المشاهد نت

طلاب اليمن في مصر …دراسة مهددة بالتوقف

القاهرة – موسي العيزقي : 

كل يوم، يتوجه الطالب اليمني العشريني توفيق الفلاح، إلى جامعة الأزهر في العاصمة المصرية القاهرة، وباله مشغول بأوضاعه المعيشية الصعبة، ودراسته المهددة بالتوقف، جراء عدم استلامه مع 64 طالباً وطالبة، لمستحقاتهم المالية منذ أكثر من عام، كما يقول لـ”المشاهد”.
ولم يتم اعتماد مستحقات مالية لهؤلاء الطلاب الذين حصلوا على منح تبادل ثقافي في جامعة الأزهر، للعامين الماضيين، أسوة بطلاب التبادل الثقافي، ناهيك عن تأخر صرف المخصصات المالية لبقية الطلاب اليمنيين في جامعات مصرية أخرى، الأمر الذي جعلهم عاجزين عن توفير مستلزمات الحياة الضرورية من مأكل ومشرب وملبس، ومراجع ونفقات أبحاث جامعية، وغيرها من الاحتياجات.
ويصل عدد الطلاب اليمنيين إلى حوالي 3500 طالب وطالبة، خلال العام 2018، وفق تقديرات وزارة التعليم العالي المصرية، فيما بلغت نسبة الابتعاث للجامعات المصرية في الأعوام الثلاثة الأخيرة، 70% من إجمالي الطلاب اليمنيين المبتعثين إلى الخارج، وفق وزارة التعليم العالي اليمنية.

لماذا تتأخر المستحقات المالية؟

ويلقي هذا الوضع بظلاله على قدرات الطلاب في التحصيل العلمي، رغم أن البعض منهم لجؤوا إلى ممارسة أعمال مهنية تعينهم على استكمال دراستهم، ومنهم معاذ (23 عاماً)، الذي يعمل مقدم وجبات في أحد المطاعم اليمنية بالقاهرة.
يقول معاذ لـ”المشاهد”: “وصلت إلى مصر في العام 2016، بناءً على منحة دراسية حصلت عليها بعد حصولي على نسبة 97% في الثانوية العامة، للدراسة بكلية الحسابات بجامعة القاهرة، لكني فوجئت بعد وصولي بتأخر مستحقاتي المالية”.
ظل معاذ يتردد على الملحقية الثقافية بشكل يومي، ولمدة 6 أشهر، بحثاً عن المستحقات، بدلاً من ذهابه إلى الكلية، ما أدى إلى ضياع عام كامل عليه من الدراسة، دون أن يتسلم مستحقاته، وفق ما يقول، مضيفاً: “عندما تسرب إليَّ اليأس، اتجهت للعمل في مطعم كمقدم وجبات للزبائن”.
وفي نهاية المطاف، صرف ربع واحد فقط من المستحقات التي يفترض أن توزع على 4 دفعات خلال العام الدراسي الواحد، وهو ما شجع معاذ على مواصلة الدراسة، مع استمراره بالعمل مساء كل يوم، ولكنه لا يجد وقتاً كافياً لاستذكار دروسه، كما يقول.
ويبرر الملحق المساعد للشؤون المالية بالملحقية الثقافية اليمنية بمصر، سلطان هاشم المخلافي، عدم تسلم الطلاب للمستحقات، بتأخر وصولها من اليمن، مؤكداً لـ”المشاهد” بالقول: “نحن نصرف مستحقات الطلاب فور وصولها، حتى يتمكنوا من الاستمرار في تحصيلهم الدراسي”، لكنه يشير إلى أن الحرب والأوضاع الاستثنائية التي تعيشها البلاد، أثرت بشكل كبير على تدفق رسوم ومستحقات الطلاب.

إقرأ أيضاً  تعز: العيد دون زيارات في ظل الحصار

وقفات احتجاجية لم تجلب الحقوق

الحال نفسه، يتكرر مع طلاب الدراسات العليا في الجامعات المصرية، الأمر الذي يسبب لهم مشاكل كبيرة مع ملاك الشقق، إذ يتعرض البعض للتهديد بالطرد من السكن لتأخر الإيجار الشهري، ناهيك عن إسقاط أسماء البعض من كشوفات المنح الرسمية.
وتقول أمل، إحدى طلبة الدراسات العليا: “أسقط اسمي من كشوفات المنح بعد العام الأول من دراسة الماجستير بالحقوق، دون أن أعلم سبباً لذلك”.
وبعد لجوء الطلاب إلى تنفيذ وقفات احتجاجية أمام السفارة اليمنية في القاهرة، للمطالبة بإعادة أسماء من سقطت أسماؤهم من كشوفات المنح، وصرف تذاكر طيران لمن أكمل دراسه، ليتمكن من العودة إلى أراضي الوطن، حلت مشاكلهم، كما تقول أمل.
لكن يبقى تأخر المستحقات، هي المشكلة الأساسية أمام الطلاب اليمنيين في مصر، بحسب ما أكده الطالبان معاذ والفلاح.

دعوة للحكومة اليمنية

وقع الطالب اليمني ضحية الأوضاع الراهنة، التي تعيشها البلاد منذ 4 أعوام من عمر الحرب، بحسب الصحفي والناشط اليمني أمين المغني، مشيراً إلى أن الطالب اليمني إما نازح ومشرد في الداخل، أو محتج ومتظاهر أمام سفارة بلاده في الخارج، بحثاً عن مستحقاته.
ويدعو المغني الجهات المعنية إلى سرعة إيجاد حلول للطلاب الدارسين في الخارج، وصرف مستحقاتهم المالية، لكي يتمكنوا من مواصلة دراستهم، بعيداً عن انشغالهم بأوضاعهم المعيشية التي يعانون منها حالياً.

مقالات مشابهة