المشاهد نت

اشتراطات بعدم تشريح الجثة، أسرة هشام الحكيمي ترفض استلامها

هشام الحكيمي، 44 عاما توفي أثناء احتجازه في سجن للمخابرات لدى السلطات في صنعاء

 صنعاء- سهى محمد

رفضت أسرة هشام الحكيمي، 44 عاما، بصنعاء استلام جثته بعد اشتراطات من السلطات بصنعاء بعدم تشريح الجثة، حسب أحاديث مع مصادر مقربة من الأسرة.

تم إبلاغ الأسرة بوفاة هشام في 25  أكتوبر\تشرين الأول الجاري، عبر اتصال من سجن جهاز أمن المخابرات التابعة لسلطات الحوثيين في صنعاء، تبلغهم بوفاته وتطالبهم بسرعة استلام جثته.

منظمة رعاية الأطفال التي كان يعمل فيها هشام أكدت في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، أن هشام توفي أثناء احتجازه وطالبت بإجراء تحقيق مستقل وفوري.

وقالت المنظمة أن هشام اعتقل في 9 سبتمبر 2023، ولم يتمكن أحد من أسرته أو من فريق المنظمة رؤيته أو الحديث معه رغم المحاولات المتكررة من عائلته وفريق المنظمة.

وحسب بيان المنظمة فإنه لم يتم توجيه أي اتهامات أو إجراءات قانونية من قبل السلطات أو تقديم سبب احتجازه.

وأعلنت المنظمة تعليق أعمالها في مناطق سيطرة جماعة الحوثي مؤقتا بأثر فوري.

 مصادر مقربة من الأسرة قالت للمشاهد “في نفس اليوم الذي اعتقل فيه، أعيد الى المنزل برفقه عدد من المسلحين وتم مداهمه المنزل وتفتيشه ومصادره جميع الأجهزة بما فيها هاتف زوجته وآيبادات أطفاله الأربعة، وتم تهديد الأسرة بعدم التبليغ او نشر ملابسات اعتقاله وظروفها”.

اتهامات لمدير المنظمة

في الجمعة 27 أكتوبر 2023، اتهم الناشط الحقوقي رياض الدبعي،  في منشور له على منصة إكس، مديرة  مكتب المنظمة في اليمن من الجنسبة الهندية، راما دفيا، بتلفيق تهمة ضد  هشام الحكيمي، الذي كان يعمل مديرا لقسم الأمن والسلامة، إثر خلافات بينهما .

وقال الدبعي  أن دفيا غادرت اليمن في نفس اليوم الذي اعتقل فيه هشام .

لم يتمكن المشاهد من التواصل مع دفيا بشأن هذه الاتهامات وظهر حسابها على منصة إكس محذوفا بعد الإشارة إليه من قبل ناشطين يمنيين.

تقول المنظمة أن هشام يعمل في منظمة رعاية الأطفال منذ عام 2006،  وأنه كان مخلصا متفانيا في عمله، وهو ما مكنه من الحصول على مركز مدير قسم الأمن والسلامة في المنظمة ـ الذي قلما يحصل عليه موظف يمني ـ وهو أب لأربعة أبناء.

وقالت ” أنه عمل لسنوات طويلة مساهما في بناء وتمكين المنظمة، وأنه كان مثالا يحتذى في دعمه المستمر لنجاح مهمتها في اليمن.”

إقرأ أيضاً  لحج: «الكثبان الرملية» تودي بحياة مرتادي الطرق

وتعمل منظمة رعاية الأطفال في اليمن منذ عام 1963، حيث تنفذ برامج في مجالات التعليم وحماية الطفل والصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والاستجابة لحالات الطوارئ في معظم محافظات الجمهورية.

ونعاه الصحفي محمد الغباري قائلا: ماتت ابتسامة هشام، مت أيها الصديق الجميل هشام عبدالعزيز الحكيمي في زنزانة مخابرات الحوثيين بعد أكثر من شهر وأسبوعين على اعتقالك، مشيرا الى أن علاقته بهشام امتدت إلى أكثر من عشرون عاما، حيث كان دينمو العمل في أي مكان يتواجد فيه.

ولفت الغباري عبر منشور على صفحته في فيسبوك، الى ان إدارة المنظمة قررت نقله الى الأردن للعمل لديها قبل عامين، إلا أنه فضل العودة الى اليمن لمزاولة نشاطاته فيها.

القتل خارج القانون

ادانت الحكومة اليمنية، ما قام به جهاز الأمن والمخابرات الحوثي على تصفية هشام الحكيمي، تحت التعذيب بعد قرابة خمسون يوما من اختطافه من أحد الشوارع، معتبرة الأمر ليس سوى “امتداد لسياسة التضييق على عمل المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرتها.

قال معمر الارياني وزير الإعلام، ان الحوثيين يواصلون اختطاف عدد من العاملين في المنظمات التابعة للأمم المتحدة، و11 من موظفي السفارة الأمريكية لدى اليمن والوكالة الأمريكية للتنمية، منذ قرابة عامين، واخفائهم في ظل ظروف غامضة وبدون أي تهم، مع عدم السماح لأسرهم بمقابلتهم وهذا يعد انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.”

ونقل الإرياني عن وزارة حقوق الإنسان في أكتوبر العام الماضي أنها رصدت أكثر من (350) حالة قتل تحت التعذيب من إجمالي (1,635) حالة تعرضت للتعذيب في معتقلات تديرها جماعة الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء في نهاية 2014.

في سبتمبر الماضي،  قالت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان أنها وثقت ما بين أغسطس 2022 حتى يوليو 2023، 689 حالة اعتقال تعسفي واختفاء قسري، منها 516 حالة قامت بها جماعة الحوثي مقابل 152 قامت بها القوات الحكومية والجهات الأمنية التابعة لها.

وقالت اللجنة في تقريرها الحادي عشر أنها تحققت من 50 حالة قتل خارج إطار القانون، منها 35 حالة قالت اللجنة “ثبتت فيها مسؤولية جماعة الحوثي” مقابل  15 حالة قامت بها القوات الحكومية والجهات الأمنية التابعة لها.

مقالات مشابهة