المشاهد نت

البيئة والاقتصاد باليمن.. ضحايا غرق «روبيمار»

عدن – سعيد نادر

حذر مختصون بيئيون وخبراء اقتصاد يمنيون من التداعيات البيئية والاقتصادية لغرق السفينة “روبيمار” قبالة السواحل اليمنية، بعد أيام من قصفها بصواريخ حوثية.

وقال عضو خلية إدارة الأزمة في اليمن، ورئيس هيئة حماية البيئة اليمنية، المهندس فيصل الثعالبي لـ«المشاهد» إن غرق السفينة يمثل كارثة بيئية وإنسانية بكل المقاييس.

وأضاف المهندس الثعالبي أن خلية إدارة الأزمة، وهي جهة حكومية شُكلت عقب قصف السفينة من قبل جماعة الحوثي في 18 فبراير/شباط الماضي، تعمل على تدارس الموقف بعد غرق السفينة “روبيمار”، وتتواصل مع دول ومنظمات محلية ودولية لتلافي الآثار الناتجة عن هذه الكارثة.

وتضم خلية إدارة الأزمة قيادة وزارتي المياه والبيئة والنقل، بالإضافة إلى هيئتي الشئون البحرية وحماية البيئة، مع جهات معنية أخرى، وتم تشكيلها بقرار من رئيس الحكومة اليمنية.

من جانبه، يرى أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن، الدكتور سامي محمد قاسم نعمان، أن تداعيات غرق السفينة “روبيمار” لا يقتصر على الجانب البيئي فقط، بل هناك آثار وتبعات اقتصادية ومعيشية خطيرة.

وقال الدكتور سامي نعمان لـ«المشاهد» إن السفينة تحتوي على مواد كيميائية خطيرة جدًا؛ يؤدي تسريبها لكارثة بيئية قد تستمر فترة طويلة وتؤثر على الحياة البحرية في البحر الأحمر ويتضرر منها جميع الدول المطلة على البحر الأحمر نتيجة لتلوث البيئة البحرية.

وأشار إلى أن هذا التلوث يعني تضرر الكائنات البحرية بما فيها الأسماك؛ مما قد يشكل خطرًا على سكان هذه الدول الذين يعتمدون في غذائهم على الأسماك، إضافة إلى تضرر قطاع الاصطياد خصوصًا في كل من أرتيريا واليمن، وهم من الفئات المتضررة بالفعل بسبب الحرب.

ويواصل: تأتي هذه الكارثة ومن قبلها مخاطر السفينة صافر لتزيد من المخاطر التي تعيشها الفئات الأقل ضعفًا، إضافة إلى أن غرق بدن السفينة قد يشكل خطرًا على السفن الأخرى التي تمر من الخط الملاحي البحري.

إقرأ أيضاً  عملة معدنية جديدة.. هل فشلت جهود إنهاء الانقسام النقدي؟

وأمس الجمعة، قال وزير النقل الدكتور عبدالسلام حُميد، إن الوزارة ممثلة بهيئة الشؤون البحرية على تواصل مستمر مع الجهات المختصة الإقليمية والدولية للتعاطي مع الآثار البيئية التي سيخلفها غرق السفينة “روبيمار”، المحملة بالمواد الكيميائية الخطيرة، والتي استهدفتها الحوثيون افي البحر الأحمر.

ونقلت وكالة “سبأ” الحكومية عن الوزير اليمني أن الهيئة البحرية وجهت رسالة عاجلة لرئيس المنظمة البحرية الدولية والهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، ومقرها في جدة، وتم إبلاغهم بغرق السفينة.

ولفت إلى أن الهيئة طلبت المساعدة لتلافي الآثار البيئية التي ستخلفها تلك المواد الخطيرة التي كانت على متن السفينة، وعلى أمل أن يتم التجاوب في أسرع وقت ممكن.

مشيرا إلى إجراءات قانونية ستقوم بها وزارة النقل عبر الهيئة العامة للشؤون البحرية لتفويض محامٍ دولي للضغط على ملاك السفينة للمساعدة في التخلص من الكارثة البحرية المترتبة على غرق السفينة وحمولتها التي ستؤثر على الثروة السمكية في بلادنا.

وكانت خلية الأزمة للتعامل مع السفينة “روبيمار”، قد أعلنت -الجمعة- عن غرق السفينة التي تحمل علم بيليز قبالة السواحل اليمنية، وذلك بعد هجومين صاروخيين من قبل جماعة الحوثي، بحسب وكالة “سبأ”.

وأعربت الخلية عن أسفها لغرق السفينة التي ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر والأحمر، وقالت إن النتيجة كانت متوقعة بعد ترك السفينة لمصيرها أكثر من 12 يومًا وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة التي تسببت بها الحوثيون.

وحملت الخلية، جماعة الحوثي مسؤولية الكارثة البيئية، وتداعيات استمرارها في استهداف سفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية على الوضع الإنساني في اليمن ودول المنطقة، وتهديد السلم والامن الدوليين.

كما دعت المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في التعاطي الحازم مع التهديدات البحرية والحفاظ على سلامة الملاحة العالمية، وإمدادات السلع الأساسية المنقذة لحياة الملايين من شعوب المنطقة.

مقالات مشابهة