المشاهد نت

وزيرة خارجية السويد تحذر من تصعيد الحرب.. وتدعو إلى دعم جهود المرأة اليمنية لإحلال السلام

وزيرة خارجية السويد آن

تعز- مجد عبدالله

أكدت وزيرة خارجية السويد ‎آن ليندي حرص بلادها على دعم الجهود الهادفة لإحلال السلام، ووقف الحرب، واستئناف العملية السياسية في اليمن.

    وخلال اللقاء الذي نفذه التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام بالتعاون مع مجموعة التسعة النسوية وبالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، قالت الوزيرة: إن التصعيد للحرب يشكل عائقاً أمام جهود السلام، ويفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن سيما في ظل جائحة كوفيد ـ 19، وهو الأمر الذي يستوجب مضاعفة الجهود مع كل الأطراف وصولاً إلى وقف لإطلاق النار، والعودة للمسار السياسي السلمي.

 وأكدت آن ليندى على أهمية اللقاء الذي نفذ عبر برنامج زووم، بإشراف ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة مديرة مكتب العراق واليمن دينا زوربا،  ضمن حملة مناصرة ودعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لمواجهة كورونا، المتزامن مع الاحتفالات بمرور 10 سنوات على إنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهنأت بهذه المناسبة المرأة اليمنية، والمرأة في كل دول العالم. 

   ودعت إلى استثمار هذه اللقاءات للمناقشة والحوار وإبداء المقترحات والتصورات وصولاً إلى إيجاد حلول وآليات تساهم في حل الأزمة اليمنية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي، وقالت: “رأينا في الأشهر الماضية تصاعد العنف بين الأطراف وتصاعد الأزمات الإنسانية، بتأثيرها الذي تضخم مع جائحة كوفيد ـ 19، ويحتم علينا أن نقوم بكل الجهود لدعم أيقاف إطلاق النار واتخاذ المسار السياسي السلمي”.

  وتحدثت عن القصور في إبراز القضية اليمنية على المستوى الدولي، والتي لم تحض بتغطية إعلامية كافية، لتكون ضمن أولويات المجتمع الدولي، وقالت: “قمت بنشر نداء مع الألمان والبريطانيين على مستوى الخارجية وتم نشره، وفي هذا المقال تم تأكيد التزامنا للعمل المنسق من أجل اليمن وما نراه من أهم الأولويات لأجل هذا العمل، ونحن كمضيفين للحوار في كانون الأول نشعر بأننا ملتزمون بدعم اتفاق ستوكهولم، الذي يؤسس لدعم إيقاف إطلاق النار في الحديدة والذي للأسف لم يطبق بسبب غياب الإرادة السياسية، وحتى الآن يعتبر متوقفاً، وبالرغم من ذلك نستمر بمناقشة هذا الجانب ومتابعته مع مختلف الأطراف”.

وأضافت: “للوصول إلى التطبيق هناك جهود مستمرة، ولقاءات وتواصل مع المعنيين في أطراف الصراع “، مشيرة إلى أنها تواصلت الأيام الماضية مع مسئولين من أطراف الصراع  لدفعهم الوصول إلى إرادة سياسية لتطبيق اتفاقات ستكهولوم والرياض”، متمنية أن تصب مخرجات الاتفاقيات في مصلحة الاستقرار في اليمن والمنطقة بشكل عام، ومؤكدة أن السويد تعمل حالياً مع الصليب الأحمر، والهلال الأحمر للقيام بخطوة قادمة في دعم اتفاقية ستكهولوم.

 كما تحدثت عن نتائج زيارتها إلى محافظة عدن في فبراير الماضي، وما شملته من لقاءات مع المسؤولين اليمنيين، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات النسوية، وما أثمرت عنه من خطوات إيجابية لدعم جهود المبعوث الخاص الأممي لليمن مارتن غريفيث، وقالت: “طلبت من الاتحاد الأوربي أن يضع اليمن على أجندة رسمية ضمن مجلس وزراء الخارجية حتى نجد الدعم من الاتحاد الأوروبي الذي نحتاج إليه حاجة ماسة حتى نستطيع أن نتبعد عن الحالة الحالية التي تتهاوى”.

وجددت تأكيد حرص بلادها على دعم اليمن وإحلال السلام ودعم جهود الإغاثة والعمليات الإنسانية، وقالت: “السويد من الدول المانحة، وتعهدنا بثلاثين مليون دولار، والسويد هي من المنسقين بين المانحين والعمليات الإنسانية، وبث الرسائل الإيجابية المبنية على المبادئ الإنسانية التي يجب احترامها للحصول على المزيد من التمويل”، مضيفة: “نهتم بالجهود المحلية ولدينا سياسة داعمة للنساء وأجندتهن من أجل السلام”.

  وأعربت وزيرة خارجية السويد عن قلقها لما تتعرض له المرأة اليمنية من عنف يمنع وصولهن إلى الخدمات الأساسية، خصوصاً في ظل وباء كورونا، رغم أن النساء كن أولى المستجيبات ومقدمات الرعاية الصحية.

وحذرت من تأثير جائحة كورونا على النساء والأطفال خصوصاً في ظل استمرار عدم معرفة الاحصائيات الدقيقة بتأثر اليمن بالمرض، وحالة المستشفيات والمراكز الصحية وقدرتها على التعامل مع الوباء.. لافتة إلى أن عدم الإحاطة بوضع الوباء في اليمن يصعب عمل الجهات الطبية والأطراف السياسية والدبلوماسية ويحول دون القدرة على السفر إلى اليمن. 

إقرأ أيضاً  أسعار صرف العملات مقابل الريال

وتطرقت إلى بعض الإشكاليات التي تعاني منها المرأة اليمنية .. وقالت: “إن من أبرز العوائق أمام تمكين النساء عدم تمثيلهن في الحوارات، وتمكينهن من القيام بدورهن المأمول في إحلال السلام”.. مؤكدة على ضرورة وجود دعم سياسي لجميع الشبكات والهيئات النسوية نحو السلام، والتزام كافة الأطراف بدعم مشاركة المرأة بشكل فعلي وجاد على أرض الواقع.

كما أكدت على أن وجود المرأة في مفاوضات السلام من شأنه أن يسهم في إحداث سلاماً مستداماً.. من جهتها أشادت نائبة المديرة التنفيذية للأمم المتحدة للمرأة في المكتب الرئيسي آسيا رينجر، بجهود المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث، والجهود النسوية الهادفة لإيقاف الحرب وإحلال السلام.

وتطرقت إلى الاحتفالات بمرور 10 سنوات على إنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وجهود الهيئة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة باعتبارها النصير العالمي الرئيسي لقضايا المرأة والفتاة، والتي نشأت بغرض التعجيل بإحراز تقدم فيما يتصل بتلبية احتياجاتهن على الصعيد العالمي.

وأكدت أن من أولويات هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن استمرار حشد المصادر من أجل النساء وشبكات الشباب لأهميتها في تمكين النساء، وتسريع التطبيق لقرار مجلس الأمن 1325.

 وقالت:” احتفالنا بالقرار 1325 في تشرين الأول القادم فرصة يمكن استثمارها للحصول على اهتمام العالم حول حالة النساء في اليمن، وإطلاق ميثاق النساء نحو الأمن، وسنكرس جهودنا واستخدام ما لدينا من مصادر لتحفيز التمويل…. “. 

كما أكدت حرص الأمم المتحدة على دعم دور النساء في إحلال السلام، لما تمثله المرأة من أهمية في صنع القرار وتحقيق استدامة السلام، وقالت: “كلما زادت المشاركة للمرأة لصنع القرار زادت فرص السلام وقل العنف”.

وأضافت: “يجب استثمار هذه الحوارات المفتوحة، فالاحتفال ليس فقط للتركيز على التحديات في العالم بل العودة إليكم لنرى التغذية الراجعة لاهتمامنا بصوت المجتمع المدني”.

وتطرقت إلى الحملات والمشاركات والشبكات النسوية في اليمن وجهودها في إحلال السلام، مستعرضة التحديات التي تواجه المرأة اليمنية ومنها صحية واقتصادية وغيرها، خصوصا في ظل انتشار وباء كورونا وزيادة إشكاليات العنف المنزلي.

وزيرة خارجية السويد تحذر من تصعيد الحرب.. وتدعو إلى دعم جهود المرأة اليمنية لإحلال السلام
المدير الإقليمي للأمم المتحدة للمرأة

وفي اللقاء الذي أدارته عضوة التوافق النسوي الدكتورة نفيسة الوشلي، تحدث المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية معز دريد عن دور الأمم المتحدة لدعم جهود المرأة لضمان السلام والأمن في اليمن وفتح طريق لمستقبل زاهر للمرأة اليمنية وللمجتمع اليمني بشكل عام.

وتحدث عن التحديات التي تواجه المرأة اليمنية في ظل الصراع المسلح، والتحديات الإضافية التي فرضتها جائحة كورونا، وقال:” أؤكد لكم الأولوية التي تعطيها هيئة الأمم المتحدة للتعاون معكم ولدعمكم لتحقيق أهداف مشتركة بما فيها رفعة المرأة في اليمن”.

وكانت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة مديرة مكتب العراق واليمن دينا زوربا، وعضوة التوافق النسوي الدكتورة نفيسة الوشلي، قد تحدثتا حول أهمية اللقاء، ورحبن بالحضور، معربات عن سعادتهن للاستجابة في المشاركة في اللقاء.

وتطرقتا إلى ما تمثله التصورات والرؤى التي يتم مناقشتها وطرحها في اللقاء من أهمية في دعم نجاح جهود المرأة اليمنية في إحلال السلام، وتمكينها بشكل عام في مختلف المجالات.

   كما استعرضن الخطوات التي تم تنفيذها في إطار حملة مناصرة ودعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لمواجهة كورونا.

وأثرى اللقاء بنقاشات مستضيفة من عضوات التوافق النسوي اليمني من أجل الأمن والسلام، ومجموعة التسعة النسوية، كرس لطرح التصورات والرؤى والآليات التي يمكن من خلالها حشد الدعم الدولي لنجاح حملة مناصرة ودعم دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لمواجهة كورونا.

وركزت النقاشات على إمكانية استدامة البرامج والأنشطة الداعمة لجهود المرأة اليمنية، والمساهمة في تمكينها، وإشراكها في كافة المجالات، بما فيها الحوارات ومسارات السلام والبناء والتنمية.

وزيرة خارجية السويد تحذر من تصعيد الحرب.. وتدعو إلى دعم جهود المرأة اليمنية لإحلال السلام

حضر اللقاء مسؤول الملف اليمني في وزارة الخارجية السويدية فيليب اهلبورن، والمبعوث السويدي إلى اليمن السفير بيتر سمنبي، ورئيسة المعهد السويدي للحوار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شارلوتا سباري، ونائبة مدير قسم النزاع والشؤون الانسانية باربرو سفيدبيرج.

مقالات مشابهة