المشاهد نت

120 قتيلا في اليمن غداة انسداد عملية السلام

قتل 120 شخصا بينهم مدنيون وأصيب العشرات بغارات جوية للتحالف بقيادة السعودية، ومعارك دامية بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة ثانية، غداة رفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خطة سلام أممية جديدة تتضمن تشكيل حكومة وفاق وطني، وإصلاحات توافقية في مؤسسة الرئاسة، وإلغاء الإجراءات الرئاسية الأحادية التي أعقبت اندلاع الحرب المستمرة منذ 19 شهرا.

وقتل 55 شخصا على الأقل معظمهم سجناء وأصيب العشرات، في حصيلة أولية لغارة جوية استهدفت مجمعا قضائيا ومقرا أمنيا وسجنا ملحقا بهما في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة غربي البلاد.

وقالت مصادر محلية، إن ثلاثة صواريخ ضربت المنطقة مساء أمس السبت، مخلفة الحصيلة الثقيلة من القتلى والجرحى، غالبيتهم من المعتقلين الذين يحتجزهم الحوثيون وحلفاؤهم، بينهم خصوم سياسيون وعسكريون.

وأفادت تلك المصادر أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، حيث لايزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض.

ويأتي الهجوم الدامي، بعد يوم من مقتل 10 مدنيين، جميعهم من أسرة واحدة، بغارات جوية على منزل سكني في مديرية الصلو جنوبي شرق محافظة تعز.

كما قتل 5 مدنيين وأصيب 3 آخرين بينهم طفل بغارة جوية استهدفت أمس السبت سيارة في مديرية شدا غربي محافظة صعدة، حسب ما أفاد إعلام الحوثيين.

المصادر ذاتها تحدثت عن مقتل 5 مدنيين بغارة مماثلة على سيارة في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب.

وشنت مقاتلات التحالف خلال الأيام الماضية سلسلة غارات واسعة على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في محيط العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظات صعدة والحديدة وعمران والجوف ومأرب والمحويت وتعز وشبوة والضالع وحجة.

وسجلت الساعات الأخيرة أكثر من 70 غارة جوية تركز معظمها على معاقل الحوثيين في محافظة صعدة، وريف العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظة الحديدة الغربية.

وذكر إعلام الحوثيين أن أعنف الغارات ضربت في مديريات كتاف وباقم وشدا والظاهر وسحار عند الشريط الحدودي مع السعودية، إضافة إلى أهداف متقدمة لمقاتلي الجماعة في نجران وجازان جنوبي المملكة.

كما استهدفت غارات عنيفة مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في مديرية نهم عند البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية، حيث تكافح القوات الحكومية منذ أشهر من أجل التقدم باتجاه مدينة صنعاء.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، كانت هذه الجبهة مسرحا لمعارك شرسة بين القوات الحكومية من جهة والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة ثانية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.

مصادر عسكرية موالية للحكومة قالت إن القوات الحكومية أحرزت تقدما ميدانيا باستعادة عدد من المواقع في هذه الجبهة، وباتت تفرض طوقا على المقاتلين الحوثيين وحلفائهم في منطقة بني بارق، حوالى 50 كم شرقي صنعاء.

وقال متحدث باسم اللجان الشعبية المحلية المعروفة بالمقاومة في صنعاء، إن 23 مسلحا من الحوثيين بينهم قيادات ميدانية قتلوا وجرح آخرون بمعارك الساعات الأخيرة في جبهة نهم، إضافة إلى مقتل ستة عناصر من القوات الحكومية وإصابة 11 آخرين.

كما شنت مقاتلات التحالف غارات جوية على مواقع الحوثيين في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب، ومديرية المصلوب غربي محافظة الجوف، ومديرية عسيلان شمالي غرب محافظة شبوة، ومديرية الجحيلة شمالي شرق محافظة الحديدة.

إقرأ أيضاً  جمود القطاع السياحي بتعز في زمن الحرب

واستهدف الطيران خطوط إمداد الحوثيين في مديرية كحلان بين محافظتي حجة وعمران، و مديرية ميدي الحدودية مع السعودية.

وقصفت مقاتلات التحالف تجمعات للحوثيين في مديريتي ذو باب والمخا بمحافظة تعز، عند الساحل الغربي على البحر الأحمر.

وأفادت مصادر إعلامية موالية للحكومة بمقتل 21 مسلحا من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق بمعارك ضارية خلال الساعات الأخيرة في محافظة تعز، جنوبي غرب البلاد.

المصادر ذاتها تحدثت أيضا عن مقتل 3 عناصر من القوات الحكومية وإصابة 4 آخرين في تلك المعارك التي تركزت في مديريات الصلو والشمايتين والوازعية، قرب الحدود الشطرية السابقة بين محافظتي تعز ولحج.

في الأثناء أعلنت مصادر عسكرية حكومية عن اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون باتجاه مدينة مأرب.

ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد ساعات من رفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خطة أممية جديدة للسلام عرضها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس في الرياض.

وقال الرئيس اليمني أن الخطة لاتستحق اسم “خارطة السلام”، لأنها ???? ???? ??? طويلة الأمد حد تعبيره.

إلى ذلك، أعلن تحالف الحوثيين والرئيس السابق عن استكمال المشاورات لتشكيل حكومة أحادية في صنعاء، بينما تحدثت مصادر إعلامية موالية للرئيس السابق عن عودة مرتقبة للموفد الأممي إلى العاصمة اليمنية خلال الأيام المقبلة، لاستكمال النقاش حول الخطة الأممية المطروحة وضرورة التزام حلفاء صنعاء بالتهدئة عند الجبهة الحدودية.

وكان المبعوث الأممي سلم الأسبوع الماضي جماعة الحوثيين وحلفائهم خطة جديدة للسلام قال أنها ” تضع تسلسلا واضحا ومزمنا للإجراءات الأمنية والسياسية التي تشكل حلا شاملا وكاملا للنزاع” في اليمن.

وأشار إلى “أنه ينتظر الرد بشأنها خلال أيام”.

ودعا الوسيط الأممي جميع الأطراف إلى تقديم “تنازلات” من أجل الخروج من الأزمة وإنهاء الصراع الدامي، قائلا أن “الكرة الآن في ملعب المسؤولين اليمنيين، والخطة جاهزة لمن أراد السلام”.

وحصلت مونت كارلو الدولية وفرانس24 على تفاصيل موسعة لخطة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تبقي على أولوية انسحاب الحوثيين وحلفائهم من العاصمة صنعاء ومحافظتي تعز والحديدة، بعد توقيع اتفاق ضامن لتشكيل حكومة وحدة وطنية يمثل فيها الجنوبيون بنسبة 50 بالمائة والمرأة بنسبة 30 بالمائة.

كما تتضمن الخطة إصلاحات توافقية في مؤسسة الرئاسة، وفقا لمقررات الحوار الوطني، واستكمال صياغة دستور جديد للبلاد يمهد الطريق لإجراء انتخابات رئاسية في غضون عام من توقيع الاتفاق.

كما تلزم الخطة جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق بالانسحاب من الحدود السعودية وتسليم الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية إلى طرف محايد، على أن تضمن الأمم المتحدة تشكيل حكومة وفاق وطني خلال 30 يوما من توقيع الاتفاق، بينما يقوم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجماعة الحوثيين بإلغاء الإجراءات أحادية الجانب، بما فيها تعيين نائب جديد لرئيس الجمهورية ورئيس توافقي للحكومة.

المصدر – مونت كارلو – عدنان الصنوي

مقالات مشابهة