حضرموت – خالد بلحاج
أعادت مجموعة نساء من مديرية للقطن بمحافظة حضرموت (شرق اليمن) أمجاد وتراث الماضي، ودمجه بالحاضر من خلال معرض لإنتاجاتهنّ في مجال “صناعة الخوص” بأنماطٍ حديثة.
تجسد ذلك من خلال اهتمام المرأة في حضرموت بالتدرّب على صناعة المنتوجات التراثية المصنوعة من سعف النخل أو مدخلات تتواجد في محيطهنّ البيئي، وتنفيذ معارض تجارية لتسويق المنتوجات وترويجها.
كما يؤدي مثل هذا الاهتمام إلى الجمع بين الحفاظ على التراث من ناحية، وتوفير مصدر دخل مالي للنساء من ناحية أخرى، وفق مشاريع اقتصادية تتبناها كيانات مجتمعية ومحلية.
وهو ما أشارت إليه رئيس مؤسسة “بنت الريف” للتنمية والحقوق، سعاد سالم بامدهف، التي قالت إن انساء مديرية القطن تدربنّ على صناعة السعف ومنتوجات يدوية، وأقمنّ معرضً لترويجها، تحت عنوان “تراثيات بلادي”.
وأضافت أن المعرض يأتي ختامًا لمشروعٍ طموح استهدف على مدى 60 يومًا، 10 متدربات خلال أربعة مراحل، حيث بدأ بالتدريب على عمل المنتجات، ثم التزيين والتغليف وانتهاءً بريادة الأعمال.
وواصلت: “كنتاج لأعمال المتدربات لعرضها والترويج لها كونها تعد الانطلاقة الأولى لدمجها بالسوق من خلال فتح مشاريع ريادية ذات جدوى اقتصادية للمرأة والأسرة والمجتمع، مثمنةً جهود مؤسسة صلة للتنمية في تمويل المشروع والإشراف والمتابعة والتدريب؛ مما ساهم في إكساب المشاركات مهارات ومعارف في إعادة تصنيع منتجات سعف النخيل بصورة حديثة، وتمكين المرأة وإعدادها لسوق العمل ونقلها من الاحتياج الى الإنتاج.
المتدربات أوضحن في أحاديث لـ”المشاهد” أن المشروع ساهم في إكسابهنّ مهنة وحرفة يدوية تساهم في سبل المعيشة وفتح مشاريع مدرة للدخل، وولوجهنّ سوق العمل ونقلهن من حالة الاحتياج الى الإنتاج.
واستقبل معرض منتوجات النساء ضيوفًا وزائرين تعرفوا خلاله على المنتجات القديمة التي دمجت بالوسائل الحديث، مشيدين بما شاهدوه من إبداعات بأنامل أنثوية أعادت التراث للواجهة من خلال دمج الماضي بالحاضر بطريقة حديثة.
يُشار إلى أن معرض “تراثيات بلادي” الذي أقامته مؤخرا مؤسسة “بنت الريف” للتنمية والحقوق، جاء بالتعاون مع مركز الوديعة التجاري برعاية المدير العام للمديرية رئيس المجلس المحلي، عبداللطيف محمد النقيب.
كما أن المعرض تتويج لمشروع صناعة منتجات من سعف النخيل، وهو مشروع ممول من مؤسسة صلة للتنمية ضمن برنامج “مهنتي بين يدي” في نسخته الخامسة، الذي أعاد للأذهان الصناعات القديمة لمنتجات الخوص (سعف النخيل) للواجهة من جديد بعد اندثارها.
