المشاهد نت

القبيلة اليمنية تنجح فيما عجزت عنه الأمم المتحدة

صورة ارشيفية سابقة تبادل الاسري بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي "أرشيفية "

المشاهد – فؤاد العلوي-خاص :

نجحت وساطات قبلية خلال شهر مايو الحالي في الإفراج عن 72 أسيرا لدى قوات الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية ومسلحي جماعة الحوثي وحليفها صالح في عمليات تبادل قادها مشائخ ووسطاء قبليون.

وتمكنت وساطة قبلية الجمعة 19 مايو 2017 من إبرام صفقة تبادل أسرى مع الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي وصالح قوامها 50 أسيرا من طرفي القتال، تم تسليمهم في منطقة قانية بمحافظة البيضاء، وهي منطقة تقع في الوسط بين طرفي القتال.

صفقة تبادل الأسرى هذه جاءت بعد أيام من تبادل 22 أسيرا بين الحكومة الشرعية والحوثيين، بعدة جبهات في كل من محافظة البيضاء وتعز ومأرب، حيث تم بموجبها تبادل 11 أسيرا من الموالين للحكومة الشرعية و11 آخرا من الموالين لجماعة الحوثي.

 

وسطاء قبليين

صفقات تبادل الأسرى التي جرت خلال مايو الحالي وما قبلها من صفقات تبادل تمت كلها عن طريق وسطاء قبليين (مشائخ قبليين)، بعيدا عن أعين الأمم المتحدة التي طالما رفعت لافتة إطلاق الأسرى والمعتقلين دون تحقيق أي نتائج.

ناجي مريط – شيخ قبلي ينتمي لمديرية الحيمة بمحافظة صنعاء وأحد الذي قادوا جهود الإفراج عن 22 أسيرا الجمعة الماضية يؤكد أن الجهود التي يقوم بها هي جهود هدفها في الأول خيري لا مادي.

ويشرح: في حديث مع “المشاهد” الجهود التي يبذلها الوسطاء لإطلاق الأسرى، حيث يتم التقدم للأطراف اليمنية المتمثلة في الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي بطلب الإفراج عن أسرى وتبادل صفقات، ويجدون أحيانا استجابة وأحيانا تفشل الجهود.

لكن مريط أكد أنه ومنذ أكثر من عام نجح في الإفراج عن أكثر من 200 أسير، على دفع مختلفة وأحيانا يتم إطلاق أسير مقابل أسير وأحيانا بعض الأطراف تستجيب للإفراج عن أسرى دون مقابل.

ويؤكد الشيخ مريط وهو أحد مشائخ مديرية الحيمة بمحافظة صنعاء أن كل الجهود التي يتم بذلها من قبل الوسطاء هي جهود غالبا ماتكون فردية ذاتية ولا يتلقون أية مقابل مادي من أي من أطراف الصراع.

وأضاف: “المشكلة أحيانا أننا نواجه الاتهامات من قبل الطرفين بأننا غير محايدين، وأننا نخدم طرف معين ضد طرف آخر والعكس، لكن العمل الذي نقوم به هو عمل لانتلقى من ورائه أي عائد مادي من أي طرف”.

 

تأكيد لدور القبيلة

من جهته يؤكد العميد في الجيش الوطني صادق اليوسفي – وأحد الناشطين في جانب الإفراج عن الأسرى – أن القبيلة تتولى دورا محوريا في صفقات تبادل الأسرى التي تمت خلال الفترات الماضية بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي وصالح، إذ يتولى مشائخ القبائل جهودا مكثفة تنجح بالإفراج عن أسرى من الطرفين.

ويضيف في حديث مع “المشاهد” أن “أطراف الصراع اليمنية هي من تلجأ إلى مشائخ القبائل لطلب التدخل وتنفيذ عمليات تبادل أسرى، نظرا لاعتبارات سياسية من بينها أن الحكومة الشرعية على سبيل المثال لاتريد أن تتفاوض مباشرة مع الحوثيين حتى لايحسب عليها موقف التفاوض مع مليشيا انقلبت على السلطة الشرعية والعكس أيضا من قبل جماعة الحوثي وصالح”.

إقرأ أيضاً  إيناس تتحدى الإعاقة وتلهم المجتمع  

اليوسفي اعتبر أن نجاح مشائخ القبائل في تنفيذ صفقات تبادل الأسرى يؤكد على الدور المحوري للقبيلة في اليمن، وأنه لايمكن تعدي دورها مهما حاولت أطراف الصراع تهميشها.

ويتابع: “قبيل مفاوضات الكويت الأخيرة كانت الحكومة الشرعية تشترط الإفراج عن المعتقلين قبل انطلاق المفاوضات، وتقدمت الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي بأسماء الأسرى إلى المبعوث الأممي وبلغ عددهم 11 ألف أسير لدى الطرفين بينهم 7 ألف لدى جماعة الحوثي وصالح”.

ويضيف: “رغم كل الضغوط التي مورست على الطرفين للإفراج عن الأسرى قبل المفاوضات إلا أن شيئا من ذلك لم يتم، وانطلقت مفاوضات الكويت واستمرت لأكثر من 100 يوم دون أن يفرج عن أحد من الأسرى في حين نجحت جهود قبلية في الإفراج عن العشرات من الأسرى”.

وبحسب اليوسفي فإن هذا يؤكد أن القبيلة مازالت تشكل جزءً لايمكن تعديه في المشهد اليمني، وهذا – بنظره – ليس وليد اللحظة وإنما هو دور تاريخي ممتد لقرون من الزمن.

اليوسفي في حديثه مع “المشاهد” كشف أنه كان أحد المعتقلين لدى جماعة الحوثي في مديرية المطمة بمحافظة صعدة، وفوجئ بإعلان زعيم الحوثيين عن عفو عام في رمضان الماضي لكنه اكتشف أنها في الأصل نتيجة تفاهمات قبلية.

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية أدركت أهمية القبيلة في صناعة المشهد اليمني لذا سارعت لاستدعاء مشائخ اليمن من مختلف المناطق نظرا لتأثيرهم في كثير من مسار الأحداث وقدرتهم على إحداث خرق في المعركة القائمة منذ أكثر من عامين.

 

صفقات ليست عادلة

لكن في المقابل هناك من يعتبر أن صفقات تبادل الأسرى التي تتم هي صفقات ليست عادلة.

وبحسب عبدالناصر علي – صحفي ومتابع لقضية الأسرى – فإن صفقات الأسرى يمكن تسميتها صفقات تبادل أسرى ومعتقلين وليس أسرى، لأن مايجري هو أن الحكومة الشرعية ليس لديها معتقلين من أنصار الحوثي وصالح، بينما تغص سجون الحوثيين بالآلاف من الذين تم اعتقالهم وهم في منازلهم وليسوا أسرى حرب.

وأضاف: “تقوم الحكومة الشرعية بالإفراج عن أسرى تم أسرهم في جبهات القتال بينما تجد المفاجأة أن من يتم إطلاقهم من قبل الحوثيين هم ممن تم اعتقالهم في المنازل وليسوا أسرى، بمعنى أنني كطرف صراع بإمكاني اعتقال أي شخص من أي مكان سيطرتي وأقوم بمبادلته.

لكن الشيخ ناجي مريط الذي تحدث لـ”المشاهد” أكد أن لدى الشرعية معتقلين تم اعتقالهم من الطرقات أثناء سفرهم إلى سيئون.

وكانت أول عملية تبادل أسرى بين الحكومة الشرعية والحوثيين تمت في 24 يونيو 2015، عندما أعلنت المقاومة الشعبية في عدن عن إتمام أول عملية تبادل للأسرى مع الحوثيين تم خلالها الإفراج عن 37 أسيرا لدى الطرفين.

مقالات مشابهة