المشاهد نت

الورود..لا معنى لها في زمن الحرب

يا ورد من يشتريك؟، تساؤل يبحث بائعي الورد عن إجابة له في ظل حرب وفقر وجوع، فالورد لم يلتفت إليها أحد في موسمها وفقاً للعاملين في هذا المجال.


موسم الأعراس في العاصمة صنعاء يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهو الموسم الذي يزداد فيه بيع الورود ينافسه موسم حفلات تخرج طلاب الجامعات، إلا أن موسم بيع الورود بصنعاء يشهد ركوداً كغيره من الأنشطة التجارية.

محمد أمين -بائع ورود-  يقول لـ”المشاهد” إالورود..لا معنى لها في زمن الحربن بيع الورود الذي يمتهنه منذ أكثر من 10 سنوات لم يعد مهنة تدر عليه الدخل المناسب لمتطلباته المعيشية، ويشير إلى أن أياماً تمر دون أن يبيع وردة واحدة، ويضيف: “في موسم الأعراس الذي يبدأ من يوليو وينتهي في نوفمبر نضمن تحقيق دخل نعوض به ركود بقية أشهر العام، إلا أن هذا الموسم مر دون أن نتمكن من الوفاء بإيجار المحل”.

لا يختلف الوضع لدى هشام أيوب -بائع ورود- الذي يشكو من الركود غير المسبوق، ويقول لـ”المشاهد”: “في ظل الحرب لا يمكن لأحد أن يفهم معنى الورد، فالورد رمزاً للسلام، إلا أن السلام لا نعرفه منذ عامين”.

ركود والأسعار مرتفعة

ويشير أيوب إلى أنه باع خلال شهر أكتوبر 2016 حوالي 300 وردة، في حين أنه موسم أعراس كان يبيع فيه ما لا يقل عن 4.000 وردة، ويرى أن تجارة بيع الورود لم تعد مجدية وغير مربحة، خاصة في ظل ركود حركة البيع، فضلاً عن أن عملية استيراد الورود باتت معقدة ومُكلفة، الأمر الذي يزيد من ارتفاع الخسائر التي يتكبدها تجار الورود محلياً.

“الروز” يحبها اليمنيون

“الروز الأحمر” أفضل أنواع الورود التي يفضلها اليمنيون، ويهدونها لمن يحبونهم في مواسم الأفراح، ويصل سعر الوردة الواحدة حسب تاجر الورود بشارع الجزائر بصنعاء محمد أمين إلى 300 ريال كحد أدنى ووصل سعرها خلال هذا الموسم إلى 500 ريال جراء صعوبة الاستيراد.

تحديات الاستيراد

يشكو عدد من بائعي الورد صعوبة الاستيراد مما أدى ارتفاع ثمن الورد، ويقول بهاء الرباعي -مالك محل لبيع الورود بالسبعين- لـ”المشاهد” إنه يتم استيراد الورود من الحبشة وبسبب الأوضاع التي تعيشها البلد يتم نقلها عبر المملكة العربية السعودية ومن ثم تدخل اليمن، مما يؤدي إلى تأثر هذه الورود جراء تأخر وصولها إلى السوق المحلية إلى جانب ارتفاع كُلفة النقل، الأمر الذي أثر على أسعارها، فضلاً عن تسبب ذلك في تقليل الإقبال على شرائها كونها تأتي وقد مر على قطفها أيام كثيرة وعادة ما تتلف قبل بيعها.

اليمنيون يحبون الورد والمشاقر- المشاهد

من جانبه هشام أيوب يشكو من صعوبة الاستيراد التي لها تأثيراتها السلبية على تجارة الورود في السوق اليمنية، سواءً من جانب ارتفاع كُلفة النقل التي تنعكس على الأسعار يقابلها ضعف الدخل لدى المواطنين، إلى جانب تلف الكثير من الكميات المستوردة قبل وصولها إلى السوق المحلية.

إقرأ أيضاً  المنخفض الجوي .. أضرار في البنية التحتية بـ المهرة وحضرموت

تجارة تتسع رغم الركود

ثلاثة تجار يتولون استيراد الورود من الحبشة ويتم توزيعها على محلات بيع الورود في العاصمة صنعاء، وفقاً لبائع الورود بهاء الرباعي، ويقول لـ”المشاهد” إن الورود تدخل السوق المحلية بمعدل ثلاث مرات  في الأسبوع، وعن زيادة أعداد محلات بيع الورود يقول بهاء الرباعي إنها زادت بشكل كبير جداً نتيجة غياب فرص العمل، ويشير إلى أن عملية الاستيراد كانت محتكرة سابقاً على تاجر واحد فقط، واتسعت الآن بدخول تاجران في المنافسة، إلا أن الرباعي يرى أن زيادة أعداد محلات بيع الورود كان لها تأثيراً سلبياً على المحلات القديمة وأدت إلى تراجع حصتها في السوق.

زراعة ضعيفة

زراعة الورود في اليمن ضعيفة جداً وفقاً لـ محمد عبده علي مالك “مشتل بمنطقة السبعين” في العاصمة صنعاء، ويقول لـ”المشاهد” إن ما تنتجه العديد من “المشاتل” في صنعاء وروداً تموت سريعاً، ومن أبرز ما يزرع في المشاتل المحلية هي ورود “القرنفل”، و”الجوري”، ويشير إلى أن ورد “الجوري” هي ما تُعرف بـ”الروز” الذي يستورد من الحبشة، إلا أنها ضعيفة من ناحية الشكل، كما أنها لا تتعمر مقارنة بالمستورد، ويكون أقصى عمر لها يومين، في حين أن ورود “الروز” المستوردة والتي يفضلها اليمنيون، تتعمر لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى 10 أيام.

ثقافة غائبة

اليمنيون لا يمتلكون ثقافة الورود كهدايا، خاصة للمرضى، ووفقاً للمواطن محمود الحميدي، فإن الكثير يفضلون عند زيارة شخص مريض بتقديم الفواكه والعصائر، ويقول لـ”المشاهد”: “يرى اليمنيون أن تقديم الورود لشخص أجرى عملية أو تعافى من مرض لا يجدي ولا يمكن للمريض أن ينتفع به مقارنة بالفواكه والعصائر التي يمكنه أن يتغذى منها”.

الحرب يقتل الورد - المشاهد

الحرب تقتل الورد

هذه الثقافة الغائبة عن الشارع اليمني، وإن كانت بدأت تتشكل ملامحها وتظهر في العديد من المناسبات كحفلات الأعراس وتخرج طلاب الجامعات، إلا أنها بدأت تضمحل في ظل الحرب التي قتلت كل شيءٍ جميل -حسب الشاب توفيق صالح-، ويقول لـ”المشاهد” إن الحرب قضت على الأخضر واليابس، خاصة مؤخراً بعد تدهور الأوضاع المعيشية وتوقف رواتب موظفي الدولة وزيادة أعداد الفقراء، الأمر الذي أجبر الناس إلى التفكير بلقمة العيش دون غيرها.

تجارة بلا إحصائيات

تجارة الورود في اليمن تفتقر إلى الإحصائيات الخاصة بها، حيث لا تتوافر أية معلومات دقيقة حول حجم هذه التجارة وحجم الاستيراد السنوي.

 

مقالات مشابهة