المشاهد نت

«طفل الزبادي» يُلهب منصات التواصل اليمنية

صورة متداولة لـ"طفل الزبادي" في تعز

تعز – صلاح بن غالب

أشعلت نداءات أحد الأطفال من بائعي “الزبادي” في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، منصات التواصل الاجتماعي في البلاد.

وانتشر مقطع مرئي للطفل عبدالإله سعد علي عبدالله (12 عامًا)، وهو ينادي الزبائن لشراء الزبادي منه، في السوق المركزي وسط تعز، قائلًا: “تبادي.. تبادي”، ما لفت انتباه الناشطين وبات حديث الناس.

حتى أن عددًا من الناشطين اعتبر أن هذا الطفل ابتكر اسمًا جديدًا للزبادي، الذي لا يغيب عن الموائد اليمنية، خاصة في شهر رمضان.

وقال مصور المقطع حسام القليعة لـ «المشاهد»: “أثناء تصويره للعادات والطقوس الرمضانية بالسوق المركزي في مدينة تعز لفتَّ انتباهه سماع كلمات للطفل عبدالإله وهو يفترش السوق وبحوزته كمية ضئيلة من معلبات الزبادي مناديًا الزبائن للشراء منه”.

وأضاف: ترديد الطفل للاسم الجديد “تبادي.. تبادي.. تبادي”، بدلًا من كلمة زبادي أطربت مسامعه ووجدانه، لكنها بالوقت نفسه هزَّت مشاعره لما وصل إليه حال الكثير من الأطفال باليمن.

وقال القليعة: “قررت ان أشتري منه جبرًا لخاطره لأنني أدرك أن مثل هذا الطفل أضطرته قسوة الحياة وشظف العيش للخروج إلى العمل طلبًا للرزق له ولمن يعول”.

القليعة لفت إلى أنه شاهد تفاعلًا بعد نشر المقطع، خاصةً من قبل المغتربين بدول المهجر، فخلال الساعات الماضية وصلت عدة حوالات مالية للطفل ولأسرته.

إقرأ أيضاً  «معارض رمضانية» تخفف معاناة المواطنين بحضرموت

واعتبر أن هذا شيء إيجابي لتكاتف وتراحم اليمنيين، ولو كانوا في أحلك الظروف الصعبة، فيما وعدت إدارة إحدى شركات إنتاج الزبادي، التي كان يبيعها الطفل بتقديم مكافأة تليق بمستوى “المروج الصغير”.

في ذات السياق، قال محمد إبراهيم محسن خال الطفل، لـ «المشاهد» إن الظروف المعيشية الصعبة لأسرة الطفل المكونة من 7 أفراد هي من أجبرته للخروج إلى إلعمل.

وأضاف أن الأسرة لا تتقاضى راتبًا حكوميًا، ويسكنون منزلاً بالإيجار، فيما والدهم تركهم في مدينة تعز واستقر بمفرده بصنعاء بدون عمل ويعاني من حالة نفسية.

وكشف أن الطفل عبدالإله توقف عن الدارسة بالوقت الحالي وخرج للعمل لتوفير لقمة عيش للأسرة وإيجار المنزل، إضافةً إلى توفير المال لشقيقاته الصغار لمواصلة تعليهمنَّ.

يشار إلى أن عمالة الاطفال باليمن تزيدات خلال سنوات الحرب بنسبة وصلت إلى 21 %، من الأطفال، وانخرط بسوق العمل أكثر من مليون و300 طفل يمني؛ نظرًا للانهيار الاقتصادي، بحسب تقرير مشترك صادر عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا ومنظمة العمل الدولية منتصف العام 2023.

مقالات مشابهة