المشاهد نت

الحوثيون يشنون هجوما صاروخيا على السعودية بعد سريان الهدنة

بعد يومين على موعدها المقترح من وزير الخارجية الاميركي جون كيري، أعلنت قوات التحالف بقيادة السعودية اليوم السبت سريان هدنة جديدة في اليمن مدتها 48 ساعة قابلة للتمديد.

لكن الحوثيين وقوات الرئيس السابق شنوا هجوما بالستيا على موقع الموسم بمنطقة جازان جنوبي السعودية على البحر الأحمر بعد ساعات من سريان هدنة تبدو هشة مدتها 48 ساعة.

وتبنى الحوثيون وحلفاؤهم الهجوم البالستي بصاروخ”زلزال3″ تقول قوات التحالف دائما انه ايراني الصنع.

يأتي هذا في وقت تبادلت فيه الاطراف اتهامات حول خروقات واسعة للهدنة المعلنة التي دخلت حيز التنفيذ ابتداء منذ الساعة 12 ظهر اليوم السبت بالتوقيت المحلي.

وشن الحوثيون هجوما مضادا في محافظتي تعز وحجة الساحليتين على البحر الاحمر لاستعادة مواقع تقدمت اليها القوات الحكومية في معارك اليومين الماضيين، ما اسفر عن سقوط قتلى وعديد الجرحى بينهم مدنيون في مواجهات مستمرة وقصف صاروخي من مواقع الحوثيين وحلفائهم العسكريين.

فيما شنت مقاتلات التحالف في المقابل غارات جوية دعما لحلفاء الحكومة في محافظتي حجة وتعز، بينما استمر التحليق الكثيف للطيران الحربي فوق سماء العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات يمنية عدة.

التبادل للقصف المدفعي بين القوات البرية السعودية والمقاتلين الحوثيين تصاعد في هذه الاثناء على طول الشريط الحدودي مع محافظتي صعدة وحجة شمالي غرب اليمن.

كما سجل مراقبون محليون خروقات متقطعة لوقف إطلاق النار في محافظات الضالع وريف العاصمة والبيضاء، في حين ساد هدوء حذر في محافظات مارب والجوف وشبوة وسط و شرقي البلاد.

لكن المعارك وتبادل القصف المدفعي والصاروخي، استمرت في انحاء متفرقة من البلاد، بينما شنت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية غارات جوية على مواقع للحوثيين وحلفائهم العسكريين.

ومع بدء سريان الهدنة التي اعلنتها قوات التحالف بقيادة السعودية بناء على طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ضربت مقاتلات التحالف تعزيزات عسكرية في محافظتي تعز وحجة حيث يشن الحوثيون وحلفاؤهم هجوما مضادا على مواقع القوات الحكومية في المحافظتين الساحليتين على البحر الاحمر.

واعلن الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون التزامهم بوقف اطلاق النار بموجب اتفاق مسقط الاخير الذي رعته الولايات المتحدة الاميركية، في اشارة على تحفظ حلفاء صنعاء حول الهدنة القصيرة المعلنة اليوم السبت.

وبموجب خطة الامم المتحدة، تقوم لجنة عسكرية رفيعة تحت إشرافها للتهدئة والرقابة على وقف إطلاق النار والأعمال القتالية في كافة أنحاء الجمهورية وحدودها بالتنسيق مع مجالس محلية محايدة تشارك فيها أطراف النزاع بممثلين معتمدين.

ويتضمن اتفاق نيسان ابريل الحاكم للهدن المعلنة في اليمن، الذي حدد طرفيه ب”حكومة الجمهورية اليمنية”من جهة و”أنصار الله وحلفائهم العسكريين”من جهة ثانية، قائمة طويلة من العمليات العسكرية المشمولة بالرقابة، بينها الهجمات البرية والجوية، وزرع او صيانة الألغام وانظمة الصواريخ البالستية.

كما يمنع الاتفاق التعزيزات العسكرية وإعادة الانتشار، والتحليق الجوي العسكري تحت اقل من 3000 متر، فضلا عن حظر استخدام الرادارات الموجهة او العمليات الالكترونية المضادة للطيران الجوي.

وجاء الاعلان عن الهدنة الجديدة على وقع تصعيد عسكري كبير للعمليات القتالية في كافة الجبهات الداخلية وعند الشريط الحدودي مع السعودية، تزامنا مع سلسلة ضربات جوية واسعة استبقت سريان الهدنة في العاصمة صنعاء، ومحافظات صعدة ومأرب والحديدة والبيضاء وتعز.

وتركزت اعنف المواجهات عند الضواحي الشرقية لمدينة تعز حيث تقول القوات الحكومية انها تحرز تقدما نحو القصر الجمهوري وقواعد عسكرية هامة يسيطر عليها الحوثيون وحلفاؤهم منذ اندلاع الحرب في مارس اذار العام الماضي.

وتحدثت مصادر عسكرية حكومية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين في معارك الساعات الاخيرة عند الضواحي الشرقية للمدينة، ومديريات حيفان والصلو جنوبي شرق المحافظة الممتدة الى مضيق باب المندب.

قبل سريان الهدنة تحدث الحوثيون عن مقتل اكثر من 60 عنصرا من حلفاء الحكومة اثناء محاولة تقدم في منطقة الجحملية شرقي مدينة تعز.

كما دارت معارك دامية بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة ثانية في جبهة ميدي قرب الحدود مع السعودية.

وكانت مصادر محلية افادت بسقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين باشتباكات وتبادل للقصف مدفعي، وغارات جوية لمقاتلات التحالف.

وقالت وكالة الانباء الخاضعة للحوثيين ان مقاتلي الجماعة شنوا قصفا مدفعيا عنيفا على تجمعات ومواقع لحلفاء الحكومة في صحراء ميدي شمالي محافظة حجة، وصدوا محاولات تقدم للقوات الحكومية باتجاه جبل المنارة في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، وفي مديرية صرواح غربي محافظة مأرب.

إقرأ أيضاً  تسجيل إصابات بالكوليرا في أبين

وذكر متحدث باسم اللجان الشعبية المحلية المعروفة بالمقاومة في صنعاء بمقتل 20 مسلحا من الحوثيين اثر هجوم شنته امس الجمعة القوات الحكومية على مواقع الجماعة وحلفائها في “جبال الفقيه” في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.

ورضوخا لضغوط دولية كبيرة، اعلنت قوات التحالف الذي تقوده السعودية اليوم السبت سريان هدنة انسانية في اليمن، لمدة يومين قابلة للتمديد، وذلك بعد يومين من موعدهها المفترض الذي اعلنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري.

وقالت قيادة قوات التحالف في بيان نقلته وكالة الانباء السعودية ” انه تقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة ( 1200) ظهرا بتوقيت اليمن، اليوم السبت لمدة ( 48 ) ساعة تتمدد تلقائياً في حال التزام ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها بهذه الهدنة”.

وشددت قوات التحالف على “السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وفي مقدمتها مدينة تعز ورفع الحصار عنها.

كما اشترط التحالف حضور من وصفهم بممثلي “الانقلابيين” في لجنة التهدئة والتنسيق إلى ظهران الجنوب”، حسب ما جاء في البيان.

وقالت قوات التحالف ان قرارها استند الى رسالة تلقاها العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تجاوباً مع جهود الأمم المتحدة والجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن.

واكدت قوات التحالف التزامها بقرار وقف اطلاق النار، لكنها قالت بانها ستتصدى لأي أعمال أو تحركات عسكرية للحوثيين والقوات الموالية لهم، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات عسكرية.

وكان وزير الخارجية الامريكي جون كيري اعلن في تصريحات للصحفيين الثلاثاء الماضي، إن جماعة الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية وافقا على مقترح لوقف الأعمال القتالية في اليمن تمهيدا لجولة مفاوضات سلام جديدة نهاية الشهر الجاري.

ويوم الاربعاء اعلن الحوثيون وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي، التوقيع رسميا في العاصمة العمانية مسقط على وثيقة مبادئ تضمن التزامهم بوقف اطلاق النار، والانخراط في مفاوضات جديدة بغضون عشرة ايام.

وبموجب شروط واحكام اتفاق العاشر من ابريل الحاكم لتفاهمات مسقط الاخيرة، “تتعهد الحكومة اليمنية اولا بطلب اعتراف التحالف بقيادة السعودية على وقف اطلاق النار”.

وتتضمن بنود اعلان مسقط التي كشف عنها وزير الخارجية الاميركي جون كيري، موافقة حلفاء صنعاء على ارسال ممثليهم للمشاركة في لجنة التهدئة والتنسيق العسكرية المشتركة، ومقرها مدينة ظهران الجنوب السعودية.

كما تنص الوثيقة على قبول الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي بخارطة الطريق بما في ذلك التراتبية الزمنية التي قدمها المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد كأساس للتفاوض من اجل التوصل الى تسوية شاملة للصراع.

كما يتعهد تحالف الحوثيين وحزب الرئيس السابق بالانخراط في جولة محادثات جديدة نهاية الشهر الجاري.

ويؤكد الاعلان التزام حلفاء صنعاء بالانسحاب من العاصمة صنعاء وتشكيل حكومة وحدة وطنية، قبل نهاية عام 2016.

من جهة أخرى، دعا مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولدالشيخ احمد الاطراف اليمنية الى احترام وقف الاعمال العدائية و”تجنب المزيد من اراقة الدماء والدمار والسماح بتوزيع اكبر قدر من المساعدات الانسانية”.

كما دعا ولد الشيخ احمد في السياق”دول المنطقة والمجتمع الدولي إلى تشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال العدائية، وضمان أن يؤدي إلى نهاية دائمة للصراع”.

وقال الوسيط الدولي في بيان انه “تلقى تأكيدات من جميع الأطراف اليمنية بإعادة التزامها ببنود وشروط اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أبرم في 10 نيسان أبريل الماضي”.

ورحب المبعوث الاممي الخاص بالاعلان عن استئناف الوقف الشامل للقتال، و”الالتزامات التي تلقاها من كلا الجانبين لإعادة تنشيط أعمال لجنة التنسيق والتهدئة، ونشر أعضائها في ظهران الجنوب.

وسيعمل أعضاء اللجنة حسب المبعوث الدولي “جنبا إلى جنب مع خبراء الأمم المتحدة الذين تم نشرهم بالفعل على استئناف العمل لدعم وقف الأعمال العدائية”.

وذكّر المبعوث الاممي جميع الأطراف اليمنية “بأن شروط وأحكام وقف الأعمال العدائية تشمل واجب السماح للإمدادات الإنسانية والأفراد بالوصول بحرية ودون عائق إلى جميع أنحاء اليمن، اضافة إلى وقف كامل وشامل للأنشطة العسكرية من أي نوع كانت”.

مونت كارلو – عدنان الصنوي

مقالات مشابهة