المشاهد نت

ذمار..أم تبيع ملابس أطفالها من أجل إطعامهم

لم تجد أم عبدالله بمحافظة ذمار أية خيار أمامها لإطعام أولادها الخمسة سوى أن تبيع ملابسهم، بحثت هذه الأم عن وسائل عدة لتوفير الأكل لأولادها إلا أنها لم تجد، وفي حديثها لـ”المشاهد” تقول الأم إن الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها أجبرتها على التفكير في بيع ملابس أطفالها.

العيش عراة أفضل من الموت جوعاً

تمر أم عبدالله على مختلف المحلات بمدينة ذمار، عارضة تلك الملابس التي تبدو مستخدمة للبيع بأي سعر ولو كان قليلاً، فهذه هي الفرصة الوحيدة أمامها لتنجي أطفالها الخمسة من الجوع، وتقول إن هذه الملابس هي كل ما تبقى لديها لمواجهة الجوع، وتفضل هذه الأم أن يقبع أبنائها في البيت عراة وأن لا يموتون جوعاً.

تقول أم عبدالله إن الظروف التي تعيشها مع أولادها سيئة للغاية، وأنهم لا يجدون ما يأكلون، فهي وأولادها بدون عائل بعد أن توفي زوجها منذ ثلاثة أعوام، حيث كان الزوج جندياً، إلا أن توقف صرف الرواتب أجبرها على البحث عن وسيلة العيش، وتضيف: “بعد انقطاع الرواتب صارت الحياة بالنسبة لنا تضييق ولم تعد تحتمل أن نعيش في بيتنا الذي لا يوجد فيه ما ينقذنا من الموت جوعاً”.

ديون متراكمة وراتب منقطع

كان الراتب الذي تتسلمه أم عبد الله يغطي جانب من حياتها هي وأولادها، رغم أنه لم يكن كافياً، إلا أنها كانت تستعين به لتوفير الضروريات، حسب قولها، وتضيف: “مع انقطاع الراتب في الثلاثة الأشهر الأخيرة صعبت الحياة ولم يعد هناك مصدر رزق أخر، وأصبحت حياتي وحياة أولادي في خطر”.

إقرأ أيضاً  المال مقابل الإجابة... تسهيل الغش في مراكز الامتحانات  

منذ ثلاثة أشهر وأم عبدالله وأولادها الخمسة ينتظرون الراتب، إلا أنه لم يأتِ، وما تسلموه هو نصف راتب لشهر واحد فقط، في المقابل تعاني الأم من تراكم الديون، وامتناع تجار المواد الغذائية من تزويدها بالمواد الغذائية بعد أن تراكمت الديون وتوقفت الرواتب.

بيتي مفتوحة لمن لم يصدقني

ثمة من يبتكرون طرقاً جديدة للتسول واستعطاف الناس، إلا أن أم عبدالله، لم تكن من هذه الفئة، فقد عرضت ملابس أولادها بعد أن أجبرت على ذلك، فهي أمام بيع هذه الملابس لسد جوع ولو أيام قليلة أو الاستسلام للموت جوعاً، وتقول: “لم أختر هذه الطريقة لاستجلاب تعاطف ورحمة الناس، ولكن هذا هو واقعنا المعيشي، وبإمكان أي شخص يريد التأكد من ذلك فليأتي معنا”.

واقع متردي

الكثير من الأسر اليمنية تعيش واقعاً متردياً، بسبب الحرب التي تعيشها البلد، حيث أدى ذلك إلى تفاقم الأوضاع المعيشية، إلى جانب ما تسبب فيه انقطاع الرواتب من اتساع دائرة الجوع، ووقوع الكثير من الأسر في مأزق انعدام الأمن الغذائي.

مقالات مشابهة