المشاهد نت

استعادة ثقة المستهلك الخارجي في البن اليمني

رواج للبن اليمني خارج اليمن - المشاهد

صنعاء- فردوس الكاملي :


تأثر قطاع الزراعة في اليمن بعد اندلاع الحرب عام 2015، وتراجع إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية، وانحسر اهتمام الجهات المعنية بالجانب الزراعي البن أحد المحاصيل التي تأثرت بالحرب، إذ تكبد المزارعون خسائر كبيرة بسبب صعوبة التصدير وانتشار المنتجات الخارجية في الأسواق الخارجية.
في الأعوام القليلة الماضية، بدأت بعض المبادرات بهدف تسويق البن اليمني خارج اليمن وتشجيع المزارعين في مواصلة جهودهم وإنتاج المزيد بطرق احترافية واقتصادية. شكلت تلك المبادرات نقطة تحول للعديد من المزارعين، وساهمت في استعادة ثقة المستهلك الأجنبي في البن اليمني.
محمد حارث، مدير عام دائرة البن بوزارة الزراعة والري في صنعاء، قال في تصريح سابق إن ملايين الشتلات غرست؛ لزيادة المساحة المزروعة بالبن من 34 ألف هكتار حاليا إلى 43 ألف هكتار.
صلاح الأغبري، متذوق وخبير في تسويق البن، يقول لـ “المشاهد”: “توجد حاليا حركة كبيرة في التسويق لمنتج البن، وتقويم جودته محليا وخارجيا، وكانت ثقة المستهلك الأجنبي في البن اليمني مهزوزة قبل 2020 بسبب بعض التجار الذين كانوا يأتون بعينة للتاجر الأجنبي ذات جودة معينة، وعند التصدير يقومون بخلطها بأنواع مختلفة. ذلك الأمرزعزع الثقة في جودة البن اليمني”.
يضيف: “حرصنا كمتذوقين منذ 2020 على جعل البن المصدر إلى الخارج ذو جودة واحدة، وبناء الثقة بين العميل الأجنبي والمصدر اليمني، ولاحظنا أن ثقة المستهلك الأجنبي في البن اليمني أصبحت أفضل مما كانت”.
يؤكد الأغبري أن مزارعي البن صاروا أكثر خبرة في إنتاج هذا المحصول، حيث أصبح المزارع يقطع ويقلم ويجفف المحصول بطريقة صحيحة وغير عشوائية بسبب نقل الخبرات من الخارج إلى الداخل.

منطقة حراز في محافظة صنعاء كانت تجربة ناجحة في زراعة البن، واستفاد من تلك التجربة العديد من المزارعين في بقية المناطق اليمنية، حيث استبدلوا حقول القات بالبن


منطقة حراز في محافظة صنعاء كانت تجربة ناجحة في زراعة البن، واستفاد من تلك التجربة العديد من المزارعين في بقية المناطق اليمنية، حيث استبدلوا حقول القات بالبن، بحسب الأغبري.
كان لوزارة الزراعة في صنعاء، ممثلة بالهيئة العامة لتنمية البن دورا إيجابيا في تحسين جودة البن وزيادة المحصول. المهندس سمير العتمي، نائب المدير العام للهيئة العامة لتنمية البن، يقول لـ “المشاهد” إن وزارة الزراعة اتخذت العديد من الإجراءات بهدف تنظيم قطاع البن، وتنظيم الصادرات، وحظر دخول البن الأجنبي للمحافظة على سعر البن، وإنشاء الهيئة العامة لتنمية البن بقرار من مجلس النواب.
تحديات
معوقات عدة يواجهها المزارع اليمني، وتؤثر تلك المعوقات على إنتاجية المساحات المزروعة في اليمن. لم تكن الحرب وصعوبة التصدير التحديات الوحيدة التي يواجهها المواطن اليمني، بل هناك تحديات أخرى، بحسب المزارع مجاهد علي الذي ينتمي إلى محافظة صنعاء.
يقول علي لـ “المشاهد”: “إن الجفاف والآفات المنتشرة تتسبب في الكثير من الفاقد للمحصول، وكذلك محدودية الأراضي وانحسارها، وارتفاع سعر مادة الديزل وانعدامها أحيانا، كلها معوقات تؤثر بشكل كبير على كمية المحصول سنويا”.
ويؤكد العتمي أن الحرب أثرت بشكل مباشر على المحصول الزراعي، بخاصة البن، بسبب الأزمة الاقتصادية الحاصلة في البلاد، وتسبب إغلاق المواني بانحسار الصادرات، بالإضافة إلى تفشي زراعة القات في مناطق زراعة البن.
دراسة العرض والطلب
الباحث الاقتصادي نبيل الشرعبي يرى أن من الأهمية بمكان أن يكون هناك توجه صناعي مقابل أي توسع زراعي في شجرة البن، ويؤكد أهمية ربط إنتاج البن بالصناعات التي تحتاجه كمادة خام فيها، وهذا سيزيد من قيمته وعائداته.
يقول الشرعبي لـ “المشاهد”: “يتوجب القيام بدراسة مسحية دقيقة وواقعية لحالة العرض والطلب على البن المحلي في السوق المحلية، والسوق الخارجية، إن كان لك متاح. وعلى ضوء النتائج، يكون تقديم الدعم والتشجيع للمزارع، وتنبيهه إلى ضرورة التقيد بحجم وكمية الإنتاج المطلوبة منه، لضمان الحصول على عوائد تغطي النفقات وأرباحا تمكنه من الاستمرار”.
يؤكد الشرعبي على ضرورة قيام وزارة الصناعة والتجارة والهيئات المعنية بتنفيذ دراسة ومسح صناعي واقعي ودقيق حول كيفية الاستفادة من البن المحلي في صناعة منتجات محلية تتفاوت نسبة مكونات استخدامها للبن، مثل الحلويات والمشروبات، وذلك بالتنسيق مع القطاع الصناعي اليمني الخاص.
يقترح الباحث الاقتصادي أن تعمل وزارة الصناعة والتجارة على تشجيع ابتكار منتجات ومشروبات يمنية جديدة يدخل في مكوناتها البن اليمني، ويتم إنتاجها بجودة عالية، ومناسبة للأذواق، وتكون بأسعار مناسبة، ودعم المبتكرين بالمتطلبات اللأزمة لإنشاء معامل تصنيع وتغليف نموذجية، وبهذه الخطوات سيضمن اليمن إنتاج كمية كبيرة تلبي متطلبات السوق، وتحقق الربح لمزارعي البن في اليمن.

مقالات مشابهة