المشاهد نت

نازحو الحديدة…رحلة البحث عن المأوى في صنعاء

المشاهد-خاص:
بعد أن عجز النازح من مدينة الحديدة حامد سعيد (49 عاما) من العثور على منزل للإيجار في صنعاء بسعر معقول، اضطر للسكن في منزل أحد اقاربه بمنطقة دارس شمال العاصمة صنعاء، كما يقول لـ”المشاهد”، مضيفا أنه أمضى أسبوعين في البحث عن شقة مكونة من غرفتين ومطبخ وحمام، وفي كل مرة يجد الشقة بنفس هذه المواصفات ليعيش فيها مع أبنائه الخمسة وزوجته، يفاجئ برفض صاحب العقار التأجير بأقل من 40 ألف ريال (حوالي 80 دولارا أمريكي)، وهذا مبلغ لا يستطيع دفعه، في ظل المعاناة التي تعرض لها أثناء رحلة النزوح من مدينة الحديدة إلى صنعاء.
مئات النازحين القادمين من الحديدة إلى صنعاء اصطدموا برفع أصحاب العقارات للإيجار، ما اضطر بعضهم إلى استئجار منازل تأوي أطفالهم بأسعار مرتفعة، وصاحب الحض منهم، من وجد متسعا له في منزل قريب له كما هو حال سعيد.

استغلال النازحين
وعقب تدفق النازحين من مدينة الحديدة صوب صنعاء، سارع أصحاب العقارات إلى رفع أسعار الإيجار، في استغلال صارخ لكارثة النزوح القسري لأبناء مدينة أنهكها الفقر على مدى عقود من الزمن بحسب ما أكده خمسة نازحين من مدينة الحديدة لـ”المشاهد”، مشيرين إلى أن أصحاب الإيجارات لم يكتفوا برفع الأسعار وحسب، بل طالبوا من المستأجر كتابة التزامات بدفع الإيجارات بداية كل شهر. فيما طالب بعضهم بدفع الإيجار مقدما لمدة ثلاثة أشهر، الأمر جعل البعض يقبل بذلك، وهم الميسورين نسبيا، ومن لا يملك النقود الكافية، ظل يبحث عن إيجار غرفة واحدة لأسرة مكونة من خمسة أشخاص على أقل تقدير.
يقول سالم محمود الذي نزح من مديرية الدريهمي إلى صنعاء في 20 يونيو/حزيران الماضي أنه وجد شقة في إحدى العمارات بمنطقة السنينة غرب صنعاء، بمبلغ خمسين ألف ريال، مضيفا أن الشقة مكونة من ثلاثة غرف وصالة ومطبخ وحمام، لكنه يخشى من استمرار المواجهات العسكرية، لأنه في حالة كهذه لن يستطيع الاستمرار في دفع الإيجار بانتظام.
ويبرر أصحاب العقارات في صنعاء رفع إيجارات الشقق، بالارتفاع الجنوني للأسعار في كل شيء، ناهيك عن امتناع الموظفين عن دفع الإيجارات على مدى العامين الماضيين، بسبب عدم استلامهم لرواتبهم، وهو ما عرض الكثيرين منهم للخسائر كما يقول علي أحمد السريحي.
ويضيف السريحي صاحب عمارة مكونة من ست شقق في منطقة شملان شمال العاصمة صنعاء أن الإيجارات ارتفعت قبل أن يأتوا نازحي الحديدة إلى صنعاء، مع ارتفاع الأسعار في كل شيء، وهرب الكثيرين من محافظات صعدة، وتعز من الحرب في وقت سابق إلى صنعاء، مضيفا أن المسالة ليست استغلال لنازحي الحديدة كما يرددون.
وناشد ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك وتويتر” أصحاب العقارات في صنعاء بالتعاون مع نازحي الحديدة، وعدم استغلالهم، غير أن تلك المناشدات لم تجد لها مكانا في ضمائر أصحاب العقارات كما يقول سليم نعمان أحد الناشطين الذين غردوا مرارا عن استغلال أصحاب العقارات في صنعاء للمستأجرين من نازحي مدينة الحديدة.

إقرأ أيضاً  الهروب من البشرة السمراء.. تراجيديا لا تدركها النساء

معاناة مستمرة
وبدأت معاناة نازحي الحديدة من اللحظة الأولى التي قرروا فيها النزوح هربا من الموجهات التي اقتربت من مدينة الحديدة في الأيام الماضية، إذ أن أصحاب باصات الأجرة رفعوا سعر الراكب الواحد من الحديدة إلى صنعاء إلى عشرة آلاف ريال بعد أن كانت بـ 5 آلاف ريال في السابق بحسب تأكيد خمسة أشخاص نزحوا من الحديدة عقب اقتراب المواجهات العسكرية من المدينة، مشيرين إلى ان رحلة المعاناة مستمرة في صنعاء، حيث لا مأوى، ولا معونات غذائية من المنظمات.

 

مقالات مشابهة