المشاهد نت

حضرموت … مخاوف من توسع الانتقالي فى الجنوب

حضرموت – عبدالمجيد باخريصة:

تمر محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، بمأزق كبير إزاء مستقبلها السياسي، عقب سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، في محافظات جنوبية، على مؤسسات الدولة.
وسيطر المجلس الانتقالي على مدينة عدن، مطلع أغسطس الجاري، بعد معارك خاضتها قواته مع الألوية الرئاسية، تغلب فيها عليها، وثبت واقعاً جديداً على الأرض، ناهيك عن سيطرته على معسكرين تابعين للرئاسة اليمنية في محافظة أبين (جنوب البلاد)، الثلاثاء الماضي.
وأمام هذه المتغيرات السياسية على أرض الواقع، والتي بدأت بسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على العاصمة المؤقتة عدن، ارتفعت أصوات في محافظة حضرموت، مطالبة بتدارس مستقبل المحافظة التي تعتبر ذات أهمية كبرى لأطراف صراع عدة.
ويرى الناشط علي العمودي أن “مطالبة بعض الأصوات بحكم ذاتي لحضرموت، بعيد المنال، لأن الأهداف الكبيرة غير القابلة للتطبيق تفقدك مصداقيتك”، مشيراً إلى أن الحل في حضرموت يكمن في إطار دولة فيدرالية، مع بقاء المجال مفتوحاً لكل الخيارات.
وقال لـ”المشاهد” إن الحضارم تولوا مراكز سياسية متقدمة، مثل علي سالم البيض وحيدر أبو بكر العطاس، قبل الوحدة، نتيجة أن الجيش كان غالبية أفراده وقيادته لا ينتمون لحضرموت، بل من الضالع وغيرها من محافظات الجنوب الأخرى، مضيفاً: “على الحضارم أن يجتمعوا في قضية حقوقية للمطالبة بحقوقهم كحق اتخاذ القرار والحكم وتوزيع الثروة المحلية، وحق السيطرة على المنافذ والموانئ، والأولوية في المناصب الحكومية العسكرية تحديداً”.
ويرى صالح الصيعري، أحد سكان حضرموت، أن مستقبل حضرموت الآمن يكون بتكاتف الحضارم في إقليم ضمن يمن موحد، مشيراً إلى أن حضرموت إذا كانت إقليماً في الجنوب، فإن حقها سيهضم، وستكون لقمة سائغة لمراكز القوى الجنوبية السابقة التي تُعرف بالزمرة والطغمة.
وأضاف الصيعري لـ”المشاهد” أن على الحضارم أن يرفعوا أصواتهم للمطالبة بحقوقهم كإقليم ضمن يمن موحد، بعيداً عن مراكز النفوذ التي ترى حضرموت تابعاً لا شريكاً.
المتابع السياسي صدام علي، يرى أن المستقبل السياسي لحضرموت يحدده الواقع المؤسف اليوم، بعد موقف الحكومة الضعيف إزاء سيطرة “الانتقالي الجنوبي” على المحافظات الجنوبية تباعاً.
ويضع صدام خيارين لقيادة حضرموت، للتعامل مع هذه المتغيرات، إذ يرى أن حضرموت ستكون المبادرة الأولى للعمل على بناء الأقاليم المتفق عليه عندما يكون موقف الحكومة حازماً في تطبيقها من خلال توقيف ما يسمى المجلس الانتقالي، وعودة كل مؤسسات الدولة على أرض الواقع.
وفي حال استمر ما يسمى المجلس الانتقالي بالتمدد في الجنوب، مع مباركة شعبية، وعجز الحكومة، يعتقد صدام أن على العقلاء في حضرموت تسليم كل المناطق لما يسمى المجلس الانتقالي، حفاظاً على الأرواح والممتلكات.
وتعد حضرموت المخزون الاقتصاد، بما تمتلكه من ثروات نفطية تعتمد عليها اليمن في نفقاتها العامة.
وتشكل حضرموت العمق الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية، كونها تمتلك حدوداً برية شاسعة معها، إضافة للتواجد الكبير من التجار الحضارم على أراضيها.
وزار وفد من وزارة الخارجية الأمريكية، برئاسة مساعدة وزير الخارجية دينيس ناتالي، مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، نهاية الشهر الماضي، والتقى محافظ حضرموت وقيادات السلطة هناك.
ويعتبر الوفد الأمريكي الأعلى مستوى الذي يزور اليمن منذ علّقت السفارة الأمريكية أعمالها في اليمن، ما يشير لاهتمام أمريكي كبير بحضرموت التي تملك سواحل طويلة على البحر العربي.
وفي نهاية العام الماضي وصل السفيران الأمريكي والسعودي، مدينة المكلا، في زيارة استمرت لمدة يومين، قاما خلالها بتسليم خفر السواحل بحضرموت مهام حماية سواحل المحافظة بالبحر العربي، من قوات التحالف العربي.

مقالات مشابهة