.

إهمال وإدمان

يرى خالد محمد، طالب في المرحلة الثانوية بصنعاء، أن متابعة بطولات كرة القدم أولوية في حياته، ويقول ل “المشاهد”: “كنت أذهب مع أصدقائي للمتنزه من أجل مشاهدة المباريات سواء في بداية السنة الدراسية أو في فترة الاختبارات الشهرية،  النصفية أو النهائية”.

يضيف: “كنت أخبر والدي بأني أقضي الوقت مع زملائي في مراجعة الدروس، وكتابة الواجبات، ولكني كنت أذهب لمشاهدة المباريات التي لا أستطيع تجاهلها، مثل مباريات الدوري الإسباني والإنجليزي والفرنسي، إضافة لبطولتي كأس العالم، ودوري أبطال أوروبا”.

محمد قاسم، 22 عاما، طالب جامعي في كلية التجارة بصنعاء، يعترف أنه أصبح مدمنا على متابعة لعبة كرة القدم، ويرى نفسه خبيرا في فهم قدرات الفرق الرياضية المختلفة، ويستطيع التنبؤ بفوز بعض الفرق في البطولات المهمة.

إقرأ أيضاً  مشروع جديد للمياه في المحويت

يقول قاسم ل “المشاهد”: “أصبحت مدمنا على متابعة التطبيقات الخاصة بتوقعات نتائج المباريات، وقد حصلت على جوائز مالية عدة مرات مقابل التوقعات الدقيقة التي قمت بها”.

تقليد المشاهير

نبيل قائد، تربوي بصنعاء، يشير إلى قيام بعض الطلاب في المدرسة التي يعمل بها، يقومون بتقليد مشاهير لاعبي كرة القدم، مثل قصات الشعر، أو ارتداء ملابس تحمل اسم اللاعب المفضل لهم.

أستاذ علم الاجتماع عبد الجبار ناجي يقول لـ “المشاهد” إن الطلاب والمشجعين يعانون من متلازمة الهوس، مشيرا إلى أن طلاب المدارس والجامعات هم جزء من مجتمع مشجعي الفرق والأندية، والمنتخبات الرياضية، و جميعهم يتشابهون في سلوكياتهم المتعصبة والمتطرفة مع فريق ضد آخر أو لاعب ضد آخر.

يضيف: “يصبح المشجع أسيرا لفكرة مناصرة فريقه المفضل، ويصير منشغلا بكيفية إرضاء شغفه بالتشجيع، فينسى المتطلبات والواجبات التي من المفترض أن يقوم بها كل يوم، وبالتالي فإن هذه السلوكيات تسهم في تراجع التحصيل العلمي الذي يعد كجزء من المهام الاعتيادية للطالب”.

الحلم بالثراء 

محمد سعيد، معلق رياضي ولاعب كرة قدم سابق، يرى أن إقبال المراهقين والشباب على الاهتمام بكرة القدم ليس نوعا من الإدمان، بل حالة من الشغف.

يوضح سعيد قائلا: “غالبية المراهقين والشباب في اليمن الذين عانوا من ويلات الحرب يرون بأن النجاح في كرة القدم حلم يمكن تحقيقه، بخاصة وأنهم قد قرءوا وتابعوا تجارب مشاهير هذه اللعبة الذين كانوا من أسر فقيرة، وأصبحوا يتمتعون بشهرة عالمية وثروة كبيرة”.

يختم سعيد حديثه لـ “المشاهد”، ويقول: “يحلم بعض محبي كرة القدم في اليمن أن يحققوا شهرة على مستوى البلاد أو الوطن العربي، ويستمتعون بالمميزات المادية والمعنوية التي تحققها كرة القدم للكثير من اللاعبين في العديد من الدول”.

مقالات مشابهة