المشاهد نت

توقف حوافز المعلمين في مأرب

يصل إجمالي عدد الطلاب في بعض الشعب إلى 120 طالبا في مأرب-الصورة نقلا عن صفحة مكتب التربية والتعليم مأرب على الفيسبوك

مأرب- عدي الدخيني

المعلمون في معظم المحافظات اليمنية يعانون من أزمات عدة منذ بدء الصراع عام 2015، وتتفاقم المعاناة أكثر في ظل استمرار انقطاع المرتبات للموظفين الحكوميين وتدهور العملة الوطنية في عموم اليمن. في مأرب، 190 معلما ومعلمة توقفت حوافزهم المالية من المنظمات منذ أربعة أشهر في مديرية مدينة مأرب ومنطقة الجفينة، حسب مدير التعليم في مأرب، أحمد العبادي.

في اليمن عموما هناك ما يقرب من 172 الف معلما ومعلمة بدون رواتب لأكثر من سبع سنوات، وبحاجة إلى دعم، حسب الأمم المتحدة.

بعض ممن توقفت حوافزهم في مأرب، كانوا يتسلمون نحو 50 دولارا أمريكيا شهريا (نحو 80 ألف ريال يمني) من العملة اليمنية الجديدة، وهو ما يعادل أقل من قيمة ربع راتب المعلم الحكومي الشهري قبل بدء الصراع وتدهور العملة المحلية. البعض الآخر من المعلمين في مأرب كانوا ممن توقفت حوافزهم، كانوا يتسلمون 100 دولار أمريكيا (قرابة 160 ألف ريالا) من العملة الوطنية الطبعة الجديدة.

رغم توقف هذه الحوافز، إلا أن المعلمين مستمرون في تقديم واجبهم بشكل تطوعي، حسب العبادي.

في 2019، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أنها بدأت مشروع دفع حوافز للمعلمين في اليمن بهدف دعم وصول الأطفال للتعليم. يشمل هذا الدعم بعض من المعلمين في مأرب بواقع 50 دولار شهريا، يتم دفعها كل ثلاثة أشهر، حسب حديث مدير مكتب التربية والتعليم بمأرب.

قالت حينها المنظمة أنها تطمح للوصول إلى 136 ألف من المعلمين والعاملين في قطاع التعليم.

لكن إيقاف الحوافز المقدمة من بعض المنظمات غير اليونيسف، للمعلمين يعمق من معاناة العاملين في التعليم. الأمر الذي دفع البعض منهم إلى التخلي عن مهنة التدريس، والبحث عن مصدر آخر للدخل، بينما البعض لا زالوا يعملون، وينتظرون حلولا للأزمة التي يمرون بها.

عبده سالم، معلم في مدينة مأرب، يقول لـ “المشاهد” إن المئات من المعلمين لم يحصلوا على رواتبهم منذ أربعة أشهر بعد انسحاب المنظمات الداعمة، وتتفاقم معاناة المعلمين في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار الاحتياجات المعيشية.

يضيف سالم: “المعلمون النازحون في مدينة مأرب لم يتسلموا مرتباتهم منذ انقلاب جماعة الحوثي، وما زالوا حتى الآن بلا مرتبات ولم تدفع لهم الحكومية الشرعية أي مبالغ مالية. كان هناك منظمات تدعم المعلمين لاستمرار العملية التعليمية في المحافظة، لكنها انسحبت، وهذا الأمر أوجد لنا معاناة جديدة”.

عبد السلام شيبه، معلم في مدرسة الثورة بمدينة مأرب، يقول لـ “المشاهد” إن المعلم في مأرب يواجه ظروفا صعبة، والمعلمون الذين يحصلون على رواتب لا تكفيهم لتغطية متطلبات الحياة المعيشية، مشيرا إلى أن المعلمين الذين انقطعت رواتبهم منذ أربعة أشهر يمرون بمعاناة قاسية. ويؤكد شيبه إنهم لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية طوال الأربعة الأشهر الماضية سواء من مكتب التربية أو من منظمات.

إقرأ أيضاً  تضييق الخناق على السلفيين في شمال اليمن 

تحديات التعليم في مأرب

توقف حوافز المعلمين في مأرب
الحاجة إلى دعم التعليم في مخيمات النزوح بمأرب_تصوير اليونيسف

يصل عدد السكان في مأرب، قرابة 3.2 مليون نسمة، منهم 2.3 مليون من النازحين، حسب الوحدة التنفيذية للنازحين. الكثافة السكانية التي تم تكن معهودة في مأرب قبل الحرب تشكل ضغطا على الخدمات العامة، ومنها التعليم.

تقول الأمم المتحدة أن هناك 8.1 مليون طفلا من الأولاد والفتيات في اليمن بحاجة إلى مساعدة التعليم في حالات الطوارئ في اليمن. يشمل هذا العدد 1.65 مليون طفلا نازحا.

أحمد العبادي، مدير التعليم العام بمأرب، في حديث مع المشاهد، يقول أن قطاع التعليم يواجه العديد من التحديات، مثل سعة المدارس، نقص الكادر التعليمي بخاصة في مديرية المدينة ومديرية الوادي. 

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول العبادي: “اجتهدنا وتعاونا مع شركاء التعليم، وكذلك الدعم الذي تقدمه السلطة المحلية بمأرب، وتغلبنا على بعض التحديات، بخاصة النقص في عدد المعلمين”.

يتابع: “تعاونت المنظمات بالمحافظة، وقامت ببناء مدارس بديلة في مخيمات النزوح، وتم استيعاب الطلاب والطالبات، ولم تتوقف العملية التعليمية رغم التحديات والصعوبات والمشاكل والصراع الذي تشهده البلاد”.

يؤكد العبادي أن الجهات المعنية سهلت معايير افتتاح المدارس الخاصة لاستيعاب المزيد من الطلاب، ويوضح : “خلال فترة الحرب، تم تأسيس 35 مدرسة أهلية وتستوعب 20 ألف طالب وطالبة، معظمها في مديرية المدينة، ومنها في مديرية الوادي، بالإضافة إلى المدرسة التي تم بناؤها من قبل منظمة الهجرة الدولية، وتتكون من 15 فصلا دراسيا”.

إحصائيات

تضاعفت أعداد الطلاب في مأرب نتيجة لتدفق النازحين إلى المحافظة، حيث كان عدد الطلاب قبل الحرب 70 ألف طالب وطالبة، بينما يصل العدد الآن إلى 143 ألف طالب وطالبة، بحسب العبادي.

ومع تزايد السكان في مدينة مأرب، يصل عدد الطلاب في الشعبة الدراسية الواحدة إلى 120 طالبا، الأمر الذي يؤثر على جودة التعليم. يؤكد العبادي أن الجهات المعنية في المحافظة تسعى إلى بناء المزيد من المدارس وتوسيعها للتخفيف من الازدحام التي تشهدها الفصول الدراسية.

يختم العبادي حديثه، ويقول: “هناك معلمون سيحالون إلى التقاعد في مأرب، ومعلمون قتلوا خلال الحرب، ومعلمون تسربوا بسبب ضعف مرتباتهم أو عدم الحصول عليها، حيث أصبح راتب المعلم لا يسد احتياجاته الضرورية”.

مقالات مشابهة