المشاهد نت

أطباء في مدينة تعز: حمى فيروسية مجهولة تجتاح المدينة

تعز- سالم الصبري:

توفي علي عبدالنور، المكنى بـ”علي الشاقي”، حيث يعيش في منطقة وادي الدحي غرب مدينة تعز، بعد إصابته بحمى فيروسية لم يتأكد الأطباء في مستشفيات مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، ما نوعيتها، في ظل انتشار وباء حمى الضنك بشكل مخيف، وسط تقاعس كبير من قبل السلطة المحلية، بحسب الناشط المجتمعي عمر أحمد، الذي أوضح لـ”المشاهد” أن أسراً أصيب أفرادها بشكل كامل جراء هذا الوباء.
وقال الدكتور آدم الجعيدي، الطبيب في المستشفى الجمهوري الحكومي في مدينة تعز، إن الحمى الفيروسية تجتاح محافظة تعز، مشيراً إلى أن مئات الحالات وصلت إلى المستشفيات، والعشرات منها تصل بمضاعفات خطيرة.

أعراض مشابهة لحمى الضنك

وتتشابه أعراض الحمى الفيروسية التي تصيب سكان المدينة، مع أعراض حمى الضنك، بحسب الدكتور الجعيدي، مؤكداً في منشور على صفحته في “فيسبوك”، أن 95% من حالات الحمى التي يشكون بأنها حمى الضنك، تكون سلبية، بمعني أنها ليست حمى الضنك، بل إنها حمى فيروسية غير معروفة السبب، كما يقول.
وهذا يعني -وفق الجعيدي- أن هناك فيروساً آخر يغزو تعز، إلى جانب فيروسات أخرى تقتل سكان المدينة. وقال: “منذ بداية جائحة الحمى إلى اليوم، واجهنا المئات إن لم تكن الآلاف من حالات الحمى في أكثر من مستشفى، لم نلق سوى 5% منها فقط ثبتت أنها حمى الضنك، يعني أن 95% من حالات الحمى تطلع سلبية”.
وتساءل عن دور مسؤولي مكتب الصحة في البحث ومعرفه السبب، وعمل حلول لمكافحة البعوض الناقل لهذه الفيروسات، ولماذا لا يتم إعلان حاله الطوارئ لمواجهة هذه الجائحة؟
وتعاني الحالات المصابة بهذه الحمى الفيروسية (أغلبها من الأطفال تحت سن 12 عاماً)، من ارتفاع شديد لدرجة الحرارة وطفح جلدي وألم بالحلق وانخفاض بعدد الصفائح الدموية وإسهالات، بحسب الدكتور عبدالمغني المسني، الذي يعمل في مستشفى الثورة، أكبر مشافي تعز الحكومية، مرجحاً أنه فيروس إنفلونزا معدٍ، وينتشر بسرعة، والتشخيص يحتاج إلى جهود يقف عليها مكتب الصحة، وقد يحتاج إلى الاستعانة واستقدام ما يلزم للتشخيص الدقيق.
ويحذر الدكتور المسني من خطر هذه الحمى الفيروسية التي تصيب السكان في مدينة تعز، داعياً قيادة محافظة تعز إلى إيقاف الدراسة لمدة أسبوعين، حتى يتم إيقاف إنشار المرض. وقال إن تعز تقع تحت وباء مخيف “المسألة ليست ببساطة كما يقال حمى الضنك، الحالات تشبه الضنك، لكنها ليست هي”.
الانتشار السريع لهذه الحمى، أثار الهلع وسط سكان محافظة تعز، الذين يشاهدون ازدحام المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات التخصصية والمختبرات العامة والخاصة، بالمرضى.

إقرأ أيضاً  دور النساء في تحسين جودة الدراما اليمنية

كيف ينتقل الوباء؟

ينتقل وباء حمى الضنك عبر البعوض الناقل للمرض، وليس عبر التجمعات السكانية، كما هو الحال في المدارس، بحسب السامعي، مشيراً إلى أن حمى الضنك والحمى الفيروسية تنتشران في المحافظات الجنوبية والغربية، ومنها محافظة تعز، وليست محصورة بمحافظة تعز وحدها.
وبلغ عدد الحالات المصابة بحمى الضنك 5200 حالة خلال شهري أكتوبر الماضي ونوفمبر الجاري، وتوفيت حالتان وفقاً للفحص المخبري المسجلة لدى إدارة الترصد الوبائي، الحالة الأولى في حارة سوق الأشبط شرق المدينة، والثانية في منطقة وادي عمر بمديرية الشمايتين جنوباً.
وكان مكتب الصحة والسكان بمحافظة تعز، قام مؤخراً بتنفيذ حملات لرش أماكن تجمع البعوض الناقل لهذا المرض، لكن تزايد الحالات المصابة بالحمى الفيروسية، يؤكد أن مكافحة البعوض الناقل للمرض لم يكن بالقدر الكافي، ما يرجح تفاقم هذه المشكلة إذا لم تتم مكافحة البعوض بالشكل المطلوب.

توقف دعم المنظمات فاقم المعاناة

وتسبب توقف الدعم الذي تقدمه عدد من المنظمات الدولية لمكتب الصحة في المحافظة، في انتشار وباء حمى الضنك، بحسب الدكتور عبدالرحيم السامعي، الذي يعمل حالياً لمكافحة الوباء، بجهود ذاتية وأعمال تطوعية من قبل كوادر المكتب، منوهاً في تصريح لقناة “يمن شباب” الخاصة، إلى أن توجيهات صدرت من قبل المحافظ نبيل شمسان، لصرف 19 مليون ريال بصورة عاجلة، لمكافحة المرض، لكن لم يتمكنوا من الحصول على هذا المبلغ حتى الآن.
لكن مكتب الصحة والسكان بمحافظة تعز، أهاب بجميع أولياء الأمور الاطمئنان، وعدم الانجرار خلف أية شائعات أو دعوات لا ترتكز على أي أساس علمي أو صحي أو اجتماعي، بخصوص مرض حمى الضنك.
ويرى السامعي أن الأمر لا يدعو إلى إغلاق المدارس وتعطيل الدراسة بسبب انتشار حمى الضنك أو أية حمى فيروسية.

مقالات مشابهة