المشاهد نت

التدفئة بالوسائل التقليدية في الشتاء.. «مرض وموت»

وسائل التدفئة في اليمن.. الهروب من برد الشتاء إلى المرض والموت

صنعاء – إيمان عبد القوي

خلال الأيام الأولى من شهر ديسمبر/كانون أول، تعرض أطفال عبدالله سعيد، في منطقة مذبح بصنعاء، للزكام، والتهابات في الحلق، والمفاصل وحمى شديدة بسبب شدة البرد.

لم يستطع سعيد شراء المزيد من البطانيات، أو شراء مدفأة كهربائية بسبب ظروفه المادية؛ ما دفعه إلى إشعال النار في الفحم للشعور بالدفء في المنزل.

مع اشتداد البرد في المحافظات الجبلية في اليمن، تلجأ الأسر الفقيرة والنازحة إلى استخدام وسائل تقليدية للتدفئة، كإحراق الفحم والحطب في غرف المنازل.

في كل ليلة منذ بدء شهر ديسمبر/كانون أول يحضر سعيد كمية من الفحم، ويحرقها في الغرفة وبجانبه أطفاله، ويتصاعد الدخان، ويشعرون بالدفء.

يقول سعيد لـ«المشاهد»: “برد الشتاء خطر على حياة الأطفال، بخاصة الذين لا يجدون التغذية الجيدة، والأماكن الدافئة”.

وتستخدم العديد من الأسر في صنعاء هذه الطرق التقليدية لمواجهة موجة الصقيع التي تتزايد مع بداية فصل الشتاء من كل عام.

وبرغم المخاطر الكبيرة لاستخدام هذه الطرق الخاطئة، إلا أن العائلات الفقيرة والنازحة لا تجد حلًا بديلًا للتخفيف من البرد القارس، وتجد إحراق الفحم أو الحطب الوسيلة الوحيدة والممكنة للتدفئة.

الأمراض والموت

استخدام الطرق التقليدية للتدفئة تتسبب بأضرار صحية وخطرة على حياة الأطفال وكبار السن، وقد تقود إلى الموت نتيجة الاختناق بالغازات السامة.

يقول مواطنون في صنعاء إنهم تخلوا عن استخدام وسائل التدفئة التقليدية بعد أن تسببت بمشاكل صحية لأطفالهم، مثل السعال الشديد.

وتبيّن لهم عندما ذهبوا إلى الأطباء بأن تلك المشاكل الصحية ناجمة عن الأدخنة الناتجة عن إحراق الحطب والفحم في أماكن مغلقة.

إقرأ أيضاً  تعز…تسجيل وفيات بالكوليرا

الحوادث المتكررة نتيجة اللجوء إلى استخدام وسائل التدفئة التقليدية، وما نتج عنها من وفيات وإصابات خطرة، جعلت الدفاع المدني يطلق تحذيرات وإرشادات لتجنب تكرار الأخطاء التي ارتكبها العديد من الأسر في فصل الشتاء في السنوات الماضية.

في هذا السياق، يقول مدير عام العلاقات العامة والإعلام بمصلحة الدفاع المدني بصنعاء، العقيد خالد الشراحي: “تلقينا ستة بلاغات عن حالات اختناق نتجت عنها اثنتا عشرة حالة وفاة خلال العامين الماضيين، ومع دخول فصل الشتاء هذا لم يردنا إلى الآن أي بلاغ عن حادثة من هذا النوع”.

التوعية بالمخاطر

يؤكد الشراحي في تصريح خاص لـ«المشاهد» أنه لا يتوقع هذا العام تنامي حوادث الاختناقات، ويعزو ذلك إلى الجهود المكثفة لمصلحة الدفاع المدني في التوعية بالمخاطر الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للتدفئة بالغاز، أو الحطب، أو المدفأة الكهربائية.

ويضيف: “سجلنا العديد من الفلاشات الإذاعية، وقمنا بنشرها في كافة وسائل الإعلام، آملين أن يتم الاستماع لها، والتجاوب معها”.

ونوه الشراحي إلى أن مصلحة الدفاع المدني ستستمر بخطتها الموضوعة لزيادة الوعي، وتهيب بالمواطنين للالتزام بما تبثه من إجراءات للوقاية، والحفاظ على أرواحهم.

ويختم حديثه، بالقول: “إن التوعية تأتي ضمن استراتيجية خاصة تضعها مصلحة الدفاع لتوفير بيئة آمنة للمواطن، وإيجاد وعي مجتمعي من شأنه أن يوجه المواطن إلى التصرف بطريقة صحيحة عند حدوث حريق، أو حالات اختناق”.

مقالات مشابهة