المشاهد نت

رمضان… موسم المديح والإنشاد الديني

الانشاد الديني في اليمن - الصورة نقلا عن موقع المهرية نت

صنعاء – علي ناصر:

تنتشر الفرق الشعبية في صنعاء، وتردد الأناشيد الدينية والموشحات في الساحات العامة والمساجد، ابتهاجا بشهر رمضان. المنشد أو المداح المشارك في تلك الفرق يصدح بالأناشيد التي تحكي فضائل شهر رمضان، ويستخدمون الطبول ومكبرات الصوت، لكي تصل أصواتهم إلى العديد من السامعين.

يتجمع المارة حول تلك الفرق الإنشادية التي تتغنى ببعض القصائد الدينية، وينصتون إليها، والبعض يرددون بعض الأبيات الشعرية لتلك القصائد. منذ سنوات، لم تتلاش هذه الطقوس في صنعاء، ويجد المنشد أو المداح رمضان فرصة لاستخدام مواهبهم الإنشادية، والحصول على المكافآت المالية من المارة، حتي وإن كانت ضئيلة. 

يأتي محمد علي، 60 عاما، من منطقة حراز إلى العاصمة صنعاء في بداية شهر رمضان من كل عام، ويمارس هوايته في المديح والإنشاد، برفقة ابن شقيقه الذي يعزف الطار .

بعد ظهر كل يوم، في باب اليمن بصنعاء القديمة، يبدأ محمد بإنشاد القصائد التي تبشر الصائمين بالجنة، وقصائد أخرى عن صيام النبي محمد، وعلاقة النبي بأصحابه.

يقول محمد لـ “المشاهد”: “لقد اعتدنا على فعل هذا الأمر منذ عشرين عاما، نبتغي الأجر من الله، ونحصل على ما كتبه الله لنا من رزق، ونشعر بالمتعة حينما يستمتع الناس بما نقدمه من أناشيد”.

يزيد تجمع من الناس حول تلك الفرق الشعبية الإنشادية من بعد صلاة العصر حتى قبل غروب الشمس، وقد يطلب بعض الحاضرين سماع أنشودة معينة، ويقوم المنشد أو المداح بتلبية طلبات المستمعين.

يقول محمد: “لكننا نرفض إن طلبات المستمعين الذين يطلبون منا إنشاد القصائد التي تحرض على المذهبية والكراهية. نحفظ العديد من القصائد الشعرية سواء التي هي بالفصحى، أو الشعر الحميني ، ونشدو بها من خلال ألحان تراثية”.

إقرأ أيضاً  بصمة إلكترونية لحضور الطلاب بتعز

الأربعيني عبد الله الزبيري يقول إنه يحرص على اصطحاب أبنائه معه إلى ساحة باب اليمن بصنعاء من أجل الاستماع إلى الفرق الشعبية التي تلقى قصائد بلحن رائع، ويذكرون الناس بالفضائل، وقصص الأنبياء والصالحين، وهي عادة يومية لا يتخلى عنها خلال نهار شهر رمضان.

حضور الإنشاد الديني في اليمن 

يعرف فن المديح بأنه شعر وجداني ذائع الشهرة، يتم فيه مدح الرسول محمد والأنبياء، ويظهر المداح في هذا النوع من الشعر تقصيره في أداء واجباته الدينية والدنيوية، ويذكر عيوبه وذنوبه في الدنيا، ويدعو الله بصدق وخوف، ويطلب منه التوبة والمغفرة.

لا يوجد تاريخا محددا لبداية الإنشاد في اليمن، ولكن العديد من المصادر تقول إنه وجد منذ أكثر من 700 عام. وفي العصر الحديث اشتهر عدد من الشعراء والمنشدين بأنهم من رواد فن المديح والإنشاد، أبرزهم آل الكوكباني وآل زبيده وآل البرعي، وآل محرم وآل الأمير.

رفيق العكوري ، مدير المنظمة اليمنية للحفاظ على التراث الثقافي، يقول إن ذروة المديح في اليمن كان خلال فترة الثمانينيات، حيث كانوا يجولون بكثافة في القرى والمدن اليمنية، ثم تراجع نشاطهم، ولكنه عاد بقوة خلال فترة الحرب الجارية.

المنشد سامي الأهدل يشير إلى أن الكثير عادة ما يتداولون على ألسنتهم أناشيد وتواشيح من قصائد الشاعر عبد الرحيم البرعي، وقصائد الشيخ أحمد بن علوان، وهما شاعران متصوفان شهيران.

بحسب الأهدل، هناك إقبال على سماع الشعر الصوفي في مناطق صنعاء وتعز والحديدة والبيضاء وحضرموت، وقد أمتد حضور هذا النوع من الشعر بلدان عربية، كمصر والسودان والصومال والشام.

مقالات مشابهة