المشاهد نت

وسيلة النساء لتحسين ميزانية الأسرة في رمضان 

رغم انخفاض القدرة الشرائية وارتفاع مدخلات الصناعة الغذائية، تعمل المرأة من أجل تحسين ميزانية الأسرة من خلال مشاريع منزلية صغيرة

تعز-محمد الأصبحي & إيمان عبدالقوي

  في قريتها الواقعة بجبل صبر بمحافظة تعز، تعمل أم خالد خلال شهر رمضان في صناعة بعض أنواع الحلويات في المنزل، وتبيعها لأهالي القرية. في تلك المنطقة، يعد تناول الحلويات بعد الإفطار أو العشاء عادة يومية. 

تقول أم خالد ل “المشاهد” إنها تبدأ في التجهيز لموسم رمضان قبل حلول الشهر، حيث تشتري المواد التي تستخدمها لصناعة الحلويات في المنزل.

يتوافد الزبائن إليها في اليوم الأول من رمضان، ويشترون كميات كبيرة من تلك الحلويات المنزلية. لكن في السنوات القليلة الماضية ارتفعت أسعار بعض المواد، وتدهور الوضع المالي للعديد من الأسر، الأمر الذي أثر على كمية الإنتاج والبيع. 

توضح أم خالد: ” مع ارتفاع أسعار السكر في الأعوام الماضية، انخفض حجم كمية الإنتاج، و انخفض أعداد الزبائن”.

تعتبر أم خالد عملها في صناعة الحلويات الوسيلة الوحيدة للحصول على دخل جيد لأسرتها المكونة من 6 أفراد، ويساعدها ذلك في شراء متطلبات شهر الصيام، وعيد الفطر. 

تعديل الخطة 

نهى نجيب، 35 عاما، تدير مشروعا منزليا لإعداد الوجبات والحلويات طوال العام، وتعتمد على هذا العمل لتغطية متطلبات المعيشة. 

تقول نهى ل “المشاهد”: “حياتي بكاملها قائمة على مشروعي، حيث أعمل طوال العام في صناعة الأطعمة والحلويات، أما في رمضان، فأتجه إلى إعداد وجبات الإفطار والعشاء والحلويات بحسب رغبة الزبائن”. 

إقرأ أيضاً  إحصائية: جماعة الحوثي الأولى في تفجير المنازل

تشير نهى إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية أجبرها على تقليل العرض نظرا لانخفاض الطلب. 

عملاء محددون

في صنعاء، يلجأ الكثير من الشباب العاملين أو طلاب الجامعة القادمين من المحافظات الأخرى إلى شراء وجبة الإفطار والعشاء  من بعض الأشخاص الذين يعدون الوجبات الرمضانية في المنازل، ويقومون ببيعها كل يوم طوال شهر رمضان. 

تتحدث آلاء شوقي عن مشروعها، وتقول: ” منذ بداية رمضان أتلقى الكثير من الطلبات، ومعظمها من الشباب الذين يبحثون عن طعام منزلي نظيف، أو حلويات رمضانية بسعرٍ معقول أيضًا”. 

تبيع آلاء الحلويات والمعجنات، والوجبات الغذائية، وترى أنها تقدم خدمة للشباب البعيدين من أسرهم، لا سيما في رمضان، وتحقق أيضا دخلا ماديا يساعدها على توفير بعض المتطلبات التي تحتاجها. 

المشاريع النسوية المنزلية

وسيلة النساء لتحسين ميزانية الأسرة في رمضان 
يعتبر رمضان موسما للمشاريع الغذائية المنزلية الصغيرة تساهم المرأة من خلاله في تحسين دخل الأسرة

سميرة الفهيدي، صحفية وعضوة تكتل وهج النسوي، ترى أن المشروعات المنزلية تصقل شخصية المرأة، وتصنع منها قائدة في المجتمع، وتمكنها من صنع القرار المالي الخاص بها، وتساعدها على الاستقلال المادي. 

تضيف “تظهر المشروعات المنزلية المرأة ككيان له استقلاليته وكشريكة للرجل في دفع عجلة الاقتصاد على مستوى الأسرة والسوق المحلي على الأقل”. 

تؤكد الفهيدي على أهمية تبني المؤسسات العامة والخاصة لمثل هذه المبادرات من أجل ضمان استمراريتها، واستمرار دعم أفراد الأسرة للمرأة للتغلب على المعوقات العملية التي تواجهها. 

مقالات مشابهة