المشاهد نت

صراع بين الانقلابيين في صنعاء.. الطابور الخامس أداة الحوثي ضد حلفائه

زعيم الحوثيين والرئيس السابق صالح

المشاهد – خاص:
بدأت جماعة الحوثي بمحاربة منتقديها بقوة في المناطق التي تخضع لسيطرتها، فالفترة السابقة أيضاً شهدت اعتقالات لخصومهم، إلا أن هذه المرة اتجهت صوب المتحالفين معها، وهي خطوة تكشف عن رغبة الجماعة في الانفراد بإدارة مؤسسات الدولة التي تخضع لسيطرتها.
هذا التوجه جاء بعد خطاب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي والذي تحدث فيه عن “الطابور الخامس” دون أن يحدد من ينتمون إلى “الطابور الخامس” واكتفى بوصفهم بالمنافقين من العملاء والطابور الخامس، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً، خاصة أن هذا الخطاب موجه إلى المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي وحليفها الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
مصدر في حزب صالح: نحن الطابور الخامس
وفي ذلك يرى محللون سياسيون أن “الطابور الخامس” يُقصد به عناصر من حزب حليفهم صالح، ووفقاً لأحد الإعلاميين التابعين لحزب المؤتمر التابع للرئيس السابق علي عبدالله صالح، فإن زعيم جماعة الحوثي أطلق مصطلح “الطابور الخامس” دون أن يحدد جماعة بعينها، إلا أن الأمر واضحاً في التصرفات التي بدأت تظهر قبل أن يأتي هذا الخطاب إزاء حلفائهم في حزب المؤتمر فيما يخص إدارة مؤسسات الدولة.
ويقول لـ”المشاهد”: “قبل خطاب زعيم الحوثيين، تم الاعتداء على وزراء تابعين لحزب المؤتمر، كما تواجه شخصيات مؤتمرية مرموقة انتقادات لاذعة وكلام أقل ما يمكن وصفه بأن كلام سفيه، ونشرت مقالات من هذا النوع في وسائل إعلام الحوثي، ثم اتسعت إلى حد الانفراد بقرارات التعيينات التي آخرها مفتي للجمهورية اليمنية، وتم تغييره بمفتي الديار اليمنية، وهكذا تتواصل أعمالهم وممارساتهم الاقصائية”.
ويشير الإعلامي التابع لحزب صالح -فضل عدم ذكر اسمه- إلى أن دعوة زعيم الحوثيين إلى تفعيل قانون الطوارئ ضد من ينتقد ممارساتهم، في حين أن هناك أصواتاً كثيرة في حزب المؤتمر بصنعاء كانت تقف أمام كثير من التصرفات التي تدلل على عدم كفاءة جماعة الحوثي في إدارة الدولة، ويضيف: “حزب المؤتمر كان يُدرك من قبل أن يتحالف مع جماعة الحوثي أنها ستحاول إقصاء شركائها، ومنذ أن تمت الشراكة بإعلان المجلس السياسي ثم تشكيل الحكومة وهو يواجه التصرفات الأنانية من قبل الجماعة، إلا أنه فضل عدم التصادم معها خشية الانكسار أمام الطرف الأخر المتمثل بقوات هادي والعدوان”.
ضغوطات تلغي تشكيل هيئة الإفتاء
“المشاهد” علم من مصادر مطلعة في حزب “صالح” أن ضغوطات كبيرة قام بها الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه إزاء تشكيل هيئة إفتاء جديدة جميع أعضائها من جماعة الحوثي، دون أن يتم مشاركة حلفائهم، الأمر الذي جعل الجماعة تتراجع عن قرارها على أن يتم تشكيل هيئة إفتاء من العلماء المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، ويشير المصدر إلى أن ضغط حزب صالح كان من أجل تحقيق الكفاءة والنزاهة لهيئة الإفتاء، وغض المؤتمر الطرف عن تعيين الحوثيين لرئيس لهيئة الإفتاء منهم، دون مشاورة أكبر حلفائهم حزب المؤتمر التابع لصالح.
الحوثيون يتظاهرون ضد حلفائهم
في ذات السياق حشدت جماعة الحوثي أنصارها للتظاهر عصر أمس الأحد مناصريها في شارع المطار دون أن تحتشد في ميدان السبعين الذي يحتشد فيه عادة أنصار حليفهم علي عبدالله صالح، وتقول جماعة الحوثي أن التظاهرة ضد من أسماهم زعيمهم بالطابور الخامس، الأمر الذي كشف عن حجم الخلاف بين شركاء الانقلاب، ووفقاً لتوقعات الساسة فإن هذه التظاهرة تدلل على تظاهر جماعة الحوثي ضد شركائها الذين تنوي التخلص منهم، خاصة أن الجماعة بدأت بإعلان الحرب ضد منهم في محيطها وفي النطاق الجغرافي الذي تسيطر عليه.

مقالات مشابهة