حضرموت: وقف الكتب لمساعدة مرضى الثلاسيميا

حضرموت – محمد سليمان

أطلقت مبادرة وتين المتخصصة بالقراءة حملة “وتين للكتب”، وهي حملة تهدف إلى جمع الكتب المتواجدة لدى القراء، والتي لم يعودوا بحاجة لها، ووضعها كوقف علمي لهم، على أن تباع بعضها لتعود مبالغ بيعها لمساعدة مرضى الثلاسيميا.

بدأت فكرة المبادرة الكاتبة الشابة عائشة جابر، رئيسة مبادرة “وتين”، القادمة من محافظة إب إلى حضرموت، والتي قالت في حديثها لـ”المشاهد” إن الحملة تهدف بشكل أساسي لتسليط الضوء على معاناة هذه الفئة المنسية من المرضى، والتي تعاني بصمت”.

وقالت جابر إن “الحملة ستكون على ثلاث مراحل؛ المرحلة الأولى جمع الكتب كوقف لهم، وسيتم تقسيمها إلى كتب صالحة للبيع ستذهب مبالغ بيعها للمرضى، والكتب الأخرى سيتم وضعها في مكتبات المعاهد والكليات”.

أما المرحلة الثانية، فهي مرحلة القراءة المفتوحة، والتي تستضيفها عدد من الكافيهات بمدينة سيئون، والمرحلة الثالثة سيتم خلالها عمل مجتمع متين، والتي ستكون خلالها جلسات نقاش مع متخصصين في المجالات العلمية، مع المهتمين بمجالاتهم.

مرض الثلاسيميا

مدير المركز الوطني للمختبرات المركزية بحضرموت الدكتور سعيد سعيدان، قال لـ”المشاهد” إن مرض الثلاسيميا يأتي نتيجة اضطراب وراثي في خلايا الدم نتيجة انخفاض مستوى الهيموجلوبين وانخفاض عدد كريات الدم الحمراء عن المعدل الطبيعي، ولمرض الثلاسيميا أعرض كثيرة -حسب سعيدان- أبرزها فقر الدم، الضعف العام، ضيق التنفس، اضطراب بدقات القلب، شحوب بالجلد وهشاشة العظام.

أما المضاعفات فهي ضعف الأنسجة الخاصة بالقلب والكبد نتيجة عملية نقل الدم للمرضى. وأكد سعيدان على ضرورة تفعيل فحص ما قبل الزواج للوقاية من حدوث الأمراض الوراثية، ومنها مرض الثلاسيميا الذي تزايد في الآونة الأخيرة بمحافظة حضرموت.

وبلغ عدد الحالات المصابة بالثلاسيميا المسجلة بمدن ساحل حضرموت 663 حالة، حسب رئيسة مؤسسة سدن لمرضى الثلاسيميا، الدكتورة إيمان بن حاتم. بينما لا توجد إحصائيات مسجلة بمناطق وادي وصحراء حضرموت.

وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 50.000 حالة تولد سنويًا حول العالم وهي تحمل مرض الثلاسيميا، أكثر من 80% منها توجد بالدول النامية، وقد بلغ عدد الحالات المسجلة سنويًا في اليمن 700 حالة، بإجمالي حالات مسجلة إلى نهاية العام 2019، يبلغ 50.000 حالة، حسب جمعية الثلاسيميا باليمن.

مباردة حكومية

وفي بادرة حكومية لمواجهة الأمراض المنقولة وراثيًا، أصدرت الحكومة المعترف بها دوليًا، في أغسطس 2022، قرارًا يقضي بإلزامية إجراء الفحوصات الطبية ما قبل الزواج. وصدر بذلك تعميم من وزيري العدل والصحة إلى مكاتب الصحة بالمحافظات للقيام بدورها في هذا القرار. إلا أنه وإلى ساعة كتابة التقرير، لم يتم العمل بالقرار من قبل الجهات المعنية.