المشاهد نت

مرضى يغادرون صنعاء للعلاج في الأردن

مطار صنعاء -صورة ارشيفية

صنعاء – عبد الله غيلان

يجلس الطفلان خليل وعبدالله، اللذان يعانيان من فشل كلوي، إلى جوار والديهما، في صالة مطار صنعاء الدولي، حاملين جوازات سفرهم، في انتظار إطلاق أولى رحلات الجسر الطبي من المطار المغلق أمام هذا النوع من الرحلات، منذ نحو 3 سنوات.
ونقلت طائرة الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، 15 مريضاً ومرافقاً، وهي الرحلة الأولى من 4 رحلات تستمر 5 أيام، وستنقل أكثر من 30 مريضاً مع مرافقيهم، كمرحلة أولى، للعاصمة الأردنية عمان.
ويقول والد الطفل خليل، إنه ينتظر بفارغ الصبر نقل نجله للخارج لزراعة كلية يعاني من فشلها منذ 8 سنوات، بعد أن باع كافة ما لديه من ممتلكات، ووصل الحال إلى أن يقترض أموالاً، وهو في انتظار فتح مطار صنعاء.
ويشعر عابد مرشد، وهو مرافق لابنه الذي يعاني من فشل كلوي أيضاً، منذ 5 أعوام، بالسعادة لانطلاق الجسر الجوي وإنقاذ ابنه من ضمن الآلاف من المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية لا يوجد لها علاج في اليمن.
وقال لـ”المشاهد”: “زوجتي ستتبرع لابني بإحدى كليتيها، حيث إنه يحتاج أسبوعياً إلى غسيل، والآن سنتوجه إلى عمان”.
وفي السياق ذاته، قالت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، ليز غراندي، إنه بعد عامين من المحاولة، هذه أول رحلة تمت الموافقة عليها، ونأمل أن يكون هناك طائرات أكبر تنقل عدد أكثر من المرضى اليمنيين، ضمن الجسر الطبي الجوي.
وأوضحت غراندي، في تصريح لـ”المشاهد”، أن الأمم المتحدة منذ نحو عامين تقود مشاورات شاقة مع الأطراف المعنية لإخراج هذا الجسر الذي تعثر طيلة هذه المدة، بينما هناك الآلاف من الناس في شمالي البلاد، يحتاجون لمساعدات طبية عاجلة، حيث يعانون من أمراض تتطلب علاجهم خارج اليمن.
إلى ذلك، أوضح ألطاف موساني، الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية باليمن، في تصريح لـ”المشاهد”، أن المنظمة الدولية تدشن أول رحلة إنسانية لغرض العلاج، وهي خطوة مهمة للبدء في تسيير الرحلات من مطار صنعاء، شاكراً دولتي مصر والأردن على قبول نقل المرضى الذين يحتاجون للرعاية الصحية المستعجلة.
ويأمل المسؤول الأممي، أن تكون هذه الرحلة الأولى، وليست الأخيرة، لنقل المحتاجين للعلاج في الخارج.
ومن جهته، رحب مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث، بتدشين هذا الجسر الذي نقل المجموعة الأولى من مرضى يحتاجون لمساعدة طبية متخصصة، إلى الأردن، في مجموعة أولية مؤلفة من 30 شخصاً و30 مرافقاً لهم.
واعتبر غريفيث، في بيان صحفي، تلقى “المشاهد” نسخة منه، أن هذه الرحلات تأتي في إطار الجسر الطبي الجوي، كجزء من المساعدة الإنسانية التي تقدمها المنظمة الدولية، ودعماً للقطاع الصحي اليمني.
وأضاف أن الأمم المتحدة ستبذل ما في وسعها لضمان استمرار الجسر الطبي الجوي، كحل مؤقت لتخفيف معاناة الشعب اليمني، قبل التوصل إلى حل ينهي النزاع الذي يدخل عامه السادس في البلد العربي الفقير.
وكانت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين، اعتبرت الترتيبات بشأن تسيير رحلات ضمن الجسر الجوي على طائرة أممية صغيرة، مخالفاً لإجراءات الإخلاء الطبي.
وقالت الوزارة، في بيان صحفي، الأحد، إنها تفاجأت بإحداث تغييرات في ترتيبات هذا الجسر وآليات نقل المرضى، مضيفة أنه سيكون النقل عبر طائرة تتسع لـ7 مرضى فقط مع مرافقيهم في الرحلة الواحدة.
وتسبب الحظر الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية، على المطار الدولي، بوفاة 30 ألف مريض بالأمراض المستعصية، فضلاً عن وفاة أكثر من 100 ألف حالة بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات والمحاليل الطبية التي كانت تنقل عبر الجو، وفقاً لبيانات حديثة لوزارة الصحة في حكومة الحوثيين

مقالات مشابهة