المشاهد نت

رمضان ومعاناة النازحين في مأرب

وضع النازحين في رمضان - المشاهد

مأرب- عدي الدخيني :

يستقبل النازحون في اليمن شهر رمضان بقلوب حزينة وآلام كبيرة، ويأتي هذا الشهر ليذكرهم بحالهم الذي كانوا عليه قبل اندلاع الحرب في اليمن عام 2015 يحل رمضان، وملايين النازحين في مخيماتهم، ولا يشعرون بالبهجة التي كانت تغمرهم قبل الرحيل من ديارهم.

الأوضاع المعيشية التي يمر بها النازحون في مأرب وغيرها من المحافظات اليمنية، بالإضافة إلى غلاء الأسعار، وتراجع المساعدات الإنسانية، كلها أسباب سلبت منهم الشعور بالفرح بمناسبة قدوم شهر رمضان.

محمد الجمعي، نازح من صنعاء، يقول ل “المشاهد”: “نزحت منذ ست سنوات، ولم أشعر بالبهجة منذ ذلك الحين، وعندما يبدأ رمضان، أتذكر حياتنا قبل الحرب، وهذا يسلبني الشعور بالفرح. لقد أخذت الحرب منا كل شيء جميل”.

يضيف: “قبل نزوحي إلى مدينة مأرب، كنا نستقبل شهر رمضان بكل بهجة وسرور، وقبل بداية الشهر، كنا نقوم بشراء كافة المتطلبات الأساسية، ويحل رمضان وكل احتياجاتنا متوفرة. لكن الآن مع الوضع الذي نعيشه طيلة ست سنوات من النزوح، أصبحنا نستقبل رمضان بصعوبة، وفي أغلب الأحيان لا نجد وجبة الفطور، وكل سنة يصبح حالنا أسوأ”.

أحمد يحيى، نازح في مأرب، يقول ل “المشاهد” إن معظم الأسر النازحة تستقبل شهر رمضان الكريم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وعدم قدرتهم على شراء المتطلبات الضرورية، والبعض يعيشون في مخيمات مهترئة لا تقيهم حرارة الشمس وشدة البرد.

في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، يعيش أكثر من نصف سكان اليمن في معاناة إنسانية كبيرة، إذ تقول الأمم المتحدة في تقرير لها في الشهر الماضي إن أكثر من نصف سكان اليمن بحاجة إلى الخدمات الإنسانية وخدمات الحماية لعام 2024.

إقرأ أيضاً  استهداف طقم عسكري في تعز

بحسب الأمم المتحدة، يوجد أكثر من 18 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، ونحو 12.4 مليون يمني يفتقدون القدرة على الوصول إلى مياه الشرب الآمنة، و 17.6 مليون يمني يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، بالإضافة إلى 4.5 ملايين نازح.

يواجه النازحون العديد من التحديات، منها تراجع الدعم والتمويل من المنظمات الإنسانية، وضعف إشراك بعض المكاتب الرسمية المختصة في التخطيط والرقابة على المشاريع الإنسانية والتنموية.

إحصائيات عن النزوح

كشف تقرير سنوي صادر عن الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، عن تفاصيل وإحصائيات عدد النازحين، والمعاناة الإنسانية المتفاقمة التي تواجهها الأسر النازحة في مأرب.

يشير التقرير إلى أن إجمالي عدد سكان المحافظة (3,059,752) نسمة، منهم (2,059,752) نازحا، و (37,541) مهاجرا غير شرعي.

في العام الماضي، نزحت (3,342) أسرة، فيها (18,796) فردا، ووصل عدد النازحين الذين خرجوا من منازلهم التي استأجروها إلى المخيمات بسبب تدهور الحالة الاقتصادية (6,422) أسرة، تمثل (44,230) فردا.

توضح الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب أن عدد مخيمات النازحين (204) مخيم ، (34) منها مهدد بالإخلاء، و (56) مخيما مهددة بالحرائق بسبب حالة المأوى الطارئ المؤقت والتوصيل العشوائي للكهرباء والطبخ داخل الخيام وغيرها من الأسباب، و (30) مخيما واقعة بالقرب من ممرات السيول، و (60) مخيما مهددة بتلوث المياة وانتشار الأمراض والأوبئة، بسبب قلة توفر خدمات الصرف الصحي، وتكدس النفايات.

يعيش أكثر من مليوني نازح في مأرب منذ سنوات، ويستقبلون شهر رمضان كل عام، وهم وضع إنساني بائس، ولا زال حلمهم الأول هو توقف الحرب في اليمن، والعودة إلى منازلهم بسلام.

مقالات مشابهة