المشاهد نت

مبادرة مجتمعية تنجز صيانة طريق بطول 32 كيلو مترا

بجهود مجتمعية، تأهيل طريق تربط ثلاث مديريات جنوب تعز

تعز- محمد سعيد السامعي

بدأ المواطنون بمديرية سامع في تعز بتدشين مبادرة مجتمعية في مارس 2020 بهدف رصف الطرقات وتوسعتها لتسهيل التنقل من مدينة تعز إلى الريف الجنوبي من المحافظة. جاءت تلك المبادرة للتخفيف من المعاناة التي يتكبدها المسافرون نتيجة لإغلاق الطرقات بسبب الحرب التي تشهدها تعز منذ   2015.

يبلغ طول الطريق التي رممتها المبادرة المجتمعية 32 كيلو متر، وتربط مديريات ( خدير وسامع والمواسط )، ويمر منها أهالي الحجرية المتجهون صوب المناطق الشمالية بتعز، كما أنها تستخدم طريقا بديلا لطريق الأقروض الوعرة بمديرية المسراخ.

حسب تقرير سابق للمشاهد، دفعت الحرب في اليمن، المجتمعات خصوصا الريفية إلى دعم وتبني مشاريع تنموية فاقت القدرة على الصمود والإستجابة للطوارئ إلى مشاريع في البنية التحتية مثل الطرق، التعليم والمياه.

في سبعينيات القرن الماضي، قام الأهالي بشق تلك الطريق، وساندتهم الحكومة آنذاك، ولكن بعد اغتيال رئيس البلاد آنذاك إبراهيم الحمدي، توقفت تلك المبادرة، وتعرضت الطريق للتخريب بفعل السيول والانهيارات الجبلية، وتسببت بموت العشرات من أبناء حوراء سامع والمناطق المجاورة لها، بحسب مواطنين.

وفي العام 2010، قامت الحكومة اليمنية بتوسعة الطريق، وهدت الجبال المحيطة بها، لكن المشروع توقف مرة أخرى بفعل الأحداث التي شهدتها اليمن عام 2011. ظلت مخلفات الشركة التي كانت تعمل هناك على جانبي الطريق، وأثناء موسم الأمطار كانت السيول تسحب تلك المخلفات إلى الطريق حتى أصبحت خطرة في بعض المناطق، ولم تستطع سيارات الدفع الرباعي المرور فيها.

مبادرة مجتمعية تنجز صيانة طريق بطول 32 كيلو مترا
بدأت المبادة في صيانة طريق سامع بجهود امرأة مما شجع المجتمع المحلي على استكمال صيانة الطريق

كانت المبادرة التي أعلن عنها الأهالي عام 2020 بهدف صيانة وتأهيل الطريق وإزالة المخلفات نقطة تحول للمسافرين في مديرية سامع والمديريات المجاورة. في حديثه ل “المشاهد”، يقول المسؤول المالي للمبادرة المجتمعية: “سعت المبادرة في البداية لتأهيل ورصف المنعطفات والمنحدرات الأشد خطورة في الطريق. وبعد أن تم ذلك، ارتفعت معنويات الأهالي وقرروا مواصلة العمل في الطريق، وفتحنا باب التبرعات مرة أخرى، وبحثنا عن داعمين من الجهات الحكومية والتجار، وتم بفضل الله، ثم بفضل الخيرين رصف مساحة أكبر من تلك التي كنا نهدف إلى رصفها وتأهيلها”.

إقرأ أيضاً  بعد مرور عام من الوساطة الصينية بين السُّعُودية و إيران، أين يسير اليمن؟

يقول عبد الكريم على، أحد القائمين على المبادرة، إن الهدف في البداية كان إصلاح مساحة صغيرة من الطريق، لكن طموحات المشاركين كبرت، وقرر الجميع رصف الطريق بالكامل.

يضيف: “اعتمدنا على أنفسنا في الوقت الذي تخلت الدولة عن واجبها تجاه مواطنيها، ولا بد من استعادة دور العمل المجتمعي التعاوني لتنفيذ مثل هذه المبادرات”.

حضور المرأة

كان للمرأة في سامع دور بارز في نجاح المبادرة المجتمعية التي أصلحت الطريق وربطت بين مديريات مختلفة بتعز. يقول سكان محليون إن السيدة نعيم الحوري بدأت المبادرة التي انطلقت عام 2020، وشجعت تلك المبادرة المواطنين في مناطق أخرى على تنفيذ مبادرات مشابهة.

واجهت المبادرة صعوبات كثيرة، أبرزها المخلفات الهائلة المكدسة على جانبي الطريق “ترابية وصخرية”، والتي استهلكت أغلب التبرعات التي خصصت لتأهيل الطريق، وفتح العبارات لمياه السيول وبناء الجدران الساندة .

محمد عبد الرحمن، أحد أبناء المنطقة، يقول ل “المشاهد”: “كانت وعورة الطريق عبئا كبيرا على المسافرين ومالكي المركبات، وتسببت بخسائر فادحة. وبعد إصلاح الطريق، أصبحت المسافة أقصر، ومرور السيارات أسرع وأسهل”.

يضيف: كان المواطنون يعانون، بخاصة المرضى بسبب وعورة الطريق. وكنا لا نستطيع توصيل المريض إلى أقرب مركز صحي بسهولة، وكان يستغرق الأمر ساعات. حاليا، صارت الطريق أفضل بكثير.

يختم عبد الرحمن حديثه، ويقول: “أعادت المبادرات روح العمل الجماعي لدى المجتمع، وعملت على تقوية الروابط الاجتماعية، وأشعرت الناس بمصيرهم المشترك ومصير مناطقهم وهذه المبادرات أسهمت في تقوية الترابط والتلاحم في زمن الحرب”.

مقالات مشابهة