المشاهد نت

المرأة الريفية.. حضور متزايد في الزراعة 

الفاو: 61.5% من السكان في اليمن يعيشون في الريف ويعتدون غالبا على النشاط الزراعي

صنعاء- خديجة خالد

تعمل نساء الريف في اليمن لساعات طويلة، ويقمن بمهام متعددة وشاقة، مثل جلب الماء من مناطق بعيدة، والزراعة، وتربية المواشي، والمساهمة في كسب لقمة العيش لأفراد الأسرة.

أمل، 24 عاما، أم لأربعة أطفال من منطقة الكدحة في ريف تعز، تحكي عن الروتين اليومي التي تعيشه منذ سنوات، وتقول: “أستيقظ كل يوم السادسة فجرا، وأبدأ بتجهيز وجبة الصبوح، وبعد ذلك، أقوم بحلب البقرة، وأنظف البيت، وأخرج إلى الوادي بعد إطعام أطفالي”.

في الوادي، تهتم أمل برعي الأغنام، وجمع العلف، وري القات ورشه بالمبيدات، وتنتهي هذه المهام في وقت الظهر، ثم تعود لتجهيز الغداء. تضيف: “أرتاح قليلا قبل العصر، وأعود إلى الوادي للاهتمام بحقول القات وجمع العلف للبقر والأغنام، وهكذا يمضي العمر في كفاح متواصل وتعب لا يتوقف”.

تؤدي المرأة اليمنية دورا كبيرا في تنمية القطاع الزراعي، بعد أن دفعت الحرب الرجال في اليمن إلى الاغتراب في المدن، أو الهجرة إلى دول أخرى، الأمر الذي جعل المرأة مسؤولة عن زراعة الأرض، والاهتمام بشؤون المنزل.

تشير تقارير إلى أن المرأة في ريف اليمن تعد عنصرا فاعلا في القطاع الزراعي حيث تبلغ نسبة النساء العاملات في الزراعة أكثر من 75 %، وفي الثروة الحيوانية أكثر من 90 %، لكنها لا تحصل على الاهتمام اللازم لتحسين وضعها، وزيادة إنتاجيتها من خلال التدريب والإرشاد، والمعدات التي تخفف من أعباء العمل.

أم نجاة، ربة بيت من مديرية قعطبة في الضالع، تقول ل “المشاهد”: “نحن النساء نسقي القات ونقطفه القات، ونحرث، ونوزع الأسمدة على الأرض، كما نعمل على جلب الماء والحطب، ورعي المواشي. وقد نتعب ونعاني من بعض الأمراض، ولا نحصل حتى على الدواء، بخاصة في سنوات الحرب”.

تقوم النساء بتوزيع الأدوار لتنفيذ المهام اليومية، فمنهن من تعمل في مزارع القات ولها خبرة بذلك، ومنهن من تعمل في زراعة الحبوب، أو الطباخة، واعداد وجبات الصبوح أو الغداء، وإحضارها إلى الوادي.

إقرأ أيضاً  وزير الخارجية اليمني الأسبق يوضح سبب توقف عمليه السلام

توضح أم نجاة: “أعمل على جمع العلف للمواشي، وتعمل ابنتي البالغة من العمر 18 عاما على تنقية المزرعة من الأعشاب الضارة، أو قطع شجرة القات التي لم تعد صالحة للإنتاج، وكل شابة أو امرأة تقوم بواجبها في البيت والمزرعة”.

تداعيات صحية ونفسية

حمدي التركي، إخصائي الصدر والجهاز التنفسي في صنعاء، يقول ل “المشاهد” إن انتشار مرض الربو أصبح كارثة تهدد الكثيرين، وإن الإصابة بين أوساط النساء أكثر ثلاثة أضعاف بين الرجال، مشيرا إلى أن الناس يتجاهلون التحسس الصدري ولا يعلمون أنه المرحلة الأولى لمرض الربو.

يضيف: “هناك نوعان للربو: ربو يصيب المريض بسبب عوامل الوراثة، وربو ناجم عن العوامل الخارجية مثل المبيدات الحشرية التي تؤدي إلى التهابات رئوية قاتلة، وأيضا الأتربة الدقيقة التي تلتصق بشجرة القات، ومواد كيمائية تكون داخل الأسمدة”.

يقول الإخصائي الاجتماعي د. صلاح الحقب ل “المشاهد” إن عمل المرأة إلى جانب الرجل في الحقل والوادي قد يسهم في زيادة الدخل، وهذا سلوك اجتماعي قديم، لكن مع وجود شجرة القات وقيام المرأة بأعمال مثل رش المبيدات الحشرية، فإن هذا الأمر قد يؤثر سلبا على تكوينها البيولوجي، ويؤثر على طبيعة الحمل والإنجاب وإمكانية إصابتها بالأمراض “.

وعن الأضرار النفسية التي تلحق على النساء اللاتي يعملن في الزراعة، بخاصة في مزارع القات، يقول الأخصائي النفسي د. حافظ الحشيشي ل” المشاهد “:” تتعرض المرأة التي تقوم بمهنة الزراعة بشكل يومي، ولساعات طويلة بخاصة في زراعة القات إلى العديد من الآثار النفسية مثل مشاعر القلق، ومشاعر التوتر، والشعور بالإجهاد والإعياء النفسي، و السرحان والشرود الذهني، ومشاعر الإحباط، وتدني مستوى الصحة النفسية”.

مقالات مشابهة